شبكة طريق الحرير الإخبارية/ AMSP/
في الآونة الأخيرة، ترأس جون لي، الرئيس التنفيذي لمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة الصينية، وفدا رفيع المستوى نظمه مجلس تنمية التجارة في هونغ كونغ لزيارة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وتعد هذه الزيارة الأولى المهمة التي قام بها الرئيس التنفيذي لمنطقة هونغ كونغ في بداية العام الجديد، وتتميز بمستوى رفيع وأهمية كبيرة. وضم الوفد أكثر من 30 من رجال الأعمال البارزين من مختلف القطاعات في هونغ كونغ، بما في ذلك المالية والتجارة والأعمال والبنية التحتية والتكنولوجيا والنقل والخدمات اللوجستية، مما يعكس صدق وعزم حكومة المنطقة الإدارية الخاصة على تعميق التعاون الاقتصادي والتجاري مع السعودية والإمارات.
تتمتع هونغ كونغ بموقع جغرافي متميز ومزايا فريدة في ظل سياسة “دولة واحدة ونظامان”.
بالإضافة إلى ذلك، لديها بنية تحتية عالمية المستوى ومواهب مهنية وفيرة. كما تعد هونغ كونغ جسرا لدخول سوق البر الرئيسي وأحد محركات بناء منطقة خليج قوانغدونغ وهونغ كونغ وماكاو الكبرى، مما يخلق مجالا ضخما للاستثمار والتنمية. تعتبر كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة اقتصادا ناجحا للغاية في منطقة الشرق الأوسط، وهما عضوان مهمان يشاركان في البناء المشترك لـ “الحزام والطريق”، ولهما رؤى ومخططات تنموية كبرى في مجالات المالية والابتكار والبنية التحتية والخدمات اللوجستية. وفي الوقت نفسه، تتماشى هذه الرؤى والمتطلبات مع مزايا هونغ كونغ، مما سيوسع التعاون بين هونغ كونغ ودول الشرق الأوسط في مجال التنمية الاقتصادية والتجارية.
وشهد منتدى الاستثمار الذي عُقد في الرياض وهي المحطة الأولى للزيارة، تبادل ست مذكرات تعاون أو خطابات نوايا بين شركات ومؤسسات للجانبين، تغطي مجال المالية والابتكار والتكنولوجيا والأعمال والنقل والطاقة وغيرها من المجالات. من بينها، وقعت كل من السوق المالية السعودية وبورصة هونغ كونغ على مذكرة تعاون من شأنها أن تساعد في توسيع التعاون بين أسواق السعودية وهونغ كونغ وتعزيز جاذبية سوق رأس المال السعودي.
الإمارات العربية المتحدة هي الشريك التجاري الأكبر لهونغ كونغ في الشرق الأوسط. وخلال الزيارة إلى الإمارات، تم تبادل سبع مذكرات تعاون أو خطابات نوايا بين هونغ كونغ وشركات ومؤسسات إماراتية لتعزيز التعاون في مجالات مثل البناء
والابتكار التكنولوجي والتجارة. بصفتها مركزا ماليا دوليا وأكبر مركز أعمال خارجي للرنمينبي في العالم،
يمكن لهونغ كونغ مساعدة الإمارات على البناء المشترك لـ “الحزام والطريق” بنشاط.
شكلت هذه الزيارة بداية جيدة لهونغ كونغ ودول الشرق الأوسط لتوسيع نطاق التعاون في إطار مبادرة “الحزام والطريق”، حيث يمكن لكل من رواد الأعمال والمستثمرين العثور على فرص غير محدودة في هونغ كونغ، من مجال الطاقة الجديدة والطاقة التقليدية، إلى المدن الذكية، والنقل، والخدمات اللوجستية، والتكنولوجيا المالية، والتكنولوجيا الحيوية. مما يدل على الإمكانات الكبيرة لتعاون أعمق بين هونغ كونغ ودول الشرق الأوسط في المستقبل.
في السنوات الأخيرة، اقتربت الصين والدول العربية أكثر فأكثر، ودخلت العلاقات الصينية العربية أفضل فترة في التاريخ. في ديسمبر الماضي، عقدت القمة الصينية العربية الأولى بنجاح في المملكة العربية السعودية، مما يمثل علامة فارقة جديدة في تاريخ العلاقات الصينية العربية. وواصلت الصين والدول العربية تحسين مخطط تعاون في إطار “الحزام والطريق”، واستمرت النتائج في الظهور، حيث نفذ الجانبان أكثر من 200 مشروع كبير في مجالات البنية التحتية والطاقة، واستفاد منها ما يقرب من ملياري شخص من الجانبين. وقد دخل التعاون الصيني العربي مرحلة جديدة من التعاون الشامل، وأصبح المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد هدفا جديدا لكل من الصين والدول العربية. من المعتقد أنه في ظل التوجه نحو تعزيز الانفتاح رفيع المستوى على العالم الخارجي وتحسين جودة ومستوى التعاون التجاري والاستثماري، سيكون التعاون البراجماتي الصيني العربي أكثر إشراقا في العام الجديد، وسيقدم الجانبان معا مساهمة أكبر لتعافي الاقتصاد العالمي بعد الوباء.