طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ لأول مرة مفهوم “مجتمع مصير مشترك للبشرية” في خطابه عام ٢٠١٣ في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية. وقال حينئذ: يعيش البشر في نفس القرية العالمية، بنفس الزمان والمكان حيث يلتقي التاريخ والواقع، قد ظهر بشكل متزايد مجتمع ذي مصير مشترك يكون فيه أنت وأنا مع الآخرين.”

عقد في ومضة.. لقد مرت عشر سنوات بالضبط منذ أن تم اقتراح مفهوم “مجتمع مصير مشترك للبشرية” لأول مرة. تظهر استطلاعات الرأي العام التي أجراه مركز CGTN التابع لمجموعة الصين للإعلام أن المفهوم قد اكتسب تدريجيا شعبية واعترافا واسع النطاق في جميع أنحاء العالم. من اقتراحه الأول إلى الاعتراف العالمي به، “مجتمع مصير مشترك للبشرية” قد اجتاز عقدا رائعا.

في خضم الوضع الدولي المعقد مع التطور المتسارع للتغيرات التي دامت قرنا من الزمان وضعف انتعاش الاقتصاد العالمي والصراعات الجيوسياسية المستمرة يتشابك مصير البشرية جمعاء بشكل متزايد. وقد أشاد ما يصل إلى ٨٥٪ من المشاركين في الاستطلاع العالمي بمفهوم “مجتمع مصير مشترك للبشرية” بينما يقدر ٩٤.٢٪ منهم القيم التي اقترحتها الصين بشأن “السلام والتنمية والإنصاف والعدالة والديمقراطية والحرية” من أجل جميع البشر.

على مدى العقد الماضي، تم إثراء معنى “مجتمع مصير مشترك للبشرية” بشكل تدريجي وعززت الصين والعديد من الدول النامية التبادلات الودية والتعاون لبناء مجتمع ثنائي من مستقبل مشترك. ووفقا لإحصاء الاستطلاع، فإن مفهوم العدالة والمصالح الذي دعا إليه القادة الصينيون في التفاعلات الدولية وهو “دعم العدالة مع السعي لتحقيق المصالح المشتركة وتعزيز الإيمان والصداقة والعدالة والأخلاق”، يحظى بالثناء من غالبية المشاركين بالاستطلاع بأكثر من نصفهم (٥٧.٠٤٪) يوافقون على هذا الرأي و٢٣.٠٨٪ يؤيدونه بالكامل. بالإضافة إلى ذلك، أشاد ٨٤.١٪ من المشاركين بالاستطلاع باقتراح التعاون الصيني المتمثل في “احترام مسارات التنمية للبلدان المختلفة واختلافات النظام”، وأشاد ٨٤.٢٪ بموقف الصين المتمثل في “معارضة الهيمنة وسياسة القوة بأي شكل من الأشكال”.

أصبحت مبادرة الحزام والطريق منصة شعبية للتعاون الدولي ومنتجا عاما دوليا وهي تفسير حي لمفهوم “مجتمع مصير مشترك للبشرية”. وحتى الآن، وقعت الصين وثائق تعاون مع ١٥١ دولة و٣٢ منظمة دولية. ويري ٨٤.١٣٪ من المشاركين في الاستطلاع من البلدان المشاركة في مبادرة الحزام والطريق أنهم واثقون جدا من انفتاح الصين، ويتوقع ٦٤.٧٪ من المشاركين في الاستطلاع من البلدان النامية أن يؤدي الانفتاح الصيني عالي المستوى إلى ضخ زخم جديد في تعافي الاقتصاد العالمي.

على مدى العقد الماضي، كانت الصين تتمسك بمفهوم “مجتمع مصير مشترك للبشرية” وتتحمل مسؤوليتها من خلال الإجراءات العملية. ووفقا للاستطلاع فقد أعرب أكثر من ٨٥٪ من المشاركين في الاستطلاع عن امتنانهم لمساهمة الصين في المكافحة العالمية ضد كوفيد-١٩ وفي بناء مجتمع ذي صحة مشتركة.

على مدار العقد الماضي، كانت الصين دائما من بناة السلام العالمي، ومساهما في التنمية العالمية، ومدافعا عن النظام الدولي، وتساهم بالحكمة الصينية وتقدم الحلول الصينية لإصلاح وبناء نظام الحوكمة العالمية. وقد حدد المؤتمر الوطني العشرون للحزب الشيوعي الصيني بوضوح هدف السياسة الخارجية للصين المتمثل في حماية السلام العالمي وتعزيز التنمية المشتركة، وأكد مجددا التزام الصين ببناء مجتمع مصير مشترك للبشرية. مع الدلالات الغنية بشكل متزايد. ومن المتوقع أن يكتسب مفهوم الصين المتمثل في “مجتمع مصير مشترك للبشرية” صدى عالميا أوسع وجني ثمار أوفر في الممارسات العملية.