شبكة طريق الحرير الإخبارية/
تحسين الصين المستمر لاستراتيجيات كوفيد-19 ينقذ الأرواح والاقتصاد
تقرير من إعداد: فيحاء وانغ شين
أطلقت الحكومة الصينية سلسلة من الإجراءات المعدلة بناء على تطور الوضع الوبائي وهدف بكين من أجل مواءمة جهود مكافحة كوفيد بشكل أفضل مع التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وقامت الصين بتحويل استراتيجيتها الخاصة بالاستجابة لكوفيد-19 من التركيز على السيطرة على العدوى إلى التركيز على العلاج لوقاية الحالات الشديدة. وجاء هذا التحول بعد تراجع القدرة المرضية للفيروس.
وقال لورانس لوه، مدير مركز الحوكمة والاستدامة في جامعة سنغافورة الوطنية، إن إجراءات الوقاية من الوباء في الصين دُرست بعناية وتهدف إلى قيادة الصين إلى المرحلة التالية من التنمية والتقدم.
وحافظت الصين على مدى السنوات الثلاث الماضية على أدنى حد من الإصابات والوفيات بين جميع الدول الكبرى. ويشير ارتفاع متوسط العمر المتوقع خلال الوباء أيضا إلى نجاح الصين في مكافحة كوفيد.
وقال أشرف الشيحي، رئيس الجامعة المصرية الصينية وزير التعليم العالي السابق في مصر، إن الصين واجهت تفشي كوفيد-19 بشجاعة وتمكنت من إدارة المرض لمنع انتشار متحورات أكثر قوة وفتكا.
وقد وفرت إجراءات الصين الحاسمة وسريعة الاستجابة ضد كوفيد نافذة ثمينة من الوقت لتهيئة شعبها لمواجهة الفيروس. وخلال عملية احتواء الفيروس طوال الوباء، قامت الصين ببناء درع وتعزيزه ضد الفيروس المستعر. وفي عام 2021 وحده، أنشأت الصين 8013 مؤسسة طبية إضافية، ورفعت عدد أسرة المستشفيات بمقدار 348 ألفا، ودربت 508 آلاف عامل صحي.
وقد ساعدت تدابير الحماية والسيطرة، التي تم تبنيها بعد تفشي جائحة كوفيد-19 في أوائل عام 2020، على تقليل حالات الإصابة والوفاة، وفقا لما قاله هوانغ يان تشونغ، الباحث البارز في الصحة العالمية بمجلس العلاقات الخارجية ومقره نيويورك.
وقال إيمري نزيراباتينيا، خبير العلاقات الدولية في رواندا، إن استراتيجية استجابة الصين لكوفيد-19 قد آتت ثمارها بلا شك منذ بداية الوباء في عام 2020، مضيفا أن الاقتصاد الصيني حافظ على مرونته وسط الوباء.
وأشار نزيراباتينيا إلى أن التقدم الاقتصادي المطرد الذي حققته الصين على مدى السنوات الثلاث الماضية قدم دعامة قوية للاقتصاد العالمي.
وتوقع مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي السنوي الذي عقد في بكين الأسبوع الماضي أن يشهد الأداء الاقتصادي للصين في عام 2023 انتعاشا شاملا.
وقال الخبراء إن استراتيجية البلاد المحسنة بشأن كوفيد-19 ستوفر دفعة معززة تشتد الحاجة إليها للاقتصادين الصيني والعالمي على حد سواء.
وقامت مؤسسات تحليلية عالمية مثل “مورغان ستانلي” و”يو أس بي غلوبال ويلث مانجمينت” برفع توقعاتها للنمو الاقتصادي الصيني في عام 2023 إلى 5 في المائة أو أعلى.
وقال لوكا باوليني، كبير الاستراتيجيين في مؤسسة “بيكتيت” لإدارة الأصول “نعتقد أن الاقتصاد الصيني سيتحسن في عام 2023. نعتقد أنه من الممكن تحقيق معدل نمو مقداره 5 في المائة بفضل إعادة فتح الاقتصاد”.
وأضاف “أعتقد أنه سيكون هناك الكثير من الطلب المكبوت الذي سيدفع الاستهلاك إلى أعلى، وستكون هذه دفعة كبيرة ليس فقط للاقتصاد الصيني ولكن أيضا للاقتصاد العالمي بشكل عام”.
وقال كافينس أدير، الباحث في العلاقات الدولية في كينيا، إن كل المؤشرات الموجودة تشير إلى أن النمو الاقتصادي الصيني سيكون في اتجاه تصاعدي في العام المقبل، متوقعا أن تسهم بكين كثيرا في الانتعاش الاقتصادي العالمي العام المقبل.
وقالت آنا ماليندوغ-أوي، نائبة رئيس معهد آسيان سينشري للدراسات الاستراتيجية في الفلبين ومقره مانيلا، إن فتح السوق والاقتصاد الصيني على العالم من شأنه أن يعيد تنشيط سلاسل التصنيع والإمداد العالمية، مضيفة أن الاقتصاد الصيني سيشهد على الأرجح انتعاشا قويا ومسارا تصاعديا، مما يعود بالفائدة على العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم.