شبكة طريق الحرير الإخبارية/
العلاقات الأردنية الماليزية: دعم فلسطين أولاً.. وصُعود مُتَسَارٍع مع السفير الجديد
بقلم: الأكاديمي مروان سوداح والمُهندِسة – الكاتبة يلينا نيدوغينا
قبل أيام قليلة، تَسَلَّمَت أمين عام وزارة الخارجية وشؤون المغتربين للشؤون الدبلوماسية والمغتربين، السفيرة لينا الحديد، نسخة من أوراق اعتماد سفير مملكة ماليزيا الشقيقة، محمد نصري بن عبد الرحمن، سفيراً مُعتَمداً ومُقيمَاً لدى المَملَكَة. وأعربت السفيرة الحديد خلال لقائها في مكتبها، السفير محمد نصري بن عبد الرحمن، عن أطيب تمنياتها له بالتوفيق والنجاح في مهامه الجديدة، في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين.
اعتماد السفير الماليزي الجديد لدى المملكة، إنَّمَا يؤكد توافر علاقات أُخوَّة عميقة بين البلدين الشقيقين، ويؤشر على أن عشرات السنين التي طويت في علاقات العاصمتين عَمَّان وكوالالمبور، قد أضفت على صِلات الدولتين كل جديد لصالح شعبيهما الشقيقين، وتطورهما المُتسارع في منطقتيهما الجغرافيتين الإستراتيجيتين كونيَّاَّ: في أقصى شرقي آسيا (ماليزيا)، وفي أقصى غربها (الأُردن)، لا سِيَّما وأن المشتركات التي تربط بين بلدينا كثيرة، وهي واسعة في فضائها الرحب، فهناك العديد من العوامل والأسباب التي تجمع مسيرة التنسيق والترابط بين الأردن وماليزيا، بحيث أضحت هذه الرابطة بينهما عالمية الشهرة، وتحوز على دعم ومساندة واهتمام ومحبة الشعبين، وقِواهما المثقفة، والعلومية العالية، والعالمية الأهمية والمكانة.
يَعود تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين الأردن وماليزيا إلى عام 1965، على مستوى التمثيل غير المُقيم، وقد افتتحت ماليزيا أول سفارة لها في الأردن في عام 1994، بينما افتُتحت السفارة الأردنية في كوالالمبور بتاريخ 18 كانون الأول 1997. وجدير بالذكر، أن جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، نَفَّذَ زيارتين ملكيتين إلى ماليزيا؛ في عام 2005، وفي عام 2008. كما شرع جلالة ملك ماليزيا (السابق)، سراج الدين، بزيارة الأردن في عام 2006. والتقى جلالة الملك عبدالله الثاني رئيسَ الوزراء الماليزي، خلال القمة الاستثنائية بخصوص القدس، التي عُقدت في اسطنبول، بتاريخ 18 أيار 2018.
وبما يتصل بالاتفاقيات والتعاون التجاري، تقدم ماليزيا دورات في الدبلوماسية من خلال المعهد الدبلوماسي الماليزي سنوياً، وهناك فرص للتعاون الثنائي في مجالات السياحة والتبادل الطلابي، ويوجد مكتب مبيعات لخطوط الملكية الأردنية، وهو يُمَارِس دوراً كبيراً في الترويج للأردن في المجالات المختلفة، كما يوجد مكتب إقليمي لشركة البوتاس، يغطي ماليزيا والدول المجاورة، ويعمل على تسويق الأردن بشكل عام، وهناك عدد من الشركات الماليزية التي تعمل داخل المملكة.
وفي واقع التنسيق الثنائي بين بلدينا، شهدنا مؤخراً على كرم سفارة ماليزيا لدى الأردن، التي سارع سفيرها الجديد، سعادة السيد محمد نصري بن عبد الرحمن، نيابةً عن حكومتها وشعبها، بتقديم تبرعات شملت مُستلزمات مدرسية ومواد تنظيف لأكثر من 6300 طالب فلسطيني، مسجلين في 9 مدارس تابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في الأردن..
وقد جاء ذلك خلال احتفال أُقيم في مدرسة منطقة النزهة العَمَانيَّة للبنات، شارك فيه السفير الماليزي، ومدير شؤون الأونروا بالإنابة في مكتب الأردن الإقليمي أولاف بيكر، وعددٍ من مسؤولي سفارة ماليزيا ومسؤولي الأونروا، بالإضافة إلى ممثلين عن المدارس المنتفعة.
في كلمته في حفل التسليم، أشار السفير الماليزي مشكوراً، إلى أن المساهمة جاءت من صندوق الائتمان الماليزي الإنساني لإغاثة شعب فلسطين، الذي تأسس في عام 2002، مؤكداً أن ماليزيا ستواصل تقديم الدعم والتضامن غير المنقطع للفلسطينيين، بخاصةٍ اللاجئين منهم، والذين يفوق عددهم 2.3 مليون لاجئ فلسطيني مُسجل، يعيشون في الأردن.
والجدير بالذِكِر، أن مجال التعليم بين الأردن وماليزيا يُعتبر أساسياً في تطوير علاقات البلدين الشقيقين، والعمل على رفع سويتها في غيرها من المناحي والقضايا، ففي البلدين ينخرط في مجال التعليم ألوف عديدة من شبيبة الدولتين، وهو ما يشهد على العَظَمَة والتسارع المتواصل في عَمَلانيَّة الجذب الإنساني والثقافي والعلمي والتعليمي العميق، الذي يشد شبيبة وناس البلدين لبعضهما البعض، بحيث أضحت هذه الروابط بين الأردن وماليزيا، منذ عشرات السنين، وتستمر إلى اليوم، ثابتة أوتادها الفولاذية في أرض بلدينا، وعميقة المعاني والأهداف الطيبة، و وَسِيعةَ الحقول.