شبكة طريق الحرير الاخبارية/
الجيوش والشعوب الإفريقية تثور على التواجد الفرنسي والأمريكي خاصة وعلى أدواتهم التنفيذية الحاكمة….
بقلم: أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…
كاتب ومحلل سياسي...
حاليا ورغم كل المعاناة التي تعاني منها الدول الإفريقية من هيمنة بعض الدول الغربية كفرنسا وأمريكا على بلدانهم، إلا أن شعوبها وقيادتها العسكرية والمدنية وأحزابها السياسية قاموا بثورات حقيقية على تلك الدول المستعمرة وأدواتهم التنفيذية التي تحكمهم كما حدث في مالي وبوركينا فاسو والنيجر…وغيرها يسير على طريق الثورات الإفريقية الحقيقية، والتي يطالب ثوارها عسكريين ومدنيين شعوب ومسؤولين علنا بخروج القوات الفرنسية والأمريكية وبتعميق العلاقات كافة مع روسيا والصين وغيرها من الدول التي تعاملهم كند لهم وتعمل على التعاون والشراكة والفائدة التي تعم على الجميع كشركاء وحلفاء حقيقيين لتلك الدول الكبرى والتي تنشر العدل والسلام والتعاون والتقدم والإزدهار بين الشعوب كافة وليس الفتن والحروب الأهلية في إفريقيا وفي كل مكان على وجه هذه الأرض المباركة…
وفي أحداث النيجر الأخيرة التي تفاجئ الغرب بها تحاول فرنسا وأمريكا وحلفهما الناتوي من إثارة الحرب بين القادة العسكريين الذي قاموا بالإنقلاب على رجل فرنسا وأمريكا في النيجر محمد بازوم وبين دول منظمة الإيكواس، تلك المنظمة السياسية والإقتصادية والعسكرية التي أسست للخلاص من الدول الإستعمارية منذ عام ١٩٧٥ لكنها وللأسف الشديد يبدوا أنها ومنذ سنوات مضت أصبحت آداة مسيطر عليها من قبل فرنسا وأمريكا وحلفهما الناتوي لترسيخ ذلك الإستعمار بإستعمار مبطن وملون بصيغ متعددة وتثبيته إلى الأبد على شعوب إفريقيا، وبتحريض من فرنسا وأمريكا يجتمع الرؤوساء ووزراء الدفاع وقادة جيوش المنظمة ويهددون ويضعون الخطط العسكرية لغزو النيجر بالوكالة عن فرنسا وأمريكا ويمهلون القادة العسكريين الجدد مهلة إسبوع للعودة لثكناتهم وإعادة الرئيس محمد بازوم لحكمه…
واليوم الأحد تنتهي هذه المهلة ولا يعلم أحد لغاية كتابة هذه السطور ما الذي سيحدث بالرغم من ان بعض الدول الإفريقية كتشاد رفضت التدخل العسكري وطالبت بمتابعة المفاوضات مع القادة العسكريين للوصول لحلول ترضي الجميع، وأيضا الجزائر رفضت العمل العسكري والتدخل في شؤون النيجر وطالبت المجلس العسكري بالوصول لحل فوري مع الرئيس بازوم وحكومته لإنهاء تلك الأزمة، وأيضا روسيا طالبت دول الإيكواس والمجتمع الدولي بعدم السماح للتدخل عسكريا في النيجر لأن الحرب العسكرية ليس حلا للوصول لحل ينهي الأزمة وطالبت بمتابعة المفاوضات الإفريقية، والكل يعلم بأن الشعوب الإفريقية رفعت الأعلام الروسية في كل عواصمها لأنها تعلم كل العلم بأن روسيا لم ولن تستعمر أية دولة او تحاول الهيمنة عليها والسيطرة على شعوبها وقرارها المستقل وإنما تشجع القادة والشعوب على الإستقلال والسيادة الحقيقية وتعمل على الوحدة الإفريقية ورص الصفوف والقوة للتخلص من هيمنة القطب الواحد ليكون لهم قطب او عدة أقطاب في المتغيرات الدولية القادمة….
وشعب النيجر وقادته العسكريين وبعض الأحزاب المدنية قاموا بثورة على فرنسا وأمريكا وتواجدهما على أراضي النيجر وسرقتهم لخيراتها وما جرى هو إنقلاب على الإستعمار الفرنسي والأمريكي المبطن وعلى أدواتهم وهو شأن داخلي أيده شعب النيجر في كل الشوارع وهم يحاولون اللحاق بثورات مالي وبوركينا فاسو….وغيرها من الدول الإفريقية التي ستتابع تلك الثورات الحقيقية وسيتجهون إلى روسيا والصين وسينتهي التواجد الفرنسي في النيجر نهائيا حتى لو شنت منظمة الإيكواس حربا مفتعلة على النيجر لإرضاء فرنسا وأمريكا وتثبيت بقائهما على أراضيها، فسيتم هزيمتهم لأن روسيا حينها والدول الإفريقية الأخرى لن تصمت على ذلك وسيقدمون الدعم للقادة العسكريين ولشعب النيجر ولكل القارة الإفريقية التي عانت وما زالت تعاني من ذلك الإستعمار المجرم وعبوديته والذي قتل شعوبها مئات المرات وبالملايين ونهب ثرواتها الطبيعية المتعددة التي حباها الله لشعوبها حتى تعيش بخير وتقدم وإزدهار ونمو مستمر كباقي شعوب العالم، وهي قارة ذات مساحة واسعة وأراضي خصبة ومليئة بالثروات كالنفط والغاز والذهب واليورانيوم وحتى المياه، ولو بقيت بيد أبنائها ولم تنهبها دول الغرب وبالذات فرنسا وأمريكا لكانت القارة الإفريقية ودولها من أغنى الدول والقارات على الأرض…
لذلك نرجوا أن يتم حل الازمة القائمة والوضع الراهن في النيجر سلميا لأن الحرب إذا وقعت بين منظمة دول الإيكواس والنيجر فإنها ستتفكك وتنهار ولن ولم يعود لها أي تواجد أو إسم وستنتهي لأن هناك دول ترفض الدخول في حرب على النيجر كتشاد ومالي وبوركينا فاسو…وغيرها،وهذه الفتن والحروب في إفريقيا تعمل أمريكا وفرنسا على تغذيتها لينهي الأفارقة بعضهم بعضا وتدخل هي كدول مصلحة إجتماعيا لتثبت بقائها وإنتشارها وتمددها في دول إفريقيا كاملة حتى لا تقوم لهم قائمة وتبقى تلك الدول فرنسا وأمريكا وحلفهما الناتوي يتقاسمون خيرات إفريقيا بينهم دون حسيب أو رقيب كما جرى في العديد من دول إفريقيا سابقا…
*تعكس المقالة وجهة نظر الشخصية للكاتب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة طريق الحرير الاخبارية.