إن عام 2022 هو عام آسيا في الرياضات العالمية، كانت دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بيجينغ التي أقيمت في بداية العام تجذب أنظار العالم، وما زالت الذاكرات لها حية. وفي نهاية العام الجاري، ستقام بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر. هذه أول المرة لإقامة بطولة كأس العالم في الشرق الأوسط وفي فصل الشتاء في نصف الأرض الشمالي، وهي أول المرة لمشاركة 6 منتخبات آسيوية فيها وإنفاق أكثر من 10 مليارات دولار أمريكي لإقامتها من قبل البلد المضيف، وهي أول المرة لترتيب حكمات للمباريات في تاريخ بطولة كأس العالم. رغم أن غيوم جائحة فيروس كورونا المستجد لا تزال تخيم على العالم، والأزمة الأوكرانية لا تزال تشهد اضطرابات وتعقيدات، إلا أن مئات الملايين من مشجعي كرة القدم يتطلعون إلى هذا الكرنفال وأطلقوا العد التنازلي له. كما تتطلع شعوب العالم إلى تبديد الغيوم التي تواجه العالم حاليا واستقبال أفق كسر الجليد من خلال إحياء روح كرة القدم المتمثلة في التضامن والكفاح وعدم الاستسلام.
على الرغم أن المنتخب الصيني لم يتمكن من المشاركة في مباريات كأس العالم، لكن الصين كأخ عزيز وصديق حميم لقطر وغيرها من الدول العربية، تحرص على مساندة أصدقائها لإنجاز مهماتهم، وهي تدعم قطر بشكل كامل في استضافة هذه الدورة لبطولة كأس العالم التي تسجل أرقاما قياسية في مختلف المجالات.
الصين تضفي بهجة وروعة على مونديال قطر بتمنياتها الخالصة
قبيل انطلاق بطولة كأس العالم، وصل زوجا الباندا الصينيان المحبوبان “جينغ جينغ” و”سي هاي” إلى قطر بعد قطع مسافة بعيدة، مما أطلق رحلتهما الممتعة في خارج البلاد. إنه أول المرة للتعاون بين الصين ودولة الشرق الأوسط في مجال البحوث لحماية الباندا. وأطلق الجانب القطري اسميين عربيين “سهيل” و”ثريا” وهما اسمان من أسماء النجوم — على”جينغ جينغ” و”سي هاي”، وأنفق مبالغ ضخمة لبناء بيت الباندا الفاخر لهما. وذلك يتيح الفرصة للمشجعين من مختلف البلدان لزيارة الباندا العملاق الذي يعتبر كنزا وطنيا للصين أثناء مشاهدتهم للمباريات، وسيشعرون أيضا بـ “أعلى درجة من التمينات” الصينية بنجاح قطر في استضافة بطولة كأس العالم.
الصين تقدم مساهمة لمونديال قطر باستثمارها العملي
قدم البناء الصيني والصناعة الصينية “الدعم الصيني” الموثوق به لمونديال قطر، من بناء الاستاد الرئيسي ملعب لوسيل الذي يتسع لـ 90 ألف متفرج، إلى شبكة الاتصالات التي تضمن سلاسة استخدام التواصل الاجتماعي للمشجعين في أي وقت، من المنتجات المتعلقة بتميمة مونديال وأزياء نجوم كرة القدم، إلى الحافلات الكهربائية التي تنقل المتفرجين. وأصبحت الشركات الصينية مثل واندا وهيسنس أكبر رعاة لمونديال قطر، تجاوزا للشركات العملاقة مثل كوكا كولا وماكدونالدز وبدويايزر. بالإضافة إلى ذلك، هناك عدد كبير من المهندسين والفنيين الصينيين الذين يساهمون داخل ملاعب المباريات وخارجها لضمان إقامة المباريات بسلاسة. إذ أن العوامل الصينية تقدم مساهمات لبطولة كأس العالم من نواحي مختلفة.
الصين تهيئ بيئة جيدة لمونديال قطر بمبادراتها ذات الرؤية الثاقبة والمستنيرة
لا تستغني بطولة كأس العالم عن بيئة دولية سلمية ومستقرة. عندما يواجه عنوان العصر المتمثل في السلام والتنمية تحديات خطيرة، طرح الرئيس شي جينبينغ مبادرة الأمن العالمي التي تهدف إلى العمل مع جميع الدول لتكريس روح ميثاق الأمم المتحدة، والتمسك بمفهوم الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام والدعوة إلى تسوية الصراعات عبر الحوار وتسوية النزاعات عبر التشاور والعمل سويا على الحفاظ على السلام والأمن العالميين. تحتاج بطولة كأس العالم إلى بيئة إقليمية يسودها الأمن والوئام. من أجل تخفيف التوترات في المنطقة، طرح مستشار الدولة وزير الخارجية وانغ يي مبادرة بشأن إقامة منصة الحوار المتعدد الأطراف في منطقة الخليج، بغية إدارة الأزمات والسيطرة عليها عبر التشاور الجماعي، ومعالجة الهموم لكافة الأطراف عبر الحوار المتساوي، والعمل سويا على تعزيز السلام والاستقرار والتنمية والازدهار في المنطقة. من الممكن أن نقول إن الحلول والحكمة الصينية لعبت دورا لا غنى عنه في إنجاح هذا الكرنفال لمشجعي كرة القدم من أنحاء العالم.
تم استلهام تصميم تميمة مونديال قطر “لعيب” من شكل الشماغ العربي التقليدي، وأطلق المشجعون الصينيون عليه لقبا صينيا لطيفا – “عجين جياوزو الطائر”. يجسد هذا اللقب المحلي قبول الشعب الصيني للثقافات الأجنبية، كما يعكس التطلعات إلى لم الشمل والجمال في الثقافة الصينية التقليدية. لذلك، أي نوع من التمائم، سواء كان الشماغ العربي أو عجين جياوزو الصيني، طالما أنه يجسد روح التضامن والتعاون والتسامح، فيمكنه استيعاب أقدم وأعمق حكمة للبشرية، ودمج أعمق المشاعر للإنسان في العالم، وتوفير الثقة والقوة للبشرية في المضي قدما بشجاعة في وجه التحديات العديدة.