خاص بشبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
دكتورة كريمة الحفناوي*
إن دول الاتحاد الأوروبى على موعد مع التاريخ وأنها إذا لم تستجب لهذه الأزمة فى الموعد المناسب فإن احتمالية الفشل ستكون كبيرة للغاية…نُصاب بخيبة أمل لعدم تعاون دول الاتحاد الأوروبى لمواجهة الوباء…إنه تحدى لوجود أوروبا…هذه لحظة تاريخية ولابد من الارتفاع لمستوى التحدى وإخفاق أوروبا سيشعر الناس بخذلان شديد فى أوروبا كلها وهذا خطر حقيقى…لابد من التضامن وإنقاذ مايمكن انقاذه من أرواح أولا” هذه نداءات رئيس وزراء إيطاليا جوزيبى كونتى وتصريحاته عقب تجاهل دول الاتحاد الأوروبى للتعاون معا ولدعمه عقب اجتياح فيروس كورونا لكل دول العالم ومن بينها الدول الأكثر تضررا إيطاليا وأسبانيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا.وارتفع صوته بالاستغاثة وجاءه الرد من دول الصين وروسيا وكوبا ومصر. وكانت دولة الصين من أوائل الدول التى استجابت لنداءات الاستغاثة ودعمت الدول من منطلق مبدأ المصير المشترك ومبدأ إعلاء وانتصار القيم الإنسانية من التكاتف والتعاون والعطاء على قيم التربح والأنانية والجشع والطمع والفردية والانكفاء على الذات ونهب الثروات (القيم التى أورثتها السياسات النيو ليبرالية للرأسمالية المتوحشة عبرأكثر من ثلاثة عقود منذ نهاية تمانينيات القرن الماضى).
العالم بين مطرقة فيروس كورونا وسندان الأزمة الاقتصادية
وسط عالم بتموت فيه ملايين الأطفال تحت وطأة الجوع والفقر، عالم بتموت فيه الأطفال والنساء والمسنين من الحروب والصراعات التى صيغت وتم تنفيذها بيد الدول الرأسمالية الكبرى المتوحشة وحلفائهم من الدول (التابعة لأمريكا والخائنة لشعوبها)، يموتون من القتل والتدمير المباشر أو من المعاناة فى مخيمات اللاجئين والنازحين. وسط عالم يموت فيه الملايين من الشباب والأسر غرقا فى مراكب الموت عبر الهجرة غير الشرعية بحثا عن فرصة عمل ولقمة عيش. وسط عالم محكوم بالقطب الواحد(الولايات المتحدة الأمريكية) المهيمن بالقوة ونشر قواعده العسكرية فى العديد من دول العالم لشن العدوان من أجل تحقيق مصالحه ومصالح الكيان الصهيونى الغاصب المحتل لأرض وشعب فلسطين، القطب الواحد الذى يرتكب كل يوم جرائم ضد الإنسانية بفرض عقوبات اقتصادية بحصار وتجميد أموال الدول التى لا تخضع لسياسات البلطجة الأمريكية ومنها إيران وفنزويلا هذا غير الحرب التجارية التى تشنها أمريكا بقيادة التاجر الرئيس دونالد ترامب ضد الصين مما يضر بالعالم وأمريكا ايضا.
وسط هذا المشهد المعتم تجتاح جيوش فيروس كورونا غير المرئى البشرية فى كل أنحاء الكرة الأرضية وتحصد الأرواح بلا هوادة (أكثر من 100 الف) وتصيب (1,6 مليون شخص) أثناء كتابة هذا المقال.
يحدثنا التاريخ عن أحداث جلل وفارقة تغير مجرى الدول والعلاقات منها الأوبئة والثورات الكبرى من أيام ثورة العبيد وحتى الآن هذا غير الأزمات الاقتصادية الطاحنة التى أعقبتها الحرب العالمية الأولى والثانية بجانب التطور فى علاقات الإنتاج والاكتشافات العلمية والثورات الصناعية الكبرى التى نعيشها متمثلة فى عصر الذكاء الاصطناعى والتواصل بين كل البشر فى جميع أنحاء الكرة الأرضية عبر شبكة الإنترنت بل والتفاعل بين كل ثقافات العالم من خلال مواقع التواصل الاجتماعى (الفيس بوك وتويتر وغيرهما) مما جعل العالم الآن قرية واحدة تتأثر معا بأى حدث يقع فى أحد أنحائها. ومن هذه الأحداث ستكون محنة فيروس كورونا فى بدايات عام2020 من القرن الواحد والعشرين إحدى الكوارث التى سيتغير بالتأكيد مجرى التاريخ بعدها عما كان قبلها فى ترتيب العلاقات بين الدول وبعضها وداخل الدولة الواحدة مع صعود أقطاب أخرى تؤثر فى المنظومة السياسية والاقتصادية والاجتماعية العالمية. ويجتهد الكثير من الكتاب والمفكرين فى رصد واستقراء ماسيحدث بعد مواجهة محنة الفيروس.
وكشفت محنة فيروس كورونا عن هشاشة النظام العالمى السائد منذ نهاية الحرب الباردة فى التسعينات من القرن الماضى وأنه لابد من تشكل نظام عالمى جديد لمواجهة التحديات التى تواجه وتهدد البشرية على المستوى الصحى والاقتصادى والاجتماعى حيث أصيب الاقتصاد العالمى مع امتداد أزمة الفيروس بالشلل شبه التام نتيجة للإجراءات الاحترازية التى اتخذتها الدول وأدت إلى توقف حركة الطيران والسفر وتراجع الحركة التجارية وانهيار قطاعات السياحة وانخفاض أسعار النفط وفقدان 25 مليون من العاملين لوظائفهم مع زيادة معدل البطالة وازدياد معدل الفقر وفقا لتحذير منظمة العمل الدولية، كما تحذر كافة المنظمات الدولية من حدوث نقص فى الغذاء وتحذر منظمة العمل الدولية من أن2 مليار شخص حول العالم مهدد بالتشرد والجوع نتيجة فقد وظائفهم يعملون فى الاقتصاد غير الرسمى.
وكشفت أيضا جائحة الفيروس الوجه القبيح للسياسات النيوليبرالية للرأسمالية المتوحشة والمعسكرة والتى استمرت عقب الأزمة المالية العالمية 2008 فى انتهاج التقشف وتقليص الإنفاق على الخدمات وعلى رأسها الرعاية الصحية والتى كانت من نتيجتها هشاشة وضعف المنظومة الصحية بل وفشلها فى عدد من الدول فى مواجهة فيروس كورونا نتيجة نقص فى عدد أسرة العناية وعجز فى أعداد الأطباء وطاقم التمريض ونقص فى أجهزة التنفس الصناعى ومعدات حماية الطاقم الطبى من قناع الوجه والقفازات والملابس الطبية الواقية. لقد وضعتنا محنة الفيروس أمام حقيقة أنه لايمكن الاستمرار بنفس السياسات التى أوصلتنا إلى اللا مساوة واللاعدالة واللا إنسانية ولقنتنا أزمة الفيروس درسا مفاده المصير المشترك وإعلاء شأن الإنسان وحقه فى الحياة والكرامة كما فضحت السياسات الرأسمالية الجديدة التى اعتبرت الإنسان مجرد سلعة ورقم ضمن معادلة السوق لتعظيم أرباح كبار الرأسماليين لدرجة مناداة رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون ومن بعده مستشاره العلمى جراهام ميدلى بانتهاج استراتيجية سياسة (مناعة القطيع) أى ممارسة الحياة بطريقة طبيعية بحيث يصاب معظم أفراد المجتمع بالفيروس لتتعرف أجهزتهم المناعية عليه وبالتالى تحاربه إذا ماحاول مهاجمتها مجدداً وطبعا لايخفى عليكم مئات الألاف من البشر من ذوى الأمراض المزمنة والمناعة الضعيفة سيتمكن منها الفيروس وتصبح فى عداد الموتى. وطبعا انتهاج هذه السياسة أهم لكبار الرأسماليين من حماية المواطنين ببقائهم فى المنازل والتى ستتسبب فى خسائر كبرى لهم وستُحمِّلهم وتُحمِّل الحكومات مبالغ مالية لتعويض من سيجلسون فى البيت دون عمل. وبدأ العديد من رجال الأعمال والشركات الكبرى المناداة بعودة استئناف العمل برغم المخاطر الصحية الكبرى بدلا من أداء دورهم الاجتماعى ومعهم الحكومات فى دعم مادى لمن سيفقدون عملهم مع اشتداد الأزمة.
واستطاعت بعض الدول التى تنتهج سياسات تقوم على التعاون والمنفعة المتبادلة والمصلحة المشتركة أن تواجه الكارثة بشكل أفضل عن طريق التعاون بين الحكومة والشعب مثال ذلك الصين التى استطاعت فى وقت قصير تحجيم انتشار الوباء وسخرت كل امكانيتها الصحية من أجل إنقاذ البشر وامكانياتها العلمية والبحثية والطبية لدعم الدول الأكثر تضررا من هجوم الفيروس وأرسلت دعما طبيا من مستلزمات وأجهزة وأطقم طبية بشرية تساعد فى مواجهة الفيروس وأرسلت الطائرات المحملة بالمساعدات لإيطاليا وأسبانيا وغيرها من الدول المتضررة كما مدت روسيا وكوبا ومصر يد العون أيضا لعدد من الدول. ومن الجدير بالذكرأن الصين مدت يد العون لأمريكا وأرسلت مجموعة من أجهزة التنفس الصناعى وغيرها من المستلزمات الطبية وهذا رغم الحرب التجارية التى شنتها أمريكا بقيادة رئيسها دونالد ترامب على الصين منذ مجيئه للحكم مما أضر بالاقتصاد الدولى بل والأمريكى نفسه.
سباق التسلح والإنفاق العسكرى.
وفى نفس الوقت الذى عجزت فيه النظم الصحية للدول الرأسمالية الكبرى عن مواجهة عدو غير مرئى شرس يفتك بالإنسان نتيجة لتقليص ميزانية الصحة والخدمات تصدمنا الاحصائيات الخاصة بالإنفاق العسكرى لتلك الدول الكبرى فنجد فى الولايات المتحدة الأمريكية حجم الإنفاق العسكرى سنويا 750 مليار دولار وميزانية حلف الأطلنطى تريليون دولار أما حجم الإنفاق العسكرى للإتحاد الأوروبى(29 دولة) يبلغ 650 مليار دولار. هل يمكن ياسادة أن تستمر هذه السياسات بعد محنة فيروس كورونا؟ أم سيتم إعادة النظر فى أولويات الإنفاق وتكون الأولوية هى الإنفاق على الصحة والرعاية الطبية والبحث العلمى والحفاظ على البيئة من أجل حق الإنسان فى الحياة. لا سباق التسلح من أجل تدمير الحياة.
مستقبل العلاقات بين الدول
لنرى معا ياسادة كيف تصرف رئيس الولايات المتحدة الأمريكية إزاء محنة فيروس كورونا. لقد تصرف بعقلية التاجر وكيف يحقق مزيداً من المكاسب السياسية والاقتصادية ولكن انقلب السحر على الساحر حيث تبوأت أمريكا المركز الأول بين دول العالم (أكثر من 485 ألف إصابة ووفاة 18 ألف شخص أثناء كتابة المقال) وعجزت وفشلت إمكانياتها الصحية عن مواجهة الفيروس. وفى بداية الكارثة تصرف التاجر ترامب من منطلق أن “الأرباح قبل الإنسان” وتأخر كثيرا فى فرض قرارات العزل والحجر وإغلاق أماكن التجمعات لأن ذلك سيسبب خسارة اقتصادية وكان من نتيجة ذلك انتشار الفيروس فى معظم الولايات الأمريكية. ولم يكتف بذلك بل رفض الاستجابة لاستغاثة قبطان حاملة الطائرات الأمريكية روزفلت فى المحيط الهادى (والذى أعلن إصابة عدد من الضباط والجنود بفيروس كورونا مما يهدد 5000 من الجنود والضباط موجودون على ظهر حاملة الطائرات وطلب المساعدة الفورية) رفض ترامب الاستجابة لإنقاذ أرواح جنوده وأقال القبطان!. زد على ذلك البلطجة والقرصنة الأمريكية بالاستيلاء على شحنات من الأجهزة والمعدات الطبية المرسلة لأسبانيا وإيطاليا بعرض زيادة السعرلثلاثة أضعاف ضارباً عرض الحائط للقيم الإنسانية وللتعاون بين الدول فى مواجهة كارثة فيروس كورونا.
كما رفض ترامب فى مثل هذه الظروف الضغوط التى مارستها عليه دول أوروبية والصين وروسيا من أجل تخفيف العقوبات المفروضة على إيران لوصول احتياجاتها من الأجهزة الطبية مع رفع عقوبة تجميد 70 مليار دولار لإيران حتى يمكن تلبية احتياجاتها الطبية فى ظروف هجمة الفيروس.
وزد على ذلك موقف ترامب المنافى للشرعية الدولية من دولة فنزويلا حيث تآمر للإطاحة بالرئيس المنتخب الشرعى نيكولاس مادورو باتهامه هو وعدد من قيادات البلاد بالاتجار بالمخدرات وتهديد الأمن القومى الأمريكى بل وأعلنت الخارجية الأمريكية عن مكافأة 15 مليون دولار لمن يساعد فى القبض على الرئيس الفنزويلى وذلك لإسقاطه والإطاحة به من أجل تسليم البلاد لأعوانها الخونة المتآمرين كما أنها تفرض الحصار والعقوبات الاقتصادية على فنزويلا بل وتجميد أموالها فى البنوك فتحرمها من توفير وتدبير احتياجاتها من مستلزمات ومعدات طبية لمواجهة الفيروس.
كما تضررت الدول الأوروبية من اجتياح فيروس كورونا لبلدانها وكانت أكثر الدول تضررا من حيث عدد الإصابات والوفيات إيطاليا وأسبانيا وفرنسا وألمانيا وكان من الطبيعى أن تتواصل دول الاتحاد الأوروبى (29 دولة) مع بعضها البعض وتتعاون من أجل مواجهة محنة أو جائحة كورونا ولكن كشفت المحنة فى بدايتها عن ملامح الوجه القبيح للرأسمالية الكبرى التى تحمل الأنانية والفردية ومحاولة الانكفاء على الذات لحل الأزمة مع عدم التعاون مع بقية الدول التى وقع عليها الضرر الأكبر ومنها إيطاليا التى ملأ صراخها العالم مطالبة للأجهزة الطبية والمعدات وجاءها الرد والعون من أقصى الشرق من الصين ومن دول أخرى منها كوبا وروسيا ومصر. وفى محاولة أخرى لإنقاذ الاتحاد الأوروبى والعمل معا طرح رئيس الحكومة الإيطالية فكرة طرح سندات كورونا (سندات أوروبية للإنعاش والنهوض) لتمويل الجهود الاستثنائية التى يفترض أن تبذلها أوروبا لإعادة بناء دولها اقتصاديا واجتماعيا ولكن لاحياة لمن تنادى وقوبل اقتراح إيطاليا بالصمت الرهيب. فى الأسابيع الأولى من محنة الفيروس.وبدأت الدول الأوروبية فى الاستجابة أخيرا لمحاولة الجلوس معا لحل الأزمة فى الثالث والعشرين من شهر إبريل أى فى الشهر الثالث من انتشار الفيروس.
وعلى الجانب الآخر وجه رئيس صربيا نداءً للإتحاد الأوروبى للمساعدة فى التصدى للفيروس ولم يجبه أحد وجاءت المساعدة من دولة الصين فوجه خطابا إلى شعبه والعالم قال فيه إن الاتحاد الأوروبى وهم كبير.
تعاملت المفوضية الأوربية ببطء شديد فى اتخاذ القرارات الواجبة لمواجهة الفيروس وأخذت تحسب الحسابات بمنطق الربح والخسارة لدرجة أن بعض البلدان لم تتخذ قراراً بمنع التجمعات وإغلاق المدارس والجامعات إلا متأخرا مما تسبب فى خسائر بشرية كبيرة واتضح للكثير من شعوب دول أوروبا أن المفوضية تخدم مصالح الدول الرأسمالية الكبرى داخلها على حساب بقية الدول داخل الاتحاد الأوروبى.
مما سبق تبرز على الساحة تساؤلات كثيرة منها مستقبل العلاقات بين الدول وبعضها أى بين الولايات المتحدة الأمريكية وبين عدد من حلفائها التى تخلت عنهم وقت المحنة؟ وأيضا العلاقة بين دول الاتحاد الأوروبى وهل سيبقى الاتحاد الأوروبى متماسكا أم ستخرج دول عديدة منه فتسبب تفككه؟.
ورأينا فى جميع الدول مشاركة المجتمع المدنى من جمعيات أهلية وأحزاب ومنظمات تنموية ونقابات فى حل مشكلة أزمة العمالة غير المنتظمة عن طريق المساهمة المادية فى صناديق الدعم المادى بجانب بعض رجال الأعمال الذين يؤمنوا بدورهم الاجتماعى وقت الأزمات ولكن يبرز هنا تساؤل هل يمكن أن تحل مسألة التكافل والدعم المادى والعينى أزمة الفقر والبطالة؟ أم على الدولة انتهاج سياسات تحقق العدالة الاجتماعية فى الأجور وتوفير فرص العمل وفرض ضرائب تصاعدية لتحقيق العدالة الضريبية.
الشعوب وتحقيق حلم العالم الأفضل.
وبالنسبة للسياسات النيو ليبرالية التى ثبت تبنيها لسياسات اقتصادية واجتماعية زادت من اتساع الفجوة الطبقية لدى الشعوب بين الأغنياء والفقراء وقلَّصت الإنفاق على خدمات التعليم والبحث العلمى والصحة لصالح زيادة الإنفاق العسكرى فكانت النتيجة العجز فى مواجهة أزمة فيروس كورونا وفقدان حياة عشرات الألاف من البشر بل والتسبب فى أزمة اقتصادية ستبلغ مداها فى الشهور القادمة. هل ستستمر هذه السياسات دون تغيير لتحقيق العدالة والمساواة والحياة الكريمة للمواطنين وتحقيق الحريات السياسية المرتبطة بالحريات الاجتماعية. تساؤلات كثيرة سيجاب عليها فى المستقبل القريب لكن من المؤكد الأكيد أن الحال لن يبقى كما هو وأن العالم سيتغير بعد محنة كورونا.حيث لن يستمر القطب الواحد للرأسمالية المتوحشة المعسكرة فى الهيمنة والسيطرة وفرض مصالحه بالقوة والهيمنة على العالم وستبزغ أقطاب أخرى على رأسها الصين لنشر سياسات جديدة تعتمد على المنفعة المتبادلة والتشارك والتعاون مع الحفاظ على سيادة الدول. وستكافح الشعوب من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير حقها فى الحياة والمعيشة الكريمة وستجبر حكومات دولها على توفير ميزانيات كافية للصحة والتعليم والبحث العلمى والسكن الصحى والغذاء وتوفير فرص العمل وستراجع بعض الدول سياساتها الاقتصادية لتعود إلى الاعتماد على الإنتاج الزراعى والصناعى للاكتفاء الذاتى أولا ثم زيادته من أجل التصدير والتبادل التجارى.
فالعالم بعد محنة فيروس كورونا لن يكون كما كان قبل المحنة. ولكن لن يكون هذا سهلا ياسادة وستستمر الصراعات من أجل محاولة الرأسمالية المتوحشة لمزيد من توطيد دعائم حكمها والدفاع عن سياستها ومصالحها.
الأمل دائما فى الشعوب الحرة التى تكافح من أجل عالم أفضل تسوده الحرية والإخاء والمساواة والمواطنة والعدل والعدالة الاجتماعية والسلام.
*التدقيق اللغوي والتحرير الصحفي: الأكاديمي مروان سوداح.
*المراجعة والنشر: أ. عبد القادر خليل.