CGTN العربية/
باتت الصين شريكة صادقة للدول العربية في مجال التعاون الفضائي على المدى الطويل، حيث أحرز الجانبان إنجازات أولية في مجالات تطوير وتصنيع وإطلاق الأقمار الصناعية، ومشاركة البيانات وتطبيقاتها، فضلا عن التبادل الفني وتدريب المختصين في علوم وتكنولوجيا الأقمار الصناعية.
التعاون في إطار منتدى التعاون العربي الصيني لنظام “بيدو” للملاحة بالأقمار الصناعية
كان الرئيس الصيني شي جين بينغ قد دعا خلال حفل افتتاح الدورة السادسة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي في عام 2014 إلى الارتقاء بمستوى التعاون العملي الصيني العربي في 3 مجالات ذات تكنولوجيا متقدمة كنقاط اختراق تشمل الطاقة النووية والفضاء والأقمار الاصطناعية والطاقات الجديدة.
كما جدد الجانب الصيني اهتمامه أثناء الدورة الثامنة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي بإقامة قناة مشتركة لممر معلومات “الحزام والطريق” وتطوير التعاون في مجال الفضاء وتشجيع بناء نظام “بيدو” الصيني للملاحة وتكنولوجيا الاستشعار عن بعد للأرصاد الجوية عبر الأقمار الصناعية لخدمة البلدان العربية.
وفي ظل هذا الدعم الذي تقدمه السياسات، أصبح التعاون العلمي والتكنولوجي، وبخصوص التعاون الفضائي، نقطة ساخنة ضمن إطار التعاون الشامل بين الصين والدول العربية خلال السنوات الأخيرة، فيما تم تشكيل مجموعة من طرق التعاون تدريجيا.
صدر “إعلان الدورة الأولى لمنتدى التعاون العربي الصيني لنظام بيدو للملاحة بالأقمار الصناعية” بشانغهاي في مايو 2017، فيما اتفق الجانبان على تعزيز التعاون في دفع المشاريع الكبرى والبحوث في تطبيق الملاحة بالأقمار الصناعية في مجالات المواصلات الذكية ومساحة الأراضي الوطنية والزراعة الدقيقة والأمن العام، وذلك على أساس تعاون الجانبين القائم وأولويات متطلبات الجانب العربي.
وعقدت فعاليات الدورة الثانية في إطار توطيد التعاون بين الدول العربية والصين في أبريل 2019، وتنفيذا لمذكرة التفاهم بين الجانبين للملاحة بالأقمار الصناعية، ومتابعة لمشروع مركز التميز لتكنولوجيا “بيدو” الذي تم إنشاؤه في تونس في أبريل 2018
وقدم نظام “بيدو” الصيني خدمات في مجالات عديدة لـ30 دولة على طول “الحزام والطريق”، ومن المخطط أن يتحقق ارتباط أكثر من 30 قمرا صناعيا، لتغطية أنحاء العالم بحلول عام 2020، وفقا لتقرير رسمي صيني بهذا الشأن.
تعزيز مبادرة “الحزام والطريق”
من خلال موروث الصداقة العميقة التي يرجع تاريخها إلى “طريق الحرير القديم”، واعتبار الصين والدول العربية شريكين طبيعيين في بناء “حزام طريق الحرير الاقتصادي” و”طريق الحرير البحري للقرن الـ21″، فإن ذلك يسهم في تحقيق هدف التنمية والازدهام المشترك على طول “الحزام والطريق”.
بالإضافة إلى ذلك، أصدرت الصين والدول العربية “بيان العمل بشأن التعاون بين الصين والدول العربية تحت إطار مبادرة الحزام والطريق” بشكل مشترك في الـ10 من يوليو لعام 2018، مما أتاح فرصة عظيمة لتعزيز التعاون والفوز المشترك، وتعزيز الشراكة الإستراتيجية، وتشجيع التنمية المشتركة وتحقيقها. نظام بي دي آس الذي تقوم الصين بإنشائه وتشغيله بشكل مستقل تماما ومتوافق مع أنظمة الملاحة والمراقبة عبر الأقمار الصناعية الأخرى، يعلب دورا هاما في نمط التشارك.
ويركز المنتدى على تعزيز التبادل والتعاون في مجال الملاحة عبر الأقمار الصناعية، وتحسين التنفيذ لسلسلة من المشاريع التعاونية من خلال تطبيقات تكنولوجية وحلول عملية لنظام بي دي إس في مجالات النقل الذكي، ورسم الخرائط، والزراعة الدقيقة والسلامة العامة، كما سيحسّن التعاون من مستوى تطوير الملاحة الفضائية في الدول العربية. وبالتالي فإنه من المهم تشجيع المنطقة العربية على تحقيق المزيد من التنمية الاقتصادية والاجتماعية والمساهمة في تطوير نظام بي دي إس، وكذلك المساهمة في بناء “الحزام والطريق”.
نظام بيدو: ركيزة أساسية للتواصل والترابط
أشار لين لو هو، الرئيس التنفيذي لشركة “تشيوانتوتونغ” لشبكات تحديد المواقع المحدودة إلى أن نظام الملاحة عبر الأقمار الصناعية، بوصفه ركيزة أساسية للتواصل والترابط، يحمل إمكانات كامنة ضخمة لدفع التعاون الصيني العربي في مجالات المواصلات والاتصال والخدمات اللوجستية، وبإمكانه أن يخلق نقاطا مضيئة جديدة في التعاون البراغماتي بين الجانبين، مضيفا أنه بفضل دعم ودفع كلا الجانبين الصيني والعربي، أصبح التعاون العلمي والتكنولوجي والفضائي نقطة ساخنة ضمن إطار التعاون الشامل بين الصين والدول العربية خلال السنوات الأخيرة.
وشاطره الرأي لي زوه هو، وهو مهندس في معهد بكين لتكنولوجيا الاتصالات، قائلا إن التعاون بين الصين والدول العربية في مجال التكنولوجيا له أهمية كبيرة، خاصة في ظل البناء الصيني العربي المشترك لمبادرة “الحزام والطريق”، معربا عن أمله في تكثيف التعاون الصيني العربي في مجال الملاحة بالأقمار الصناعية ودفع العلاقات بين الجانبين قدما.
ولفت إلى تعزيز التعاون في دفع المشاريع الكبرى والبحوث في تطبيق الملاحة بالأقمار الصناعية في مجالات المواصلات الذكية وتخطيط مساحة الأراضي الوطنية والزراعة الدقيقة والأمن العام، وذلك على أساس تعاون الجانبين القائم وأولويات متطلبات الجانب العربي.
تطبيق النظام في مختلف المجالات
كان قد أجرى نظام تقنية الملاحة عبر الأقمار الصناعية الصيني “بيدو” اختبارا ملموسا في المجال الزراعي التونسي، حيث تم تجهيز آلة زراعية تستخدم في مختلف أنواع النشاط الزراعي بنظام بيدو، لتوفير إمكانية التحكم فيها عن بعد دون الحاجة إلى وجود سائق، ما يزيد من كفاءة المهام المختلفة الموكلة لها، والتي كانت تتطلب جهدا بشريا كبيرا.
ويعد نظام “بيدو” للملاحة بالأقمار الصناعية نظاما عالميا للملاحة عبر الأقمار الصناعية، تقوم الصين ببنائه وتشغيله بشكل مستقل وهو يتوافق ويتكامل مع الأنظمة الأخرى في العالم. ويجري تطبيقه على نطاق واسع في مجالات المواصلات والنقل والصيد والرصد الهيدرولوجي والمسح الأساسي ومكافحة الكوارث والبحث والإنقاذ في حالات الطوارئ. ويتمتع النظام بمزايا تكنولوجية فريدة، إذ إنه يحسن ويطور نظام الملاحة الصيني السابق ويتيح المزيد من الخيارات لجميع الدول ويعد ضمانا واعدا .
وأوضح أحد مسؤولي مصلحة الصين للطيران والملاحة الفضائية أن الصين تعمل حاليا على تعزيز بناء مشروع ممر معلومات “الحزام والطريق” الفضائية، بهدف توفير دعم معلوماتي يشمل تخطيط استخدام الأراضي وحماية البيئة والتنبؤ بالكوارث، فضلا عن دفع السياحة وغيرها من الصناعات لدول على طول “الحزام والطريق”، بما فيها الدول العربية، وذلك عن طريق دمج مزاياها في مجالات مثل الاتصال والملاحة والاستشعار عن بعد.
كما أعرب محمد بن عمر، الأمين العام للمنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات، عن رغبة الدول العربية في التعاون مع الصين في مجال الفضاء، لا سيما نظام “بيدو” للملاحة، مضيفا أنه سيساعد على خدمة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدول العربية وتحسين مستويات معيشة شعوبها.
أما بالنسبة للصين، فمن خلال تبنيها إستراتيجية تعزيز التوجه إلى الخارج في بناء وتطوير نظام “بيدو”، تضخ زخما قويا في تعزيز هذا التعاون. لذلك، فإن مستقبل التعاون بين الصين والدول العربية في هذا المجال يعد واعدا للغاية، وفقا لما ذكره لي.
التبادل الفني وتعليم وتدريب
في الـ2 أبريل عام 2019، أعلن المكتب الصيني للملاحة عبر الأقمار الصناعية عن تقديمه للمرة الأولى خمس منح دراسية من الحكومة الصينية إلى الطلبة العرب في تخصص تطبيق تكنولوجيا الفضاء المبعوثين إلى الصين للحصول على شهادة الماجستير، وذلك في إطار جهود تعزيز تطبيق نظام “بيدو” للملاحة بالأقمار الصناعية في البلدان العربية.
وأعلن بيان صادر عن الدورة الثانية لمنتدى التعاون العربي الصيني لنظام “بيدو” للملاحة بالأقمار الصناعية والتي تستغرق يومين في تونس عن قبول الدفعة الأولى التي تضم 3 طلبة من مصر والجزائر لإعطائهم منحة حكومية صينية، وذلك بعد إجراء الترشيح والمقابلات والمراجعة الدقيقة.
وأضاف البيان أنه منذ عام 2012، قد تم إقامة 18 دورة تدريبية قصيرة الأجل في مجال تكنولوجيا الملاحة عبر الأقمار الصناعية وتطبيقاتها في داخل الصين وخارجها.
كما تم تدريب أكثر من 800 شخص من ما يزيد عن 40 دولة وإرسال مجموعة من الخبراء الصينيين إلى تونس ومصر والسودان والمغرب والجزائر وغيرها من الدول العربية لإجراء جولات عديدة من التدريبات على تقنيات نظام “بيدو” للملاحة عبر الأقمار الصناعية وتطبيقاتها.
وكشف المكتب الصيني للملاحة عبر الأقمار الصناعية أن في السنوات الأخيرة، تخرج أو يدرس نحو 96 طالبا أجنبيا وأكثر من 40 طالبا أجنبيا في الصين للحصول على شهادة الماجستير وشهادة الدكتوراة على التوالي في تخصص تطبيق تكنولوجيا الفضاء.
التعاون بين الصين والسعودية
في الـ14 من مارس عام 2014، وقعت الصين والمملكة العربية السعودية مذكرة تفاهم حول التعاون في مجال علوم وتقنية الفضاء بين إدارة الفضاء الوطنية الصينية ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية في المملكة العربية السعودية. وقد أرست هذه الاتفاقية أساسا متينا للتعاون بين الصين والسعودية في مجال الفضاء.
في الـ14 من يونيو عام 2018، حققت السعودية نجاحا جديدا على مستوى المنطقة والعالم الإسلامي بالتقاط صور فضائية للقمر، باستخدام الأنظمة السعودية لاستكشاف ومسح سطح القمر، في إطار الرحلة العلمية المشتركة مع الصين الممثلة في إدارة الفضاء الوطنية الصينية التي تم إطلاقها ضمن المهمة الفضائية الصينية (تشانغ آه-4) من مدينة شيتشانغ للوصول إلى القمر.
وفي الـ7 من ديسمبر عام 2018، تم إطلاق قمران صناعيان وهما “سعودى سات-5” (سعودي سات 5أ، وسعودي سات 5ب) على متن صاروخ حامل من طراز لونغ مارش-2 دي من مركز جيوتشيوان لإطلاق الأقمار الصناعية في شمال غربي الصين بنجاح.
التعاون بين الصين وتونس
“بيدو” الصيني للملاحة بالأقمار الصناعية يفتح أول مركز له في تونس
في الـ17 أبريل عام 2018، افتتح أول مركز لنظام “بيدو” الصيني للملاحة بالأقمار الصناعية خارج الصين وبالتحديد في تونس وذلك في إطار التعاون بين الصين وجامعة الدول العربية. وسيعرض المركز برنامجا مفتوحا للمستخدمين العرب والأفارقة على حد سواء لشرح ماهية وكيفية استخدام النظام بشكل أوضح وأعمق. ويعرض المركز، الواقع في حديقة الغزالة التكنولوجية بتونس، التكنولوجيا المبتكرة في الصين في مجال الملاحة عبر الأقمار الصناعية بالإضافة إلى عقد ورشات تكوينية للطلاب. كما سيستخدم العلماء من كلا الجانبين المركز لأغراض الاختبار وتبادل البيانات في نظام الملاحة.
قال ران تشنغ تشي، مدير المكتب الصيني للملاحة والأقمار الصناعية: سيسمح بناء المركز التوسع في استخدام نظام الملاحة “بيدو” في جل الدول العربية، مما سيتيح الفرصة للناس لفهم كيفية وغرض استخدامنا لنظام “بيدو” والفوائد التي ستتحقق في مجال تنمية الاقتصاد والمجتمع. كما سيوضح دوافع ومواقف الحكومة الصينية من خلال بناء المركز والتعاون الدولي لنظام “بيدو”. يعتبر هذا المشروع من ثمار مبادرة “الحزام والطريق” الصينية.
تم الاتفاق على إنشاء مركز “بيدو” في تونس خلال زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى القاهرة سنة 2016. ومنذ ذلك الحين، عقد الجانبان الدورة الأولى من المنتدى في نظام “بيدو” بين الصين والدول العربية لوضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل في هذا الميدان. وفقا لران تشنغ تشي مدير المكتب الصيني للملاحة والأقمار الصناعية، فإن الملاحة عبر الأقمار الصناعية ستلعب دورا هاما في مجال المعلومات، وقد أثبت التعاون أنه مفيد لكلا الجانبين.
التكنولوجيا الصينية “بيدو” تجري أولى تجاربها في القطاع الزراعي التونسي
بعد دخولها في أبريل 2018 إلى تونس التي تعتبر المحطة الخارجية الأولى، بدأ نظام تقنية الملاحة عبر الأقمار الصناعية الصيني “بيدو” بأول خطواته في اختبار ملموس في المجال الزراعي التونسي.
وشهدت المدرسة العليا للمهندسين في مدينة مجاز الباب من محافظة باجة بشمال غربي تونس العاصمة، حفلا خصص لاختبار تشغيل آلة زراعية (جرار) عن بعد باستخدام تقنية “بيدو”، وذلك بحضور ممثلين عن مكتب نظام تقنية الملاحة عبر الأقمار الصناعية الصيني “بيدو”، والمنظمة العربية لتكنولوجيا المعلومات.
وتم تجهيز الآلة التي تستخدم في مختلف أنواع النشاط الزراعي، بنظام ملاحة عبر الأقمار الصناعية، بحيث يمكن التحكم فيها عن بعد دون الحاجة إلى سائق، ما يزيد في كفاءة المهام المختلفة الموكلة لها التي كانت تتطلب جهدا بشريا كبيرا.
وأعرب سامي تريمش مدير التخطيط الإستراتيجي والتنمية في المنظمة العربية لتكنولوجيا المعلومات، عن إعجابه بجودة المعدات التي قدمتها “بيدو” في هذا المجال.
وأضاف أن إجراء هذا الاختبار، وتجربة عمل هذه الآلة التكنولوجية، يعد فرصة جيدة جدا لمدرسة المهندسين بمجاز الباب، وذلك في الوقت الذي أعربت فيه نورالعبيدي مدير مشروع في المنظمة العربية لتكنولوجيا المعلومات، ورئيس مركز “بيدو” بتونس، عن سعادتها في رؤية “حلم” يتحقق أمام عينيها.
وقالت العبيدي، “أنا متأثرة جدا بالنتيجة “، لافتة إلى أن”الهدف الرئيسي من وراء مركز “بيدو” في تونس خلال العام الماضي، هو “نشر هذه التكنولوجيا الصينية، ونحن نحلم بنقل “بيدو” إلى بقية الدول العربية”.
وتابعت قائلة “نحن سعداء بتنفيذ هذا المشروع الرائد، ونتطلع إلى أن تتمكن جميع الدول العربية من استخدام هذه التكنولوجيا الصينية”.
ومن جهته اعتبر حسان خروبي الخبير المختص في الهندسة الميكانيكية في المدرسة العليا للمهندسين بمجاز الباب، أن مساهمة التكنولوجيا الصينية المتقدمة في القطاع الزراعي في تونس أصبحت واقعا لا مفر منه”.
وشدد في المقابل، على أن “الهدف الرئيسي الحالي هو العمل من أجل تمكين جميع الدول العربية والأفريقية من الاستفادة من هذا التعاون التكنولوجي بين تونس والصين”.
وقال إن استخدام هذه التكنولوجيا سيجعل الكثير من الأنشطة الزراعية، مثل الحصاد وغيره، أكثر ربحية، وأكثر كفاءة مع هذه التكنولوجيا.
التعاون بين الصين والجزائر
إطلاق القمر الاصطناعي الجزائري “ألكوم سات-1” بنجاح
في الـ11 من ديسمبر عام 2017، تم إطلاق القمر الصناعي الجزائري “ألكوم سات-1” على متن صاروخ حامل من طراز لونغ مارش-3 إيه من مركز شيتشانغ لإطلاق الأقمار الصناعية في جنوب غربي الصين. ويعد أول قمر صناعي جزائري الصنع مخصّص للاتصالات، وأول مشروع تعاون بين الصين والجزائر في مجال الفضاء. ويستخدم هذا القمر الصناعي بشكل رئيسي لأغراض البث التلفزيوني الجزائري واتصالات الطوارئ والتعليم عن بعد والحكومة الإلكترونية واتصالات الشركات وغيرها من المجالات.
الصين تراهن على توسيع التعاون مع الجزائر عبر نظام “بيدو”
تراهن الصين على توسيع التعاون مع الجزائر وبقية الدول العربية في مجال تشغيل نظام الملاحة عبر الأقمار الصناعية “بيدو” الذي يطمح لأن يكون منافسا قويا للأنظمة الدولية (جي بي أس، غلوناس وغاليليو)، بالنظر إلى نوعية الخدمات الاستثنائية التي يوفرها في مجالات تنموية عديدة، تشمل مختلف القطاعات، حيث تشير في هذا الصدد إلى المعلومات التي يقدمها بشكل مستقل للمستخدمين في العالم العربي الذي يوجد به ما بين 6 إلى 16 قمرا صناعيا مرئيا لهذا النظام، الذي ينتظر أن يصبح عالميا بحلول عام 2020.
هذا النظام يركز على تحديد المواقع بشكل مستقل وتسهيل حركة المرور وتقديم المساعدات الفنية للمشاريع التنموية، كما استخدمت المنتجات المعنية بهذا النظام على نطاق واسع في مختلف المجالات مثل خدمات “المدينة الذكية” والحد من الكوارث وتقديم وسائل الإغاثة والزراعة والغابات وصيد الأسماك والأرصاد الجوية، مما ساهم في تحقيق فوائد اقتصادية واجتماعية جمة. وأوضح خبراء صينيون أن التعاون التكنولوجي مع الجزائر يشكل نموذجا رائدا، يتجلى في المشاريع المجسدة على غرار إطلاق القمر الصناعي “السات-1” الذي تم بنجاح، في حين تحفظوا على الحديث عن إطلاق القمر الصناعي”السات-2″، مشيرين إلى أن تعميم نظام “بيدو” في الجزائر والبلاد العربية الأخرى من شأنه أن يحل الكثير من المشاكل التي تواجه قطاعاتها التنموية.
التعاون بين الصين ومصر
إطلاق مشروع التعاون بين الصين ومصر عن المدينة الفضائية المصرية رسميا
في مايو 2018، وقعت إدارة الفضاء الوطنية الصينية والهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء المصرية مذكرة تفاهم بشأن التعاون في المدينة الفضائية المصرية لإطلاق تعاونا رسميا في مشروع المدينة الفضائية المصرية.
وفقا لخطة تطوير الفضاء المصري، فمن المخطط لمدينة الفضائية المصرية بناء أكثر من 20 منشأة بما في ذلك، مبنى إداري لوكالة الفضاء المصرية، ومركز تصميم وتطوير النظم الفضائية، ومدرسة أبحاث الفضاء والعلوم، ومركز التدريب والمعارض والمرافق المتعلقة.
تعزيز التعاون الفضائي بين الصين ومصر بإطلاق مشروع القمر الصناعي “مصر سات-2” خلال المعرض الصيني العربي الرابع
ي الـ7 من سبتمبر عام 2019، أقيم حفل إطلاق مشروع القمر الصناعي “مصر سات-2” أثناء الدورة الرابعة لمعرض الصين والدول العربية المنعقدة في مدينة ينتشوان حاضرة منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي بشمال غربي الصين، ما يعني دخول المشروع بشكل رسمي مرحلة التنفيذ.
وتم توقيع اتفاقية حول مشروع “مصر سات-2” بين الصين ومصر بالقاهرة في يناير عام 2019، ما يعد مشروع تعاون رئيسي آخر بين الجانبين في مجال الفضاء بعد مركز تجميع واختبار الأقمار الصناعية في المدينة الفضائية المصرية الذي من المتوقع أن يتم إنشاؤه خلال العام الجاري.
وبحسب مصدر مسؤول، فإن المشروعين المذكورين من الإجراءات العملية لتنفيذ الاتفاق الصيني المصري بشأن التعاون في مجالي تكنولوجيا الفضاء وتطبيقات الاستشعار عن بعد، وهو خير دليل على إرادتهما في تعزيز التعاون الفضائي المتمثل في تطوير الأقمار الصناعية وإطلاقها وتطبيقاتها وتقاسم البيانات وغيرها من المجالات في سبيل تحقيق المنفعة المتبادلة لشعبي البلدين.
وذكر المصدر أن إطلاق القمر الصناعي “مصر سات-2” سيتم من موقع إطلاق صيني، ومن ثم تسليمه إلى الجانب المصري بعد دخوله المدار المحدد، والذي يمكن استخدامه في إرسال بيانات وصور فضائية للتطبيقات البيئية وتحديد المساحات الزراعية، فضلا عن التخطيط العمراني والأرصاد الجوية والإغاثة في حالات الكوارث.
وتابع أن الصين ستقوم في الوقت نفسه بتطوير مجموعة من التطبيقات الأرضية وأنظمة الرصد والتحكم التي تطابق الأقمار الصناعية وتقديمها إلى مصر من أجل ضمان التشغيل الجيد للقمر.
ومن جهته، قال شي بينغ يان نائب مدير الأكاديمية الصينية لتكنولوجيا الفضاء في الحفل، إن مشروع “مصر سات-2” يعد رمزا للعمق المتزايد للتعاون الصيني المصري، حيث تخطط الأكاديمية لإنشاء فريق إداري وفني مشترك للإسراع في إكمال المشروع.
وأكد شي بينغ يان على أهمية تبادل التجارب والخبرات خلال المشروع، مضيفا أن الجانب الصيني سينفذ تدريبات لأكفاء مصريين في علوم وتكنولوجيا الفضاء، علاوة على تحسين قدراتها في ذلك المجال من الأساس، ما يضع أساسا متينا لمصر من حيث إدارة المركز وتنمية الصناعة الفضائية على المدى الطويل مستقبليا.
وأشار ممدوح سلمان الوزير المفوض ورئيس المكتب الاقتصادي والتجاري بسفارة مصر لدى الصين إلى أن مشروع “مصر سات-2” هو خطوة تقدم جديدة للتعاون المصري والصيني في مجال الفضاء، مضيفا أن التجربة الصينية تستحق الدراسة لاستكشاف فرص الاستفادة منها من أجل تحقيق التنمية المحلية التي تنشدها بلاده.
التعاون بين الصين والإمارات
الإمارات تتطلع لمزيد من فرص التعاون المستقبلية في مجال الفضاء مع الصين
قال علي عبيد الظاهري سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى الصين، إن بلاده تتطلع إلى مزيد من فرص التعاون المستقبلية مع الصين وغيرها من الدول الرائدة في مجال استكشاف الفضاء.
وأشار الظاهري إن يوم الـ26 سبتمبر عام 2019 يعتبر يوما تاريخيا آخر تسطره دولة الإمارات في كتب التاريخ، حيث دخل المنصوري إلى مركبة فضائية في محطة بايكونور الفضائية في كازاخستان، ليصبح أول إماراتي يصل إلى الفضاء، مكللا عام التسامح الإماراتي بإنجاز جديد وفريد، وحاملا بين يديه 30 شجرة من الغاف الإماراتي.
وأضاف الظاهري:” إن ثقتنا بكفاءاتنا الوطنية رفعت من سقف طموحاتنا فوضعتنا في صدارة تكنولوجيا الفضاء أسوة بغيرنا من الدول المتقدمة، ومن بينها جمهورية الصين الشعبية التي نجحت مؤخرا بمهمتها “تشانغ آه-4″، والتي حققت من خلالها أول هبوط ناعم على الجانب البعيد من القمر، ومن هنا نرى انسجاما للرؤى والطموحات بين الدولتين.
طائرات صينية بدون طيار تخطف أنظار الزوار في معرض دبي للطيران
تطورت روايات الخيال العلمي الصينية سريعا، دعي روائي الخيال العلمي الصيني ليو تسي شين إلى دبي من قبل مهرجان طيران الإمارات للآداب لمناقشة سحر أعمال الخيال العلمي.
أقيمت ندوة في دبي تحدث خلالها روائي الخيال العلمي ليو تسي شين عن روايته “مشكلة الجسم الثلاثي” وكيفية إبداع رواية الخيال العلمي، كما أجاب على أسئلة القراء الذين يشعرون بالفضول والإثارة لتطور أعمال الخيال العلمي الصينية.
وقال ليو إن انطباعه عن دبي هو أنها مدينة مستقبلية، وبما أن الإمارات لديها طموح لتطوير أعمال الفضاء، قال إن للدول العربية خبرات غنية تاريخيا في الفضاء.
الخبر المتعلق:
لنتعرف على سلسلة صواريخ المسيرة الطويلة الصينية في يوم الفضاء للصين
حققت الصين إنجازات ملحوظة في مجال الفضاء في السنوات الخمسين الماضية، وقد أصبحت عمليات الإطلاق المكثفة الآن عملا عاديا بالنسبة لها، وهو ما يشير إلى تطورها السريع في صناعة الفضاء وتقدمها في العلوم والتكنولوجيا فضلا عن نمو قوتها الوطنية. خلال العقود الخمسة الماضية، هناك علامات زمنية هامة لا يمكننا تجاهلها.
في 24 أبريل 1970، تم إطلاق القمر الصناعي “دونغ فانغ هونغ رقم 1” على متن صاروخ المسيرة الطويلة رقم 1 في مركز جيوتشيوان لإطلاق الأقمار الصناعية. وبهذا الإطلاق أصبحت الصين خامس دولة تقوم بجهود ذاتية بتطوير وإطلاق أقمار صناعية للأرض بعد الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة وفرنسا واليابان.
في عام 1975، نجحت الصين في استعادة أول قمر صناعي، فأصبحت ثالث دولة تستوعب تكنولوجيا استعادة الأقمار الصناعية.
في عام 1984، أطلق أول قمر صناعي تجريبي للاتصالات للصين على متن صاروخ المسيرة الطويلة رقم 3 في مركز شيتشانغ لإطلاق الأقمار الصناعية، فأصبحت الصين خامس دولة تقوم بجهود ذاتية بتطوير وإطلاق قمر الاتصالات المتزامن مع الأرض بعد الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة وفرنسا واليابان.
في 15 أكتوبر 2003، نجحت الصين في إطلاق مركبة الفضاء المأهولة “شنتشو رقم 5” واستعادتها، فأصبحت ثالث دولة ترسل مركبة فضاء مأهولة. في الفترة من 12 إلى 17 أكتوبر 2005، حلقت المركبة “شنتشو رقم 6” في الفضاء لمدة خمسة أيام وعلى متنها رائدان، وقامت لأول مرة بتجارب فضائية بمشاركة الإنسان، الأمر الذي اعتبر إنجازا عظيما آخر في مجال الطيران الفضائي.
في عام 2018، بدأ نظام بيدو الصيني للملاحة بالأقمار الصناعية تقديم خدمة عالمية ليصبح بذلك رابع أكبر نظام ملاحة بالأقمار الصناعية في العالم، وقد حقق هذا النظام تغطية إشارات الملاحة عبر الأقمار الصناعية لأراضي الصين ومنطقة آسيا والباسيفيك والدول على طول “الحزام والطريق” وحتى كل دولة في العالم.
بفضل تنمية الابتكار التكنولوجي، حققت الصين تطورا سريعا في مجال الفضاء في السنوات الأخيرة، وشهد تعاون الفضاء بين الصين والدول العربية نتائج مثمرة. دعونا نتطلع إلى التقدم الأكبر في الفضاء الصينية والعربية.