** صحيفة الشعب اليومية أونلاين/
كتب – محمود سعد دياب
في الوقت الذي تجري فيه الاستعدادات لانطلاق منتدى التعاون الصيني العربي، المقرر عقده بالعاصمة الأردنية عمان العام المقبل، تتزايد يومًا بعد يوم روابط التقارب بين الصين والدول العربية، ولعل خير شاهد على ذلك ذكر الرئيس الصيني شي جين بينغ وجود تحركات لزيادة حجم التعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية لمعرض الصين الدولي للاستيراد بشانغهاي عقب تطرقه للحديث عن نية الصين إنشاء 6 مناطق حرة جديدة بما يعني استفادة تلك الدول منها.
في قديم الزمان تبادل العرب والصينيين البضائع عبر طريق الحرير القديم، واليوم تنشط هذه التبادلات مجددا عبر الحزام والطريق، ما جعل مجتمع المنتجين والمصدرين العرب يشعر أن هذا الزخم هو أحد ثمار البناء المشترك للمبادرة التنموية الأعظم والأضخم في العصر الحديث، فيما تزايدت في الفترة الأخيرة، حجم الاستثمارات الصينية بالدول العربية، وصلت إلى مرحلة الشراكة الاستراتيجية، وقد تركزت المشروعات في الطاقة الجديدة والمتجددة بخلاف مجالات أخرى.
وفي هذا التقرير نرصد آراء خبراء ورجال أعمال ومسئولين عرب شاركوا في معرض شانغهاي للاستيراد عن التعاون الصيني العربي وكيفية معالجة التحديات، خصوصًا بعد الإعلان عن وصول حجم الصفقات المبرمة من خلال المعرض إلى 71.13 مليار دولار أمريكي بزيادة قدرت بـ23% عن العام الماضي، بحيث يتم تعظيم نصيب الدول العربية في تلك الكعكة المتنامية، ورغم عدم تمكننا من التوصل إلى كامل حصيلة المشاركة العربية النهائية، إلا أن بعض الشركات نجحت في التعاقد مع سلاسل من المتاجر الصينية لديها فروع منتشرة داخل الصين، فضلاً عن منصات التجارة الإلكترونية لبيع المنتجات من خلالها، كما قام أحد البنوك الصينية الشهيرة بإقامة اجتماعات كثيرة للشركات بين البائع والمشتري، حيث تمت الكثير من التعاقدات من خلال هذه الاجتماعات. https://buff.ly/2rbMLDS
ضيف الشرف
مثلت الأردن المقرر أن تستضيف منتدى التعاون الصيني العربي المقبل، أهم مشاركة عربية في معرض شانغهاي للاستيراد بوصفها ضيف الشرف العربي الوحيد، حيث عكس جناحها الرسمي عراقة تاريخ المملكة من خلال تصميم جداري كبير ينقل صورة للزائرين عن مدينة البتراء الأردنية تحيط به أعمدة معلق عليها صور عن المواقع الأثرية لهذه المدينة الوردية وكذا لوادي رم والآثار الرائعة لمدينتي جرش وعجلون.
شهادة شحروري
نادر شحروري مؤسس الجالية الأردنية بالصين، والمدير التنفيذي لشركة البحار السبعة، قال إن التعاون قد ارتقى بين البلدين خلال الفترة الماضية، وأن مشروع العطارات الاستراتيجي أكبر شواهد ذلك التعاون حيث تصل حجم استثماراته لـ 1.5 مليار دولار، والذي تضافرت فيه جهود الحكومة ومجتمع الأعمال والجالية الأردنية بالصين، كي يتم توليد الكهرباء من الصخر الزيتي بمنطقة العطارات بالأردن، لسد 30% من احتياجات البلاد الكهربية، مشيرًا إلى أن مشاركة بلاده بالمعرض هذا العام لم تكن على مستوى الطموحات لكنها فتحت أفاق جديدة، حيث أبرمت شركته مثلا 15 تعاقد مع شركات ومستوردين صينيين، فضلا عن اتفاقات حكومية أخرى بين البلدين سيعلن عنها قريبًا، متوقعًا أن تكون المشاركة العام المقبل ذات مستوى فريد.
وأكد شحروري أن الدول العربية لابد أن تستفيد من الفرصة الذهبية التي منحتها الصين لدول العالم، بفتح أسواقها للاستيراد، خصوصًا وأن بلاده الأردن تستطيع بمنتجاتها عالية الجودة من الخضروات والفواكه الطازجة تحقيق ذلك، بالإضافة إلى زيت الزيتون والتمور ومنتجات البحر الميت والأدوية والتي تكفي لتواجد قوي، فضلا عن أن الأردن منصة يمكن من خلالها نفاذ المنتجات الصينية إلى أسواق حرة تضم أكثر من مليار مستهلك منها الولايات المتحدة وكندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي والدول العربية، موضحا أن المصدرين الأردنيين معتادون على الأسواق التقليدية القريبة، وأن الدخول إلى الصين بحاجة إلى وقت لاستكشافها.
الكشري المصري
خطفت وجبة الكشري المصري سريعة التحضير، أنظار واهتمام الصينيين من الزوار والمستوردين زوار المعرض، والتي قدمتها شركة تيك تيك التي كانت أهم ما يميز الجناح المصري بوصفها الوجبة الشعبية الأولى التي تم تقديمها بطريقة تتناسب مع عادات المستهلك الصيني في تناول وجبة المكرونة الجاهزة أو “النودولز” بإضافة الماء الساخن إلى المكونات من الأرز والشعرية والمكرونة صغيرة الحجم مع البصل المقلي والشطة والصلصة وتركها لمدة 5 دقائق ثم البدء في تناولها، وهي الطريقة التي يستخدمها الصينيون مع وجبة المكرونة في أوقات السفر أو العمل أو حتى في المنزل، ما دفع الزوار للوقوف طابور لتذوق الكشري المصري، وأكد محمود بهي أحد مسئولي الشركة أن سعر الواجبة لا يتجاوز دولار واحد ويختصر وقت إعدادها الطويل، معربًا عن أمله في النفاذ للسوق الصيني. https://buff.ly/2rbMLDS.