حققت الصين تقدما ملحوظا في الابتكار العلمي والتكنولوجي المستقل في العقد الماضي.

هبطت المركبة الفضائية الصينية “تشورونغ”، أول مركبة فضائية صينية تهبط على كوكب آخر، بنجاح على المريخ في مايو عام 2021. وفي يونيو عام 2021، حملت المركبة الفضائية الصينية “شنتشو-12” ثلاثة رواد فضاء إلى الوحدة الأساسية “تيانخه” للمحطة الفضائية الصينية.

وحققت المحطة الفضائية الصينية العملية برمتها من التصميم والتصنيع إلى الاختبارات. وتم تقصير وقت الالتحام في الفضاء من 44 ساعة إلى سبع ساعات، وزادت مدة بقاء رواد الفضاء في المدار من 13 يوما إلى نصف سنة.

وقال تشونغ هونغ أن، نائب كبير المهندسين لنظام التطبيقات الفضائية لمشروع الرحلات الفضائية المأهولة الصيني “سنجري آلاف التجارب العلمية في أربعة مجالات رئيسية، وسنعمل على تعزيز الأبحاث والتطبيقات الفضائية للبلاد للوصول إلى مستوى رائد في العالم”.

يعمل نظام “بيدو” للملاحة عبر الأقمار الصناعية بشكل مطرد ويخدم أكثر من 120 دولة ومنطقة منذ إطلاقه قبل سنتين. وأطلقت الصين رسميا نظام “بيدو” في يوليو عام 2020، لتفتح النظام أمام المستخدمين العالميين. ويوجد حاليا 45 قمرا صناعيا للنظام في المدار، بما فيها 15 قمرا صناعيا “بيدو-2” و30 قمرا صناعيا “بيدو-3″، وكانت تعمل بثبات.

وتبلغ دقة التموضع الأفقي العالمي نحو 1.52 متر ودقة التموضع العمودي نحو 2.64 متر. ويعد نظام “بيدو” أكبر نظام فضائي صيني وواحدا من أربع شبكات ملاحة عالمية، إلى جانب نظام تحديد المواقع العالمي الأمريكي ونظام “غلوناس” الروسي ونظام “غاليليو” للاتحاد الأوروبي.

وتم استخدام منتجات “بيدو” في مختلف المجالات، بما فيها النقل ومصايد الأسماك البحرية ومراقبة المياه وتوقعات الطقس ومسح المعلومات الجغرافية والوقاية من حرائق الغابات ونقل الطاقة والإغاثة والإنقاذ في حالات الكوارث والطوارئ.

وتم استخدام الجيل الخامس لتقنيات الاتصالات المتنقلة (5G) على نطاق واسع في الصين، بعد ثلاث سنوات من منح الدولة تراخيص للاستخدام التجاري لهذه التقنيات في عام 2019. وفي الوقت الحاضر، تمتلك الصين أكبر شبكة للهواتف المحمولة لـ5G في العالم، وتخدم أكبر عدد من مستخدمي 5G في العالم، وتنفذ أكثر التطبيقات الملونة لهذه التقنيات.

ولم تكن لقرية صيد صغيرة في مقاطعة فوجيان بجنوب شرقي الصين، محطة قاعدة لـ5G حتى يونيو الماضي. ويستخدم القرويون الآن الكاميرا التي تتمتع بنطاق ترددي أكبر وتوفر صورا بزمن انتقال منخفض لمراقبة تربية أذن البحر. وفي الوقت الحاضر، تمتلك الصين أكثر من مليوني محطة قاعدة لـ5G في جميع المحافظات و96% من البلدات في جميع أنحاء البلاد.

وحقق تصنيع الآلات الهندسية للصين إنجازات ملحوظة مع تحسن الاستقلال الذاتي في إنتاج المعدات بشكل كبير خلال السنوات العشر الماضية. ويمكن أن ينعكس التقدم الكبير الذي تم إحرازه في الآلات الثقيلة مدفوعا بالابتكار خلال السنوات العشر الماضية بشكل أفضل في آلات البناء مثل آلات حفر الأنفاق والرافعات الثقيلة.

وفي عام 2021، شكلت آلات حفر الأنفاق المصنوعة في الصين أكثر من 90% من السوق المحلية وما يقرب من 70% من السوق العالمية. ومن خلال 10 سنوات من تنمية التقنيات الأساسية لآلات حفر الأنفاق، أصبحت الآلات صينية الصنع قادرة الآن على العمل في مختلف الظروف الجيولوجية المعقدة حول العالم، وتم بيعها إلى أكثر من 30 دولة ومنطقة.

وفي الوقت الحاضر، تعد الصين الدولة التي بها أكثر فئات آلات البناء اكتمالا وسلسلة صناعية كاملة في العالم.

وحصلت طائرة “سي 919″، أول طائرة نفاثة كبيرة محلية الصنع للصين، على شهادة النوع، وتعد خطوة مهمة في رحلتها إلى السوق. وحصلت شركة الطائرات التجارية الصينية، المطور لطائرة “سي 919″، على الشهادة من إدارة الطيران المدني الصينية في سبتمبر الماضي. ويشير هذا إلى أن تصميم الطائرة يلبي صلاحيتها للطيران والمتطلبات البيئية.

ويجب على الصين أن تتبع بثبات طريق الابتكار المستقل ذي الخصائص الصينية. وفي عام 2016، أطلقت الصين بنجاح أول قمر صناعي في العالم لتجارب علوم الكم، وحققت اتصالا كميا بين القمر الصناعي والأرض لأول مرة في التاريخ.

وفي عام 2017، تم استخدام خط اتصالات كمي بطول 2000 كيلومتر، ليصبح أول خط رئيسي آمن للاتصالات الكمية في العالم. ويربط الخط نقاط شبكة الاتصالات السرية الرئيسية للبلاد: مدن بكين وجينان وخفي وشانغهاي.

وتعد الصين الدولة الوحيدة في العالم التي حققت اختراقات كبيرة في الحوسبة الكمية الضوئية وفائقة التوصيل، ممثلة على التوالي بنموذجي الكومبيوتر “جيوتشانغ” و”تسوتشونغتشي 2″.

ويعد التلسكوب الراديوي الصيني “فاست” الذي يبلغ قطره 500 متر ويقع في مقاطعة قويتشو بجنوب غربي البلاد، أكبر تلسكوب لاسلكي أحادي الطبق في العالم في الوقت الحاضر.

وفي السنوات العشر الماضية، زادت استثمارات الصين في البحث والتطوير من 1.03 تريليون يوان في عام 2012 إلى 2.8 تريليون يوان (402 تريليون دولار أمريكي) في عام 2021، وارتفع تمويلها للبحوث الأساسية إلى 3.6 ضعف ما كان عليه قبل عقد من الزمن.

وارتفع عدد الشركات فائقة التقنية من 49 ألفا في عام 2012 إلى 330 ألفا في عام 2021. وتمتلك صناعة التقنيات الفائقة نطاقا أوسع وجودة أفضل وأساسا أقوى خلال العقد الماضي. وارتفع تصنيف مؤشر الابتكار العالمي للصين من المرتبة الـ34 في عام 2012 إلى المرتبة الـ11 في العام الماضي.