شبكة طريق الحرير الإخبارية/
الصهاينة يرتعدون من الكوريين.. (3)
بقلم: الأكاديمي مروان سوداح
الكوريون قاتلوا بشهامة وشجاعة منقطعة النظير على الجبهة السورية، فبهم وبأيديهم وعقولهم الذكية وشهامتهم، تبّدل اسم الجيش الصهيوني حينها إلى جيش الإنهزامية الصهيونية. كان صراع هؤلاء الكوريون الشجعان مع العدو، على الجبهة السورية، مشابهاً لنزالهم على الجبهة المصرية في عام 1973، فقد أبلوا بلاءً ممتازاً في التصدي للنازية والإغتصابية الإسراصهيونية، التي اعتقدت لوهلة حين كان أزلامها يحتسون الويسكي والفودكا والنبيذ المُصَنَّع لهم مجاناً، أنها ستتمكن وبكل سهولة من سلب الأرض العربية وشعبها. إلا أن المقاتل العربي وشقيقه الكوري الذين اصطفوا كتفاً إلى كتف شقائقي، لقنوا العدو وأشياعه مِن الذين يختبئون خلفه، دروساً قاسية في مختلف ميادين الوغى، وأرغموهم على الهروب إلى الملاجئ باكين ومولولين.
في حرب تشرين 1973 التحريرية، توثّق التعاون الكوري العربي السوري بصورة أعمق مِمَّا كان عليه قبل ذلك، ووفقاً للمراجع، أرسلت كوريا الديمقراطية نحواً من 530 عسكرياً من قواتها للجبهة السورية، بينهم طيارون، وقائدو دبابات، وأفراد يعملون على الصواريخ. أيامها، نقل الإعلام السوري والشرقي والغربي عن الرئيس حافظ الأسد قوله: “الحكومة السورية ستواصل كالمعتاد دعمها الكامل لكل سياسات وإجراءات القيادة الكورية الشمالية، وتُعَزِّز وتطوِّر بثبات علاقات الصداقة معها”. كما نقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية عن الرئيس الأسد تصريحاته التي أعلن فيها التالي: “العالم يُرحِّب بالأنشطة المهمة في شبه الجزيرة الكورية، والتي قام بها في الآونة الأخيرة السياسي الفذ والقائد الحكيم كيم جونغ وون”. وأضاف: “أنا على يقين بأنه سيحقق النصر في النهاية وينجح في إعادة توحيد كوريا”..
وتخليداً لمآثر الطيارين والمقاتلين الكوريين، تم بعد حرب أكتوبر مباشرة، بناء مقبرة خاصةً بالشهداء الكوريين في دمشق، يزورها المواطن والمسؤول من السوريين العسكريين والمدنيين، وإضافة إلى ممثلين عن شتى منظمات وجهات المجتمع المدني، ويضعون أكاليل الزهور على أضرحة الشهداء الكوريين فيها، عُرف منهم الرائد الطيار “جن جي خي”، و “النقيب الطيار لي جو نغ سول”، اللذين ارتقيا في سماء دمشق خلال حرب تشرين التحريرية.
الخبير الأمريكي، جاي سولومون، سرد في تقريره بعنوان “حرب الظل بين كوريا الشمالية و”إسرائيل”، تفاصيل ما رأى أنها حرب خفية جرت منذ الستينيات بين كوريا الشمالية وإسرائيل، مُعرِّجاً كما يَدَّعي، على محاولات سرية فاشلة قامت بها تل أبيب لاستمالة كوريا الشمالية إلى جانبها. ولكن أزلام الصهيونية لم يفلحوا بمساعيهم هذه، ولن يفلحوا بها إلى أبد الدهور..
لا بد من التأكيد، بأنه وفي تواريخ مختلفة، ساعد طيّارو المقاتلات الحربية من كوريا الشمالية القوات الجوية العربية السورية خلال صراعاتها التاريخية مع “إسرائيل”، بما فيها حرب الأيام الستة، عام 1967، وحرب أكتوبر عام 1973. كما أرسلت بيونغ يانغ طواقم دبّابات وفنّيين متخصصين بالصواريخ إلى سوريا لدعم الاستقلالية السورية بمواجهة التوسع الصهيوني. وفي عام 2007، إضطر مون شونغ إين، كبير مستشاري رئيس كوريا الجنوبية للاعتراف بالتالي: “ينظر الشمال إلى “إسرائيل” على أنها دولة غازية، وكان مُستعدّاً لدعم التحرّك العسكري للعرب المشجِّع على تحرير فلسطين”. وأضاف: “تمّ تعزيز التضامن بين كوريا الشمالية والعرب من خلال الحفاظ على العلاقات الأمنية التي تتخطى الخطاب الدبلوماسي بكثير”. وبهذا، فإن العدو الدولي والمُحْتَل والعدواني يعترف علناً بأهمية التضامن العربي الكوري – الزوتشي في مختلف الفضاءات، وشدِّه آزرنا كعرب في مواجهة التوسعية الأجنبية والإحلالية بمختلف وجوهها وأرديتها المُهلهَلة والكالحة التي تحترق في هاوية لهيب “جي هنوم” أبدية.