أثينا 11 نوفمبر 2019 (شينخوا) اتفق الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره اليوناني بروكوبيس بافلوبولوس هنا اليوم (الاثنين) على المساهمة بحكمة الحضارات الشرقية والغربية القديمة في بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
ولتحقيق هذه الغاية، اتفق الرئيسان خلال اجتماعهما على تعزيز الثقة السياسية المتبادلة وتعميق التعاون العملي وتشجيع الحوار بين الحضارات.
أكد شي أنه جاء إلى اليونان باحترام للحضارات وتطلعات إلى المستقبل.
وأشار إلى أنه يتفق مع الرئيس اليوناني في كل مرة يتحدثان فيها، وأن الصين تتفق مع اليونان في كل مرة يتواصل فيها الجانبان.
وقال شي، مقتبسا من مثل صيني، “عندما تشرب مع صديق حميم، فإن ألف كوب لا يزال قليلا للغاية.”
وأوضح أن السبب في ذلك يكمن في أن الصين واليونان، باعتبارهما بلدين يتمتعان بحضارتين عريقتين، لهما رؤى مشتركة أو متشابهة وحققتا تحديثا وتنمية على الصعيد الوطني عبر نضال شاق.
وقال الرئيس الصيني إن العالم الآن يمر بتغيرات عميقة غير مسبوقة منذ قرن، داعيا البلدين إلى تعميق التعاون المشترك وتعزيز الحوار بين الحضارات والدعوة إلى نظام دولي أكثر عدلا وعقلانية والسماح للصين واليونان، وهما دولتان تتمتعان بحضارتين عريقتين، بالإشعاع بتوهج جديد في العصر الجديد.
وقدم الرئيس الصيني اقتراحا من أربعة محاور.
أولا، يتعين على الصين واليونان أن تكونا مثالا للصداقة والثقة المتبادلة والمنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجانبين.
وقال إنه يتعين على البلدين تكثيف التبادلات على مختلف المستويات وتعميق الثقة السياسية المتبادلة ومواصلة دعم بعضهما البعض بحزم في القضايا الخاصة بالمصالح الأساسية والشواغل الرئيسية.
ودعا البلدين إلى العمل المشترك لبناء الحزام والطريق وبناء الخط البري-البحري السريع بين الصين وأوروبا ليكون طريقا مهما لنقل البضائع وللارتباطية بين الصين وأوروبا.
كما دعا شي البلدين إلى تكثيف الاتصالات في مجالات مثل الثقافة والألعاب الأولمبية وتسهيل التبادلات الشعبية.
ثانيا، يتعين على البلدين أن يكونا مثالا يشجع التعاون بين الصين وأوروبا بطريقة منفتحة وعملية.
وأعرب شي عن استعداد الصين لتوحيد الجهود مع اليونان لتعزيز التعاون بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا، وتطوير العلاقات الشاملة بين الصين وأوروبا.
ثالثا، يتعين على البلدين أن يكونا مثالا للتبادلات الثقافية والتعلم المتبادل بين الحضارات.
وأوضح شي أنه يتعين على البشرية التمسك بالأفكار والمشاعر النبيلة وانتهاجها، بدلا من الأنانية التي تدفع إلى السعي لتحقيق المصالح المجردة.
وأضاف شي أن الشعب الصيني آمن منذ قديم الأزل بمبادئ ورؤى تتضمن “لا تفعل بالآخرين ما لا تحب أن يفعلوه بك” و”العالم ملك للشعوب” و”التعايش المتناغم والسلمي بين مختلف الأمم”.
وأكد شي أن الصين لن تسعى مطلقا إلى فرض الهيمنة ولا توافق على لعبة صفرية تقوم على فكرة “أخسر أنا إذا ربحت أنت”، موضحا أن تلك الموروثات أو المطامع ليست من ثقافة الشعب الصيني.
وأضاف شي أن التنمية الصينية مثّلت دوما مساهمة في نمو قوة العالم في تحقيق السلام.
وأشار شي إلى أن الصين واليونان تؤيدان الحوار والتعلم المتبادل بين الحضارات، وتعارضان فكرة صراع الحضارات المغلوطة، داعيا البلدين إلى مواصلة إفساح المجال أمام المزايا الثقافية الخاصة بكل منهما لشق طريق للتعايش المتناغم بين شعوب وحضارات مختلف البلدان، ولتقديم المزيد من مصادر الإلهام التي تحقق السلام العالمي والتقدم البشري.
رابعا، في رأي شي، يتعين على الصين واليونان ضرب مثال نموذجي للتنسيق والتعاون في حماية التعددية.
وفي هذا الصدد، حث شي البلدين على تعزيز التنسيق بشأن القضايا العالمية والإقليمية الرئيسية وإقامة تعاون أوثق في سياق الأطر التعددية مثل الأمم المتحدة والتفاني في بناء اقتصاد عالمي مفتوح والتعاون في دعم بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
وقال بافلوبولوس إن اليونانيين يشعرون بانجذاب وتقارب طبيعي تجاه الصينيين نظرا لكون اليونان والصين من البلدان وريثة الحضارات العريقة.
وأكد بافلوبولوس سعادة اليونان بتحقيق جمهورية الصين الشعبية إنجازات رائعة منذ تأسيسها قبل سبعة عقود.
وأوضح أن اليونان والصين تساندان الكثير من المبادئ المشتركة التي تشمل سعي مختلف الحضارات إلى إيجاد أرضية مشتركة مع تنحية الخلافات، والتعلم المتبادل، وإقامة تواصل وحوار، وتحقيق التعايش السلمي.
وأكد بافلوبولوس معارضة اليونان القوية لما يسمى نظرية “صراع الحضارات”، لأن الحضارات بمعناها الحقيقي لا تتصادم مع بعضها البعض ولأن الصدامات لا تحل أية مشكلة.
وأوضح أن بناء دولة ما سياستها على نظرية “صراع الحضارات” أمر سخيف وضار.
ولفت إلى أن الصين، في ضوء تقاليدها الثقافية ولكونها أصبحت في الوقت الراهن أكثر انفتاحا وتقدما وتطورا، ردت بشكل مضاد وقوي على نظريتي “صراع الحضارات” و”البلد القوي لا بد وأن يسعى لفرض الهيمنة”.
وأشار إلى أن الصين، في عالم مليء بالشكوك، قدمت مرجعيات وخططا مفيدة للغاية في حل القضايا العالمية عبر التمسك بالسلام والتناغم والتوازن.
وقال بافلوبولوس إن بلاده تعتزم مواصلة دعم الصين بقوة في حماية مصالحها الأساسية، مضيفا أن أثينا تتطلع إلى تعزيز التعاون مع بكين في مجالات التجارة والاقتصاد والثقافة، وأنها تعتزم المشاركة النشطة في البناء المشترك للحزام والطريق.
وأضاف أنه يعتقد أن زيارة شي ستمثل بداية عصر جديد للعلاقات اليونانية-الصينية، وأنها ستنهض بالعلاقات إلى مستوى أعلى.
وأكد استعداد اليونان للتعاون مع الصين في دعم تنمية العلاقات الأوروبية-الصينية وتعزيز التعاون بين دول وسط وشرق أوروبا والصين، والمشاركة في الإسهامات الرامية إلى تعزيز النزاهة والعدل الدوليين، وتنمية البشرية وتقدمها.
واستضاف بافلوبولوس قبل الاجتماع مراسم ترحيب كبيرة لاستقبال الرئيس شي.
كان الرئيس الصيني وصل إلى العاصمة اليونانية أثينا أمس الأحد في زيارة دولة مدتها 3 أيام.
هذا الخبر مهم جدا وطافح بالمعاني الاستراتيجية.. اليونان دولة مهمة استراتيجيا فهي جسر المتوسط.. والصين تدرك هذا جيدا.