شبكة طريق الحرير الإخبارية/ CGTN/
تقول الحكمة العربية ..إن الصداقة شجرة جذورها الوفاء وأغصانها الوداد وثمارها الاتصال. قد يرجع عمر شجرة الصداقة الصينية العربية إلى ما قبل ألفي سنة، وحتى الآن تنمو وتزدهر حتي أصبحت شجرة شاهقة ومثمرة. من خلال التبادلات عبر الزمان والمكان، يتعامل الشعبان الصيني والعربي مع بعضهما البعض بكل الصدق والإخلاص. وحتى مع ظهور وباء “كوفيد- 19” لم يتوقف التعاون بين الجانبين، بل قاما بتنشيط التعاون في إطار “الحزام والطريق”، وتم إطلاق العديد من المشروعات الرئيسية بنجاح. كما اتخذت الصين والبلدان العربية معا إجراءات فعالة لمكافحة الوباء وتعزيز التعاون الثنائي في مجال الصحة، وهذا تجسيد حي للمصير المشترك بين الصين والدول العربية. من المؤكد أنه في عصر ما بعد الوباء، تحتاج الصين والدول العربية أكثر من أي وقت مضى إلى تعزيز التعاون بينهما.
مع تحسين الصين لتدابير الاستجابة لوباء كوفيد-19 وتعديل سياساتها للدخول والخروج، شهدت الصين ارتفاعاً ملحوظا في طلبات الدخول والخروج واستعادت الثقة في الاستهلاك السياحي بسرعة. حسبما أصدرته وزارة الثقافة والسياحة الصينية في 20 اليناير الجاري، ستستأنف الصين رحلات السفر الجماعي إلى 20 دولة اعتبارا من 6 فبراير، منها الإمارات ومصر.. وخلال عطلة عيد الربيع الذي نحتفل به هذه الفترة، من المتوقع أن تشهد الصين ما معدله أكثر من 600 ألف مسافر مغادر وقادم كل يوم. وقد أبدت العديد من الدول العالمية استعدادها لاستقبال عودة السياح الصينيين. أما داخل الصين، في ذروة سفر عيد الربيع التي تبلغ 40 يوما منذ 7 يناير الجاري، من المتوقع أن يصل إجمالي عدد رحلات الركاب إلى 2.1 مليار، وهو ضعف العام الماضي تقريبا أو زيادة بنسبة 70.3 في المائة مقارنة بعام 2019، وفقا لوزارة النقل الصينية. مع تحسن الوضع الوبائي في الصين وعودة الحياة والعمل إلى طبيعتهما، تنطلق الحيوية الاقتصادية والاجتماعية للصين بالكامل، ما يضخ مزيدًا من الثقة والقوة في الاقتصاد العالمي.
ومعرفة آراء وتحليلات بعض الخبراء والإعلاميين العرب عن هذه المواضيع، نظمت قناة سي جي تي إن العربية منتدى العلاقات الصينية العربية (الحلقة الثالثة) بعنوان: “الحفاظ على العلاقات المستقرة وطويلة الأمد في سبيل فتح صفحة جديدة”.
شارك في المنتدى كل من الدكتور ضياء حلمي، الأمين العام لغرفة التجارة المصرية الصينية، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، والدكتورة ايمان هريدي، مديرة البرامج الإنجليزية في تلفزيون فلسطين، والسيد أحمد بهاء الدين شعبان، الأمين العام للحزب الاشتراكي المصري، والدكتورة وي تشي رونغ، أستاذة بجامعة الدراسات الدولية ببكين، والسيد عبد القادر خليل، مدير التحرير لشبكة طريق الحرير الإخبارية الجزائرية، والدكتورة تمارا برّو، باحثة لبنانية في الشأن الصيني، والسيد حسن النحلة، نقيب عام المرشدين السياحيين السابق، وبحضور ضيوف أخرين، وتحت إشراف الإعلامية الصينية المتألقة في شبكة تلفزيون الصين الدولية وانغ مويي.
وخلال المنتدى عبر المشاركون في كلماتهم عن تقديرهم العميق للصين حكومة وشعبا وبقيادة الحزب الشيوعي الصيني ونواته الرئيس شي جين بينغ، للإجراءات الجبارة المبذولة في القضاء على جائحة كورونا، من أجل صحة وسلامة الشعب، والدور الكبير الذي بذلته الصين في تقديم يد العون لمختلف دول العالم وخاصة الدول العربية.
كما تطابقت وُجهات النظر حول جودة العلاقات العربية الصينية وخاصة مجالات التعاون بين الصين وكل من مصر وفلسطين ولبنان والجزائر.
ومن جانبه أعرب الأستاذ ضياء حِلمي عن تمنياته الطيبة للشعب الصيني بمناسبة السنة الصينية الجديدة.. مثنيا عن تميز العلاقات الاقتصادية والتجارية التي أساس وبداية التعاون بين مصر والصين، اللذان أبرما العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وبروتوكولات التعاون في إطار مبادرة “الحزام والطريق”، شملت مجالات: الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والتدريب والذكاء الاصطناعي، والصناعة. متطلعا إلى تطوير العلاقات الثنائية إلى مستوى أعلى في السنة الجديدة..
وفي مداخلة الدكتورة ايمان هريدي قدمت جملة من الاقتراحات القيمة لتعزيز التعاون الإعلامي الصيني العربي، مؤكدةً أن “ازدهار وتوطيد العلاقات الثنائية وبناء جسور الصداقة بين الصين والدول العربية هي مهمتنا الأساسيه باعتبارنا إعلاميين، ومن مهمتنا أيضا كسر احتكار المعلومات من الاتصال الغربي على وسائل الإعلام في العالم من خلال تعزيز التعاون بين وسائل الإعلام الصينية والعربية لإظهار الصورة الحقيقية للصين وللدول العربية إلى شعوب العالم”.
أما الدكتورة وي تشي رونغ وهي الأستاذة الجامعية التاي ساهمت في تدريب الآلاف من مواهب اللغة العربية للصين الذين يعملون الآن في مختلف المجالات ويساهمون في التعاون والتبادل بين الجانبين الصيني والعربي، فقد تناول تحليلاتها توقعات التنمية لاقتصاد الصين في العام الجديد. و هنأت الجميع بمناسبة عيد الربيع الصيني، مشيدة بأجواء الحيوية والدَفء التي تسود الصين خلال فترة عيد الربيع عام 2023، التي لم تشهدها منذ عام 2020، أي منذ تفشي الوباء.
وفي كلمة السيد أحمد بهاء قال: “إن مصر هي أول دولة افريقية وأول دولة عربية تقيم علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية، ويعتقد الكثيرون أن العلاقات المصرية الصينية تعد بمثابة حجر الأساس عند أي حديث حول إفريقيا والصين، وقبل أيام قد قام وزير الخارجية الصيني الجديد تشين قانغ جولته الافريقية لخمس دول افريقية ومنها مصر”، مما يؤكد عراقة العلاقات التاريخية الصينية المصرية.
ومن جانبه أثنى الاستاذ عبد القادر على تميز العلاقات الوطيدة بين الصين والدول العربية، معرجا عن مسيرة العلاقات الجزائرية الصينية الممتازة ودور الصين في إنشاء البنية التحتية في الجزائر وتنفيذ مشاريع ضخمة ستبقى خالدة تحكي عُمق الترابط والتناغم بين البلدين، متفائلا بأن عصر ما بعد الوباء سيعطي دفعا قويا لأواصر الصداقة والتعاون الثنائي مما يبشر بالمستقبل الواعد.
وفي حديث الدكتورة تمارا برّو ، التي ظلت تتابع أحدت التطورات في الصين وتطور العلاقات بين الصين والدول العربية، والعلاقات اللبنانية الصينية، مما يؤهلها للقب الخبيرة في الشؤون الصينية، عبرت عن سعادتها باستقبال أول فوج سياحي صيني في لبنان بعد ثلاث سنوات من الركود السياحي والاقتصادي بسبب جائحة كوفيد-19، متفائلة بعودة الحياة لطبيعتها ومتمنية زيارة قريبة للصين.
وبدوره أيضاً نوه الأستاذ حسن النحلة في كلمته بما تتمتع به مصر من موارد سياحية غنية جدا، فأصبحت أبرز الدول السياحية في العالم وتجتذب أعدادا كبيرة من السياح الصينيين، وخير مثال على ذلك استقبال مطار القاهرة الدولي يوم 20 يناير أول فوج سياحي صيني، بعد توقف استمر ثلاث سنوات منذ تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، إيذانا باستئناف السياحة الصينية إلى مصر. مما سيفتح آفاقا متجددة التبادلات السياحية بين الصين ومصر.
يقول مثل صيني قديم: “صداقة الأمم تكمن في العلاقة بين الشعب، والعلاقة بين الشعوب تكمن في تآلف قلوبهم”. مع فتح الصين أبوابها بشكل أوسع، أعتقد أنه سيصبح تبادل الأفراد بين الصين والدول العربية بشكل أوثق، والأمر الذي سيساهم في تعزيز المعرفة والتفاهم بين الشعوب ويعزز التنمية المستقرة للعلاقات الثنائية..
في بداية عام 2023، والآن هي أيضا رأس السنة الصينية الجديدة، تقف العلاقات الصينية- العربية على نقطة انطلاق تاريخية جديدة، فنتمنى أن تتطور العلاقات الصينية العربية إلى مستوى جديد في السنة الجديدة..
https://arabic.cgtn.com/news/2023-01-25/1618144139647643649/index.html