CGTN العربية/
ملاحظة المحرر: تجاوز عدد الوفيات جراء مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) في الولايات المتحدة 50 ألف حالة حتى يوم الجمعة. وفي نفس اليوم، تعافى آخر مريض كانت حالته خطيرة في ووهان، لينخفض عدد مرضى الحالات الخطيرة في المدينة إلى الصفر، بمعدل العلاج التراكمي البالغ 92.2%. فما هو السبب وراء المعدل المنخفض للوفيات في الصين؟ ترى كاتبة المقال ليو شين أن التفاهم الجماعي بين الحكومة والمواطنين والمبني على أساس الثقة المتبادلة هو الأمر الذي يغير الوضع.
قبل بضعة أيام فقط، زرت جامعة ووهان للعلوم والتكنولوجيا، وذلك لأنني سمعت أنه من بين المئات من الطلاب الأجانب هناك، لم يكن أحد منهم مصابا بفيروس كورونا الجديد خلال تفشيه في الصين.
تحدثت مع الطلاب، وأدركت أن التفاهم الاجتماعي بين الناس على ضرورة الحجر الصحي الصارم هو مهم لحماية الجميع.
لعدة أسابيع تقريبا، عندما كان الوضع خطيرا، لم يسمح للطلاب بمغادرة مساكنهم. طبعا، كان الأمر صعبا، ولكن في النهاية تفهمت الغالبية العظمى منهم ضرورة الإجراءات، والتزموا بها، فلم يصب أحد منهم.
أعتقد أن هذه القصة مهمة لمساعدة الناس على فهم السبب وراء انخفاض معدل وفيات الحالات وعدد الوفيات المطلق في الصين. كانت المدينة قد وضعت تحت الإغلاق الصارم لفترة دامت 76 يوما. والإغلاق لا يعني أنه إذا اخترت البقاء في مكان، يمكنك أن تبقى فيه؛ وإذا كنت تريد الخروج، يمكنك أن تخرج عشوائيا. لا، كان على الجميع البقاء في المنزل، خلال معظم الأوقات من الإغلاق.
في الولايات المتحدة، لا يزال بعض الناس يذهبون الى العمل. والبعض الآخر يحتج على إجراء الحجر الصحي في المنزل. والبعض يرتدي الكمامات والبعض الآخر لا يرتديها
أما في ووهان، فقد أصبح ارتداء الكمامة أمرا اعتياديا وضروريا في الحياة اليومية للسكان. إذا تخرج دون ارتداء كمامة، فأنت شخص غريب. إن ذلك الوعي لحماية نفسك وحماية الآخرين يساعد حقا في قطع مسار انتقال العدوى الناتج عن الفيروس.
في غضون أسبوع أو أسبوعين، سافر أكثر من 40 ألف طبيب من جميع أنحاء الصين إلى ووهان. كنت أجريت مقابلة مع طبيبة أصدرت أول إنذار بشأن كوفيد-19 هنا في ووهان، وقمت بزيارة مكتبها.
ما يذهلني أكثر هو عدد من أجهزة التنفس وضعت على الطاولة. قالت الطبيبة لي: “الآن، لا نحتاج إلى هذه الأجهزة.” وكان هناك ما مجموعه يتراوح 15 إلى 17 جهازا وضعت هكذا. الحقيقة أنه في أصعب الأوقات كانوا بحاجة إليها بشدة، ولكن لا يحتاجون إليها الآن بعد تقليل الحالات المصابة.
في الصين، لم نناقش موضوع نظرية مناعة القطيع. لم نكن نجادل أبدا بين دفع استمرار الاقتصاد أو إنقاذ الأرواح. منذ البداية، كان من الواضح جدا أن كل الأرواح ثمينة. في ووهان، نجا أكثر من 3600 شخص عمرهم فوق 80 عاما، ومن بينهم، هناك 7 أشخاص تزيد أعمارهم عن 100 عام. أعتقد أن ما حققته الصين ربما يعد رقما مميزا في أي مكان في العالم.
تحدثت معي الطبيبة التي أبلغت عن الحالة الأولى هنا، قبل يومين، أحد مرضاها من الدفعة الأولى عاد لتسوية تكاليف الفواتير. فسألتها: “ماذا تقصدين تسوية الفاتورة؟ سمعت أن العلاج مجاني.” قالت الطبيبة: “نعم، لقد جاء ليسترجع الأموال التي دفعها. لقد سدد المبالغ بنفسه في البداية، بعد ذلك، أعلنت الحكومة إلغاء تكاليف العلاج لمرضى كوفيد-19، فجاء لتسلم أمواله”.
إضافة إلى ذلك، قد لعب الطب الصيني التقليدي دورا كبيرا في علاج مرض “كوفيد-19”. في بعض المستشفيات المؤقتة التي يعالج فيها فقط الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض خفيفة، تم إعطاؤهم فقط الأدوية الصينية التقليدية. وهذا يعتبر ميزة تتمتع بها الصين.
أخيرا، ما أود قوله قد يكون شيء لا يفهمه الناس في الدول الغربية بسهولة، أو في أمريكا أو أوروبا، هو الثقة بين السلطة ومواطنيها.
أجريت مقابلات مع بعض من السكان المحليين في الشارع بشكل عشوائي، وكانت الكلمة الموحدة للجميع هي التعاون، وأنهم يثقون في الإجراءات المتخذة ويعتقدون أنها ضرورية، والتي نجحت في حمايتهم في النهاية.