CGTN العربية/
بعد انتشار جائحة فيروس كورونا الجديد، تبرعت مؤسسة (جاك ما) الصينية بمبلغ 100 مليون يوان لدعم الدراسة العلمية وقدمت ما مجموعه أكثر من 100 مليون من إمدادت الحماية من أجل مساعدة 150 دولة ومنطقة ومنظمة دولية على مكافحة الفيروس.. فما هو الدور الذي لعبته مؤسسة (جاك ما) وصندوق علي بابا بعد تفشي فيروس كورونا الجديد؟
قال جاك ما، مؤسس مجموعة علي بابا، خلال مقابلة خاصة عبر الإنترنت مع مجموعة الصين للإعلام يوم الجمعة إن اقتصاد الإنترنت يدعم العالم في ظل تفشي كوفيد-19 وأن الإنترنت هي التكنولوجيا المستقبلية.
أكد جاك ما على أن الدول والشركات لا تستطيع الابتعاد عن الإنترنت، مضيفا أنه يجب على الجميع احتضان المستقبل وتحسين النظام الاقتصادي للبلاد من خلال التقنيات والأفكار المستقبلية.
أهمية تطوير اللقاحات لمكافحة فيروس كورونا
أعلنت مؤسسة جاك ما في 29 يناير أن شركته قد تبرعت بـ100 مليون يوان لدعم البحوث العلمية لتطوير اللقاح المضاد لفيروس كورونا الجديد، بما فيها تبرعات بقيمة 20 مليون يوان للأكاديمية الصينية للعلوم والأكاديمية الصينية للهندسة من أجل دعم الدراسات الخاصة للقاح المضاد للفيروس، بينما سيستخدم الباقي في دعم التعاون بين أفضل مؤسسات البحث العلمي والخبراء المتميزين من داخل البلاد وخارجها في أعمال الوقاية من المرض ومعالجته.
أشار جاك ما إلى أن تطوير لقاحات ضد الفيروس — من بداية البحث إلى الاستخدام في النهاية — ليس بالأمر السهل، ولن يتم خلال وقت قصير، مع أن الخبراء يبذلون أقصى جهودهم. وأضاف: “نسعى للتغلب على الفيروس تماما قبل العثور على اللقاح، ولكن يجب علينا أن ندرك أن مسار معركة البشر ضد الفيروس طويل وتحتاج إلى الصبر وتجميع الخبرات مع الثقة والأمل. وفي هذا المسار، ستقدم مؤسسة جاك ما مساعدات أكثر بقدر استطاعتها لدعم تقدم العلوم الطبية”.
في نفس الوقت، أعلنت مؤسسة علي بابا أيضا أنها ستقدم خدمات في مجال الذكاء الاصطناعي لمؤسسات البحوث والتطوير المعنية مجانيا في عملية تطوير اللقاحات والأدوية الجديدة. ويهدف ذلك إلى الدعوة إلى تعزيز التعاون بين جميع الباحثين العلميين والمؤسسات وجمع الموارد البشرية والمادية لمنح الثقة للناس، وللبشرية جمعاء للتغلب على المرض.
قال جاك ما: “في رأيي، هذا النوع من الأوبئة لن تنتهي في فترة قصيرة ولا يمكن التغلب عليه إلا بالاعتماد على الإنجازات التكنولوجية المتميزة والابتكار والعلوم الطبية. لذلك، من الأفضل أن نقوم بالإعداد الطويل الأمد”.
واقترح جاك ما: “يظن الكثير من الخبراء الطبيين أن اللقاح يلعب دورا مهما في مكافحة الوباء، ولكن لدى البعض الآخر منهم أفكار متحفظة بأن اللقاح ليس مفتاحا لمكافحة الوباء، وأن فاعليته تقتصر على أفلام الخيال العلمي بسبب الصعوبات والشكوك في تطوير لقاح فعال. مع ذلك، من اللازم أن تقدم المزيد من المساعدات المالية والدعم للباحثين ومشاريعهم البحثية ودراساتهم الرامية لإنهاء الوباء. لا يمكن للعلوم والتكنولوجيا تحقيق الابتكارت إلا عن طريق الاختراقات في البحوث والتطوير للأدوية”.
التجارة الإلكترونية هي المفتاح لبقاء الشركات
على الرغم من وجود العديد من الشكوك حول تأثير فيروس كورونا الجديد على الاقتصاد، إلا أن هناك شيء واحد مؤكد وهو أن الفيروس سيغير نموذج التجارة القائمة.
تتحول عادات التسوق للمستهلكين تدريجيا من المحل الحقيقي إلى شراء اللوازم على الإنترنت، ولن تختفي هذه العادات بعد انتهاء الفيروس بسهولة. قد تكون تكنولوجيا التجارة الإلكترونية أحد المؤشرات الرئيسية لتعزيز ثبات المستخدم والتنبؤ بالتغيرات في سلوك المستهلكين، وهذا يعني أيضا أنه يجب على البشر إيجاد طرق مبتكرة للتكيف في البيئة الحالية.
أشار جاك ما خلال مقابلة أجراها مؤخرا إلى أن التجارة الإلكترونية هي واحدة من المؤشرات الرئيسية لبقاء الشركات وازدهار البلاد وتنمية الاقتصاد العالمي. أرسل فيروس كورونا الجديد إشارة إلى العالم ودق جرس الإنذار لكل الدول، وفي نفس الوقت، دفع الفيروس دول العالم لتسريع تحسين النظام الاقتصادي.
وفي الظروف الراهنة، ربما لا نستطيع أن نوقف الكوارث، ولكن يمكننا أن نكيف هذه الظروف ونتقدم إلى الأمام في مكافحة الفيروس. يأمل جاك ما في أن يشجع ما قام به شخصيا على المزيد من الناس للقيام بالمثل وإيقاظ الضمير الاجتماعي.