أدلى عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني تشين قانغ يوم (الأربعاء) بتصريحات إلى وسائل الإعلام حول زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى روسيا.
قال تشين إن زيارة شي جذبت انتباه العالم، وتعتبر على نطاق واسع حدثا كبيرا وبعيد المدى في السياسة الجغرافية العالمية.
وأشار تشين إلى أن رحلة شي أظهرت أيضا صورة الصين العالمية كصانعة سلام، وأظهرت دور الصين ومسؤوليتها كدولة كبيرة، مضيفا أن الزيارة ستضفي مزيدا من الاستقرار على الوضع الدولي المعقد وستساعد في بناء عالم متعدد الأقطاب والدفع نحو علاقات دولية أكثر ديمقراطية.
وقال تشين إنه خلال زيارة شي، أجرى رئيسا البلدين اتصالا استراتيجيا طويلا ومتعمقا بشأن القضايا الرئيسية ذات الصلة، مشيرا إلى أن الرئيس شي أكد أن الصين تنتهج سياسة خارجية مستقلة للسلام، ودائما ما كانت لها أحكامها المستقلة بناء على حقائق الأوضاع.
وأوضح تشين أنه يتعين على الصين وروسيا العمل معا لتوجيه وتعزيز الحوكمة العالمية في اتجاه يلبي تطلعات المجتمع الدولي، وتعزيز بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
وأشار تشين إلى أن شي اقترح لأول مرة رؤية بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية خلال خطاب ألقاه في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية قبل 10 سنوات، مضيفا أنه على مدار العقد الماضي، اكتسبت هذه الرؤية صدى ودعما من قبل عدد متزايد من البلدان.
وقال تشين إن التناقض الأساسي في عالم اليوم ليس على الإطلاق ما تسمى بفكرة “الديمقراطية مقابل الاستبداد” التي تضخمها حفنة من البلدان وتبالغ في شأنها، ولكنه الصراع بين التنمية واحتواء التنمية، وبين العدالة العالمية وسياسة القوة، مشيرا إلى أنه في مواجهة تزايد النزعة الأحادية والهيمنة، أصبح من المهم والقيّم أكثر من أي وقت مضى أن تعمل الصين وروسيا على توطيد وتقوية التنسيق الاستراتيجي.
وأوضح تشين أن الصين وروسيا ملتزمتان بتعزيز عالم متعدد الأقطاب وديمقراطية أكبر في العلاقات الدولية، ما يلبي مطلب دعم الإنصاف والعدالة الدوليتين، ويتوافق تماما مع بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
وأضاف أن هذا يمثل الاتجاه الصحيح لتقدم العصر وتطور التاريخ، ويتجاوز نطاق العلاقات الصينية-الروسية ليكتسب أهمية عالمية.
وقال تشين إن المستوى العالي من الثقة المتبادلة بين رئيسي الدولتين يوفر توجيها استراتيجيا وضمانة سياسية قوية لشراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة بين الصين وروسيا في العصر الجديد.
وأوضح تشين أنه خلال الزيارة، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس شي محادثات طويلة وصادقة وودية ومثمرة. وأضاف أن رئيس الوزراء ونواب رئيس الوزراء وجميع أعضاء مجلس الوزراء في الاتحاد الروسي تقريبا شاركوا في الأنشطة ذات الصلة.
أشار تشين إلى أن الجانب الروسي قال مرارا إن اختيار شي روسيا كأول وجهة خارجية يزورها بعد إعادة انتخابه رئيسا للصين يعكس تماما الطبيعة الخاصة للعلاقات الروسية-الصينية في العصر الجديد وينطوي على أهمية تاريخية للتطور المستقبلي للعلاقات الثنائية.
وأضاف أن روسيا تتطلع إلى توثيق التنسيق والتعاون مع الحكومة الصينية الجديدة، وتعزيز التبادلات في شتى المجالات وعلى المستويات كافة، وتعزيز تنمية جديدة وأكبر في التعاون العملي في مجالات مثل التجارة والاستثمار والطاقة والنقل عبر الحدود، وكذا في التبادلات الشعبية والثقافية بين الجانبين.
وقال تشين إنه خلال الزيارة، وقع شي وبوتين البيان المشترك لجمهورية الصين الشعبية والاتحاد الروسي بشأن تعميق شراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة في العصر الجديد، وبيانا مشتركا لرئيس جمهورية الصين الشعبية ورئيس الاتحاد الروسي بشأن الخطة التنموية للمجالات ذات الأولوية للتعاون الاقتصادي بين الصين وروسيا قبل عام 2030، وبهذا وضع الرئيسان الخطط والترتيبات لتنمية العلاقات الثنائية والتعاون في مختلف المجالات في المرحلة المقبلة.
وقال إن الجانبين وقعا عددا من وثائق التعاون الثنائي في مجالات الزراعة والحراجة والعلوم الأساسية ومراقبة السوق والإعلام.
وأضاف أن البلدين أكدا مجددا أنهما سيواصلان دعم بعضهما البعض في القضايا التي تتعلق بالمصالح الجوهرية لكل منهما، والمقاومة المشتركة لمحاولات تدخل القوى الخارجية في الشؤون الداخلية.
وكما أكد شي، فإن تعزيز العلاقات الصينية-الروسية وتطويرها هو خيار استراتيجي اتخذته بكين على أساس المصالح الأساسية للصين والتوجه العام للتنمية العالمية، وهو قرار لن يتغير ولن يتأثر بسبب لحظة معينة أو حدث معين، بحسب تشين.
وقال تشين إنه في مواجهة الظروف الجديدة، تلتزم الصين وروسيا بتعزيز شراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة، ما لن يعود بالنفع على شعبي البلدين فحسب، بل سيقدم أيضا مساهمات جديدة في تنمية البشرية وتقدمها.
وأضاف تشين أن الرئيس شي والرئيس بوتين أجريا خلال الزيارة تبادلا صريحا وعميقا بشأن الأزمة الأوكرانية.
وأشار الرئيس شي إلى أنه ما دامت جميع الأطراف تتبنى رؤية الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام، وتواصل الحوار والتشاور المتكافئ والعقلاني والموجه نحو النتائج، فإنها ستجد طريقة معقولة لحل الأزمة الأوكرانية.
وجدد الجانب الروسي التزامه باستئناف محادثات السلام في أقرب وقت ممكن، ورحب باستعداد الصين للعب دور إيجابي في التسوية السياسية والدبلوماسية للأزمة الأوكرانية.
وقال تشين إن زيارة الرئيس شي هي رحلة تاريخية للصداقة والتعاون والسلام، وممارسة ناجحة أخرى لفكر شي جين بينغ بشأن الدبلوماسية.
*سي جي تي إن العربية.