شبكة طريق الحرير الإخبارية/
يوم الأرض يوم العزة والكرامة
بقلم الدكتورة كريمة الحفناوى.
*عضو الاتحاد الدولى للصحفيين والإعلاميين والكتاب العرب أصدقاء وحلفاء الصين.
فى يوم الخميس الثلاثين من مارس 2023 أحيا اتحاد المحامين العرب الذكرى السابعة والأربعين بإقامة مائدة مستديرة تحت عنوان “يوم التحدى للكيان الصهيونى” بحضور ممثلين عن سفارة فلسطين بالقاهرة الأستاذ إياد أبو الهنود، وعن الأمين العام للاتحاد الأستاذ المكاوى بن عيسى، وعن رئيس لجنة فلسطين ومقاومة التطبيع الأستاذ حسين شبانة، وبحضور الأمين المساعد لاتحاد المحامين العرب الأستاذ محمد عبد الجواد ، وحضور أعضاء لجنة فلسطين ومقاومة التطبيع باتحاد المحامين العرب، وعدد من الإعلاميين، والدكتور رفعت سيد أحمد رئيس مركز يافا للدراسات والأبحاث، والذى قدم الورقة البحثية “يوم الأرض الفلسطينى نداء الثورة والوحدة الذى لايموت دروس وتأملات مستقبلية”.
أكد الدكتور رفعت فى كلمته على أن يوم الأرض هو يوم فلسطين من البحر إلى النهر، يوم شهادات الدم فى مقابل شهادات التطبيع، وأشار إلى أن الصراع صراع وجود وليس صراعا على الحدود، وأن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة، وأن الصهاينة فى فلسطين غرباء ومحتلون.
وأضاف الدكتور رفعت سيد أحمد أن هرولة المطبعين العرب ناحية العدو لم تحل القضية الفلسطينية بل زادت من معاناة الفلسطينيين وأضرت بحقوقهم ومقدساتهم.
استمر الحوار والنقاش لما يقرب من ثلاث ساعات، وأجمع الحضور على توجيه التحية للمقاومة الفلسطينية الأبية والمقاومة الشعبية التى يتصدرها الشباب الفلسطينى والتحية لأرواح الشهداء الفسطينيين.
كما أجمع المتحدثون على عدد من التوصيات يتم متابعتها وتنفيذها من خلال أعضاء وعضوات لجنة فلسطين باتحاد المحامين العرب، ومن أهم التوصيات:
– عقد ندوات للتوعية بالقضية الفلسطينية كقضية محورية وقضية أمن قومى مصرى وعربى، مع الرد على إعلام العدو الذى يشوه القضية.
– إحياء لجان المقاطعة للعدو الصهيونى وللدول التى تساندة وتدعم المستوطنات غير الشرعية.
– مقاومة التطبيع والصهيونية، ومساندة ودعم المقاومة الشاملة.
– إنشاء جبهة شعبية عربية لنصرة فلسطين ورفض التطبيع.
– استمرار حملة اتحاد المحامين العرب ضد الكيان الصهيونى وتوثيق جرائمه وتقديمها للمحاكم الدولية وفضح ممارسات العدو الصهيونى العنصرية أمام المحافل الدولية.
إعادة توحيد الصف العربى ونبذ الخلافات وتوحيد الجهود على الصعيد المحلى والإقليمى والدولى، وإعادة جمهورية سورية العربية إلى مقعدها فى الجامعة العربية.
وترجع وقائع يوم الأرض إلى أنه فى يوم الثلاثين من مارس عام 1976، عمت المسيرات والإضرابات، داخل أراضى فلسطينى 1948، احتجاجا على مصادرة العدو الصهيونى ل 606 آلاف دونم (فدان) فى المناطق ذات الأغلبية العربية.
هب الفلسطينيون دفاعا عن الأرض مصدر الانتماء والحياة، وفى هذا اليوم استشهد 6 من الشباب والشابات فى أعمار تتراوح بين 15 و27 عاما (خير أحمد ياسين، ورجا حسين أبو ريا، وخضر عيد خلايلة، والطفل محسن حسن طه، ورأفت على زهيرى، وخديجة قاسم شواهنة)
خرجت خديجة شواهنة (23 عاما) من منزلها لتطمئن على أخيها وخرجت وراءها أمها لتلحق بها فاصطدمتا بجنود الاحتلال الصهيونى الذين طلبوا منهما العودة إلى المنزل لأن هناك أمراً بحظر التجوال، وعندما أدارت خديجة ظهرها برفقة أمها إذا بنيران العدو الغادر تخرج من فوهة بندقية الجندى القاتل لتخترق ظهر خديجة وتسقط خديخة على الأرض شهيدة لتخضب دماؤها أرض فلسطين العربية وتسطر ملحمة المقاومة والتضحية والفداء.
ولقد خلد الشاعر الفلسطينى محمود درويش يوم الأرض بقصيدة قال فيها :
أنا الأرض والأرض أنت
خديجة لا تغلقى الباب لا تدخلى فى الغياب
سنطردهم من إناء الزهور وحبل الغسيل
سنطردهم عن حجارة هذا الطريق الطويل
سنطردهم من هواء الجليل
لقد ارتكب هذا العدو المتوحش عدداً من المجازر والمذابح ضد أصحاب الأرض الفلسطينيين منذ أكثر من مئة عام فى غزة ويافا ودير ياسين وجنين والقدس والضفة الغربية المحتلة، ومازال يرتكب كل يوم جرائم حرب ضد الإنسانية وجرائم عنصرية من طرد للفلسطينيين وهدم منازلهم وتهجيرهم قسريا وتطهير عرقى لإقامة دولة يهودية.
ومنذ بداية هذا العام 2023 ومع مجيء الحكومة اليمينية المتطرفة المتشددة يرتكب الكيان الصهيونى كل يوم جرائم قتل للفلسطينيين والتى وصلت منذ بداية العام وحتى كتابة هذا المقال إلى مايقرب من مئة شهيد وشهيدة منهم 17 من الأطفال وسيدة بجانب مئات من المصابين، ومئات من المعتقلين، هذا بجانب حرق قرية حوارة الفلسطينية، كما يقتحم أعداد من الصهاينة المتطرفين المسجد الأقصى كل يوم فى حماية جنود الاحتلال ويقومون بالاعتداء على المصلين العزل وإخراجهم بالقوة.
لقد أصدر العدو الصهيونى عددا من القوانين منذ عام 1948 للتنكيل بالفلسطينيين وطردهم منها، (قانون العودة عام )1950 من أجل تسهيل هجرة اليهود إلى فلسطين، وقانون أملاك الغائبين عام 1951) للاستيلاء على أراضى ومنازل الفلسطينيين الذين أجبرتهم العصابات الصهيونية على ترك أراضيهم ومنازلهم بالاعتداء عليهم وارتكاب المذابح وقتل النساء والأطفال والشيوخ.
وفى ظل الحكومة اليمينية المتوحشة الحالية أصدر “الكينيست الإسرائيلى” قانونا بشرعنة المستوطنات وزيادتها، وعودة المستوطنين إلى أربع مستوطنات خرجوا منها فى عام 2005، وعدة قوانين أخرى تبيح هدم منازل الفلسطينيين وحرقها بل وإعدام الأسرى ومنع الأدوية عن المرضى منهم.
فى يوم الأرض كل التحية للمقاومة الفلسطينية وللشعب الفلسطينى الذى يزود عن أرضنا العربية فى فلسطين وعن مقدساتنا الإسلامية والمسيحية، والذى يتصدى بصدوره العارية لحماية المسجد الأقصى باعتكافه داخل المسجد فى شهر رمضان الكريم متصديا لوحشية جنود الاحتلال ورصاصتهم التى تصيب كل يوم المئات من المصلين والمعتكفين.
المجد والخلود للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للأسرى والنصر للشعوب والزوال للاحتلال والخزى والعار للمطبعين من الحكومات العربية الملوثة أياديهم بدماء الشهداء العرب.