بعد ظهر يوم 20 مارس عام 2023 بالتوقيت المحلي، التقى الرئيس الصيني شي جينبينغ الذي وصل إلى موسكو للتو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تلبية لدعوته في قصر الكرملين.
استقبل قائد قصر الكرملين شي جينبينغ عند نزوله من السيارة. وصافح الرئيس بوتين شي جينبينغ بحماسة والتقط صورة معه. وتبادل رئيسا البلدين وجهات النظر على نحو معمق وصريح حول العلاقات الصينية الروسية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
أشار شي جينبينغ إلى أنه سعيد جدا بالقيام بزيارة الدولة إلى روسيا مجددا تلبية لدعوة الرئيس بوتين، قائلا إنه قبل 10 سنوات، كانت روسيا المحطة الأولى لزيارتي الخارجية بعد أن توليت منصب رئيس جمهورية الصين الشعبية، ما زالت ذاكرتي حية. خلال عشر السنوات الماضية، أبقى على اتصال مكثف مع الرئيس بوتين. أود أن أتقدم بجزيل الشكر لكم على برقيات التهنئة التي بعثتموها إليّ في اللحظة الأولى بعد إعادة انتخابي أمينا عاما للحزب الشيوعي الصيني في المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني وإعادة انتخابي رئيسا لجمهورية الصين الشعبية قبل أيام. ستقام الانتخابات الرئاسية في روسيا في العام المقبل، وقد قطعت روسيا أشواطا كبيرة في التنمية والنهضة تحت قيادتكم القوية. إنني على يقين بأن الشعب الروسي سيواصل تقديم دعم ثابت لكم بكل التأكيد.
أكد شي جينبينغ على أن ما تصل إليه العلاقات الصينية الروسية اليوم يتمتع بالمنطق التاريخي العميق. إن كلا من الجانبين أكبر جار وشريك استراتيجي شامل للتنسيق للجانب الآخر، يعطي الأولوية للعلاقات الصينية الروسية في الدبلوماسية والسياسة الخارجية لكل منهما. تتمسك الصين بالسياسة الخارجية المستقلة. وإن ترسيخ وتطوير العلاقات الصينية الروسية على نحو جيد، لأمر يعتبر خيارا استراتيجيا اتخذه الجانب الصيني انطلاقا من مصلحته الأساسية والزخم العام لتنمية العالم. لا يتزعزع التوجه العام للجانب الصيني نحو تعزيز التنسيق والتعاون الاستراتيجيين مع الجانب الروسي. يسعى كل من الصين وروسيا إلى تحقيق التنمية والنهضة، ويدعم تعددية الأقطاب للعالم، ويدفع بدمقرطة العلاقات الدولية. فيجب على الجانبين مواصلة تعميق التعاون العملي في كافة المجالات وتعزيز التنسيق والتعاون في الأمم المتحدة وغيرهما من المنصات المتعددة الأطراف، بما يسهم في تدعيم التنمية والنهضة لكل منهما ليجعلهما ركيزة للسلام والاستقرار في العالم.
من جانبه، رحب بوتين ترحيبا حارا بزيارة الدولة التي قام بها شي جينبينغ إلى روسيا، وأعرب مجددا عن التهاني الحارة لشي جينبينغ بمناسبة إعادة انتخابه رئيسا لجمهورية الصين الشعبية. قال بوتين إن الصين حققت إنجازات عظيمة تلفت أنظار العالم في كافة المجالات على مدى السنوات العشر الماضية، جاء ذلك بفضل القيادة الرشيدة للرئيس شي جينبينغ، وأثبت على تفوق نظام البلاد ومنظومة الحوكمة للصين. تحدوني الثقة بأنه تحت القيادة القوية للرئيس شي جينبينغ، ستتطور وتزدهر الصين باستمرار حتما، حتى تحقق كافة أهدافها الطموحة المحددة بشكل سلس. وبفضل الجهود المشتركة للجانبين، أحزرت العلاقات الروسية الصينية نتائج مثمرة في كافة المجالات في السنوات الأخيرة. إن الجانب الروسي على استعداد للعمل مع الجانب الصيني على مواصلة تعميق التعاون العملي بين البلدين، وتعزيز التواصل والتنسيق في الشؤون الدولية، وتدعيم عملية تعددية الأقطاب في العالم ودمقطرة العلاقات الدولية.
تبادل الجانبان وجهات النظر على نحو معمق حول القضية الأوكرانية . أكد شي جينبينغ أن أصوات السلام والعقلانية في القضية الأوكرانية تتراكم بشكل مستمر، وأن معظم الدول تدعم تهدئة توتر الأوضاع وتدعو إلى الجهود الحميدة لدفع المفاوضات وتعارض صب الزيت على النار. إذا استعرضنا التاريخ، نجد أنه تمت الاستعانة بالحوار والتفاوض لحل الصراعات في نهاية المطاف. أصدر الجانب الصيني خصيصا وثيقة الموقف قبل فترة، التي تدعو إلى حل الأزمة الأوكرانية سياسيا وتؤكد على معارضة عقلية الحرب الباردة والعقوبات الأحادية. نرى أنه كلما اشتدت الصعوبات، برزت الحاجة لإفساح المجال للسلام؛ كلما ازدادت حدة الخلافات، تجلت الضرورة لعدم التخلي عن جهود الحوار. يحرص الجانب اللصيني على مواصلة دوره البناء في هذا الصدد.
قال بوتين إن الجانب الروسي يشيد بالموقف العادل والموضوعي والمتوازن الذي يظل الجانب الصيني يلتزم به في القضايا الدولية الهامة، ووقوفه إلى جانب العدالة والإنصاف. قد قام الجانب الروسي بدراسة جدية لوثيقة الموقف للجانب الصيني بشأن حل القضية الأوكرانية سياسيا، وهو يتبنى الموقف المنفتح من مفاوضات السلام، ويرحب بالجانب الصيني للعب دور بناء في هذا الصدد.
أعرب رئيسا البلدين عن تطلعاتهما للمباحثات بينهما يوم الغد، لرسم خطوط عريضة جديدة لشراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة بين البلدين في المرحلة القادمة.
*سي جي تي إن العربية.