نصبت بساحة الجامع الكبير في الجزائر العاصمة مجسمات صغيرة من تصميم فنانين تشكيليين، تجسد معالم مختلف عواصم ومدن الدول الـ 22 المشاركة في اشغال القمة العربية وذلك بهدف إبراز المظهر الجمالي للعاصمة التي تستعد لاحتضان هذا الموعد الهام.
تستعد الجزائر العاصمة لاستقبال أشغال القمة العربية، المزمع تنظيمها يومي 1 و2 نوفمبر المقبل، تزامنا وإحياء الجزائر للذكرى 68 لثورة التحرير الوطنية.. وتشهد في هذا السياق، تحضيرات عديدة في مجال أشغال الصيانة والتهيئة والتنظيف والتزيين، من قبل مختلف المؤسسات الولائية، التي تعمل على قدم وساق وتسارع الزمن لإتمام المهام الموكلة إليها على أكمل وجه قبل حلول الموعد الرسمي.
ولاحظ الجزائريون، على اختلافهم، تغيّر وجه العاصمة التي ارتدت حلّة جديدة وتزينت بما يليق بها وبمكانتها بين الدول لاستقبال ضيوفها العرب، حيث تمّ تجسيد تحف مميزة لكل بلد على مستوى ساحة جامع الجزائر ضمن مجسّمات فنية مصغّرة، لمعالم مختلف عواصم ومدن الدول المشاركة في القمة، كما حضرت برامج ثرية.
ولفت انتباه المارّة بالطريق المقابل للساحة، اكتمال تشييد المجسّمات المصغّرة لعدّة عوالم عربية، على غرار مسجد قبة الصخرة في القدس، وأهرامات الجيزة في مصر، وأبراج الكويت، وبرج العرب في الإمارات.
وإلى ذلك، استفادت بعض طرقات العاصمة الرئيسية والسريعة من التعبيد وتجديد الأرصفة وبعض الإشارات ومصابيح الإنارة، كما تم إعادة دهن الجسور والجدران والمساحات المقابلة، بالإضافة إلى الإنارة الفنية الرائعة على الجسور وبعض المرافق المحاذية، ما أعطى لمسة جذّابة أبهرت كل من رآها، وزادها جمالا رايات الدول العربية التي نصبت على حواف الطرقات بألوانها الجذابة والزاهية.
وإلى ذلك، تم الاعتناء بجانب البستنة والخضرة، حيث حرص عمال المؤسسة الموكلة إليها هذه المهمة على سقي المساحات الخضراء وغرس نباتات وشجيرات أخرى في مختلف الفضاءات المؤهلة للبستنة حتى على شريط الطرقات التي اصطفت على حوافها مزهريات كبيرة الحجم بألوان زاهية وأزهار جميلة، كما تم تقليم وتسوية الحشائش في مختلف المساحات، ورفع الرّكام والقاذورات من مواقع عديدة لطالما شوّهت الوجه العام للمحيط.
ويأتي هذا العمل الحثيث والاستعداد تنفيذا لتعليمات وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية المتعلقة برفع وتيرة التكفل بمحور التهيئة الحضرية وإعطاء كل الأولوية للمظهر الجمالي للعاصمة، تأهبا لاستقبال الوفود العربية المشاركة في القمة العربية.
بدوره، أشرف والي العاصمة على اجتماع اللجنة الفرعية المكلفة بتنشيط وتزيين مدينة الجزائر، في إطار التحضيرات الجارية لاحتضان الجزائر للقمة القادمة لجامعة الدول العربية، منوها بالأهمية الكبيرة لحدث بحجم قمة الدول العربية، حيث قدّم تعليمات صارمة بضرورة الإسراع للانتهاء من أشغال تهيئة الواجهة البحرية، والبنايات العتيقة والعمارات القديمة في قلب العاصمة، مع تكثيف عمليات التنظيف، التهيئة وتنقية المحيط، وكذا العناية بالجانب الجمالي للمساحات الخضراء والمسالك الرسمية، ومواصلة عمليات التزيين بالإنارة العمومية والإضاءة الفنية للبنايات والمنشآت، دون إغفال إصلاح الأرصفة وتزفيت الطرقات وإعادة تهيئتها والحرص على التنسيق بين مختلف المؤسسات العمومية الولائية، ومصالح الدوائر الوزارية من أعضاء اللجنة الفرعية، وكل مديري المؤسسات الثقافية والمتاحف والمواقع الأثرية وجميع المتدخلين في هذا الملف.
كل هذه المجهودات والعمل الحثيث شكّل محور اهتمام وحديث العديد من المواطنين في كل مكان وشكّل مادة دسمة على مواقع التواصل الاجتماعي أين تمّ تداول الوجه الجديد لعديد الأحياء والشوارع خاصة في قلب العاصمة على نطاق واسع. وحصدت تلك المنشورات كمّا هائلا من الإعجابات والتعليقات والمشاركات، حيث ثمّن الجميع هذا النوع من الاهتمام بتحسين المظهر الخارجي لعاصمة البلاد، وتمنوا دوام التجربة وتكرارها لتشمل مختلف المدن والولايات، داعين المواطنين إلى ضرورة الحفاظ عليها والاعتناء بها، بما يشرف الجزائري ويعكس مكانتها الإقليمية والعربية.
*المصدر: وأج/الشروق أونلاين.