شبكة طريق الحرير الإخبارية/
العالم الغربي واحلام اليقظة بهزيمة روسيا
بقلم: محمد سلامة*
تتكرر تصريحات كبار المسؤولين الاوكران، وفي مقدمتهم الرئيس فلودومير زيلنسكي عن هزيمة وروسيا وأن الحل الوحيد ممكن بانتصار بلاده مؤشرا على ضرورة تطوير الدعم الأوروبي والأمريكي لبلاده لحسم الحرب واخراجها من المقاطعات الاوكرانية الأربع اضافة إلى جزيرة القرم.. فيا ترى هل يمكن للاحلام الغربية أن تتحقق..وكيف..وما هي موازين القوى ولمصلحة من؟!.
بداية..الحرب في أوكرانيا هي حرب بين روسيا وأوروبا وامريكا، وأن نهايتها والمنتصر بها سيحدد مصير وشكل النظام الدولي الجديد، وقبل الخوض في موازين القوى الأمنية على الأرض فإن إزاحة امريكا من المعادلة،يؤشر على تفوق روسي واضح على أوروبا وحدها، وبالمقابل فإن الدور الأمريكي توريطي لأوروبا حليفتها لاضعافها واخراجها مهزومة، ولها أسبابها المكشوفة عالميا، منها إزاحة اليورو عن طريق عرش الدولار الأمريكي، وابقائها بحاجة إلى حمايتها بما يعني استزافها ماديا ولابعد الحدود كما حدث في ثمانينات القرن الماضي عندما ورطت العراق بحرب طاحنة مع إيران استمرت ثماني سنوات، وافضت إلى تفريغ خزائن الدول العربية بأكثر من (800)مليار دولار ثم خططت لتدمير العراق ودفعه أو اغرائه بغزو الكويت، وما بعدها جرى تدمير منظومة الجامعة العربية وكل الاتفاقات “العربية–العربية“،فكل ما تعانية دول وشعوب العرب اليوم هو أمريكا وحليفتها إسرائيل، وبالمقابلة السياسية في جوانب اسقاطات متحولة أمنيا وسياسيا واقتصاديا فإن المستفيد الوحيد مما يجري اليوم ما بين روسيا وأوروبا هو الولايات المتحدة الأمريكية دون سواها.
روسيا تدرك حجم المؤامرة الغربية عليها، ولا يمكنها التراجع بعد كل هذه الخسائر المادية والبشرية، وإمكانية هزيمتها أو إخراجها من الحرب الجارية هو اضغاث احلام أوروبية تدركها واشنطن، ولهذا فإن موسكو قامت بنشر فرقاطات نووية حول عواصم الناتو وحول أمريكا لتحذيرهما من توسيع الحرب والاستعداد لحرب نووية إذا لزم الأمر ، وبالمقابل فإن جيوش أوروبا في حالة استنفار طويل الامد، ووحدها واشنطن تراقب وتدير المعارك ولن تتدخل إذا نشبت حرب ليس في أوكرانيا بل وفي دول أوروبية أخرى، ومنها دخول بيلاروسيا إلى جانب روسيا في المعركة على بوابات أوروبا الشرقية.
واشنطن ترى نهاية الحرب في أوكرانيا بتفريغ خزائن أوروبا من المال واضعافها اقتصاديا ودفعها كالعرب للتفكك ومغادرة الإتحاد الأوروبي، على غرار الجامعة العربية، وترى أن الخطوة الأبعد في استراتيجيتها يتمثل في كسر شوكة الألمان ماليا واقتصاديا ومن ثم فرنسا، وبهذا يتحقق لها الانتقال إلى الخطوة الثانية في تجريع حلفائها الهزيمة بقبول وقف الحرب الروسية على أوكرانيا، وفق معادلة تراها مناسبة لاستكمال خططها في دفع دول أوروبية لمغادرة الإتحاد، وطبعا فإن النهاية محسومة لها بالانتصار مع حليفتها لندن.
هزيمة روسيا أحلام اوروبية، فكل المعلومات المتواترة تؤكد وبما لا يدع مجالا للشك أن موسكو وواشنطن ستأخذان حصصهما مباشرة من نهاية الحرب، وكل بطريقته، فلا حرب عالمية ثالثة كون أن لا أحد يمكنه الانتصار ولهذا يجري العمل العسكري البري على حرب مفتوحة ومحصورة باوكرانيا دون تمدد، وما بعد قد نشهد حروب اقتصادية “أوروبية–أوروبية ” لن تتوقف إلا بنهاية حلم أوروبا بالوحدة السياسية وبتفكر الإتحاد الأوروبي، كونها خطرا على أحلام أمريكا وحليفتها لندن في العالم.
*كاتب اردني، ورئيس التحرير المسؤول لجريدة (الديار) اليومية الاردنية، وصديق قديم لرئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتاب العرب أصدقاء وحلفاء الصين.