شبكة طريق الحرير الإخبارية/
ماليزيا في المُقدمة وحِراك فاعِل لانقاذ هِبة الحياة المُقدَّسة
بقلم: الأكاديمي مروان سوداح و يلينا نيدوغينا
انضمام ماليزيا الدولة الشقيقة المتميزة بصِلاتِها مع أهل الضاد؛ للجهود الدولية للمساهمة بامكاناتها المرموقة، والاستثنائية، وخبراتها الطويلة الأمد لأجل انقاذ مَن يمكن الوصول إليهم تحت الانقاض في سورية وتركيا، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، أن العلاقات الماليزية العربية والماليزية الأممية هي في تصاعد مستمر، وثابتة على أساسات صَلدة، ولا يمكن لأيٍّ كان، كائناً مَن كان، عرقلتها أو إضعافها أو التشكيك بها، إذ أن المساعدات الماليزية لانقاذ المواطنين والأطفال السوريين والأتراك، مِمَّن يتم انتشالهم من تحت الحطام والأطلال، هي مُهمَّة شريفة تتمتع ماليزيا بها قيادةً ودولةً وشعباً، كونها عَملانيات تُقرّب بصورة سريعة بين كوالالمبور البهية والعواصم العربية بشكل عام، وتلفت أنظار الرأي العام العربي برمته لماليزيا الموقع الأعلى والمكانة الراقية، وإنسانها الإنسان، وتؤكد لنا بأن الدولة الماليزية تواصل، وستبقى تواصل بذل جهودها مشكورة للحفاظ على هِبَة الحياة المقدَّسة، وكرامة الإنسان وحقوقه على الصُّعد كافةً، ضمنها الإقتصادي والسياسي.
ولهذا، ووفقاً – للجزیرة نت – ، كانت فِرق الإنقاذ المالیزیة في مقدمة الواصلین لمساعدة ضحایا الزلزال، برغم بُعدِ المسافة ومثول عوائق أمنیة ولوجستیة حالت دون وصول فِرق الإنقاذ إلی المناطق المنکوبة بالزلزال في سوریة، وزاد الأمر تعقیداً عدم وجود بعثة دبلوماسیة مالیزیة في دمشق منذ سنوات. ولهذا، فقد کان مفاجئاً للكثيرين أن تکون مالیزیا من أوائل الدول التي هَبَّت لنجدة ضحایا الزلزال، بل أول دولة من جنوب شرق آسیا ترسل فِرق إنقاذ إلی ترکیا. وفي صدد ذلك، كشف وزیر الخارجیة المالیزي أيضاً عن أن بلاده تتواصل منذ الیوم الأول للزلزال مع جمیع الجهات المعنیة بهدف تسريع قدوم مختلف فِرق البحث والإنقاذ للمناطق المنکوبة في سوریة.
وكشف عن أن أکثر من 140 مختصاً ماليزياً شاركوا في عملیات البحث والإنقاذ، وكانوا وصلوا إلى الأراضي الترکیة خلال الساعات الأولی من وقوع الزلزال. وشملت المساعدات التي وصلت إلى ترکیا من مالیزیا خلال الأیام الثلاثة الأولی، وِفقاً لتصریحات الوزیر، 3 رحلات نقل عسکرية تقل مواد إغاثة عاجلة تقدر بأکثر من 40 طناً من الأدویة والمعدات الطبیة، وإقامة مستشفی میداني یضم 60 سریراً، ووحدات معاینة مختلفة بمنطقة أیادیان / غازي عنتاب (جنوبي ترکیا)، إضافة إلی ملیوني دولار للمساهمة في جهود الإغاثة العاجلة. وأشار الوزیر المالیزي كذلك، إلی أن هیئة شعبیة ورسمیة مشترکة شُکِّلت لمتابعة وتنسیق المساعدات الإنسانیة العاجلة على المستویین المتوسط وبعید المدى، وأنها تعمل بالتنسیق مع الهیئات الحکومیة والشعبیة الترکیة.
وأعلن عبد القادر عن تمکّن فریق مالیزي من إنقاذ 5 أشخاص في ترکیا بعد 5 أیام من وقوع الکارثة، وذلك بحفر نفق جانبي بلغ امتداده 5.8 أمتار للوصول إلی الضحایا وسحبهم أحیاءً من تحت الرکام، مُعتبراً أن هذا الإنجاز یدفع جمیع الفِرق العاملة بألا تفقد الأمل، برغم الظروف القاسیة التي تعمل بها وضمنها.
وفي سياق الأحداث المؤلمة في سورية، جاء في تصريح وزیر خارجیة مالیزیا السيد زمبري عبد القادر لِ “الجزیرة نت”، أن بلاده تبحث باهتمام كبير مع جمیع الأطراف سُبل الوصول لضحایا الزلزال، بالرغم من الصعوبات التي تواجه فِرق البحث والإنقاذ، ودعا الوزیر إلی تضافر الجهود الدولیة لحل المشاکل اللوجستیة التي تعیق وصول المساعدات إلی المنکوبین جرَّاء الزلزال، وأضاف الوزير أن بلاده تتواصل منذ الیوم الأول للزلزال مع جمیع الجهات المعنیة بهدف وصول فرق البحث والإنقاذ للمناطق المنکوبة / سوریة، ومن ثم إیصال مواد الإغاثة العاجلة والمساعدات الإنسانیة، مؤکداً وجود الصعوبات التي تواجهها فرق البحث والإنقاذ، والتي لا تتعلق بمالیزیا وحدها، بل بمختلف الدول المشارکة.
وزير الخارجية الماليزي زمبري عبدالقادر واصل تأكيداته أن وطنه ماليزيا سيستمر في البحث عن أي فرصة ممکنة لمتابعة إیصال مساعدات ماليزيا إلی الشعب السوري الذي یُعاني کثیراً حالیاً، وكشف عن تَعَاقُب مساعدات الجانب الماليزي لسورية، وخاصةً من خلال الصلیب الأحمر، واستمرار النقاش مع “الأمم المتحدة” للبحث عن أي وسیلة یمکن من خلالها تسليم المساعدات للمنکوبین، بينما ذكرت مصادر حکومیة مالیزیة أخرى – للجزیرة نت – أن عوائق أمنیة ولوجستیة حالت دون وصول فوري لفرق الإنقاذ إلی المناطق المنکوبة بالزلزال، وزاد الأمر تعقیداً عدم وجود بعثة دبلوماسیة مالیزیة في دمشق منذ سنوات، والتي استعیض عنها بقنصل یتابع المصالح المالیزیة والعلاقات الثنائیة.
وتابع الوزیر: “إننا نؤکد لإخواننا في ترکیا وسوریة مواصلة الوقوف إلی جانبهم، إلی أن یتعافی البلدان من المحنة التي حلَّت بهما”.
شكرا كبيرة لماليزيا رئيساً وقيادةً ودولةً وشعباً لكل جهودها السريعة والشريفة، المبذولة لانقاذ هِبة الحياة المُقدَّسة في سورية وتركيا، وسيذكُركم التاريخ والبشرية بنورٍ ساطع عظيم لا يَخبو ولا ينقطع.