شبكة طريق الحرير الإخبارية/
بقلم: الدكتورة كريمة الحفناوي*
*عضو في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتَّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين.
ـ مراجعة: الأكاديمي مروان سوداح، الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتَّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين.
ـ الناشر: “شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية”، إحدى وسائل الإعلام العربية الناطقة باسم الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتَّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين.
اعتبَر عدد من المحللين السياسيين في العالم أن ماقامت به روسيا خلال الأيام السابقة (من إجراء استفتاء في مناطق دونتيسك ولوغانسك وزابوروجيا وخيرسون) – وكانت نتيجته اختيارالمواطنين الذين يقطنون هذه المناطق، الانفصال عن أوكرانيا، والإنضمام لروسيا – يُعتبر بداية لتدشين عالم جديد، يتصدره القطب الروسي.
ولقد أشرتُ في مقال سابق تحت عنوان “الشتاء القادم وأزمة الطاقة والغذاء” بأن هيمنة الرأسمالية المتوحشة المعسكرة الأمريكية كقطب واحد، كان من تداعياته اتساع الفجوة االتنموية بين دول الشمال ودول الجنوب، بل واتساع الفجوة الطبقية داخل الدولة الواحدة بشكل كبير يهدد الإنسانية، ويهدد استقرار المجتمع الدولي، كما أشرت إلى صعود روسيا كقطب إستراتيجي عسكري وصعود الصين كقطب اقتصادي وعسكري، وأننا في نهايات الرأسمالية الاستعمارية الجديدة.
قال الرئيس الروسي بوتين في خطابه نهاية الأسبوع الماضي “اعتباراً من اليوم فإن المناطق التي صوتت بالانضمام إلى روسيا أصبحت الآن جزءاً لا يتجزأ من روسيا، والمواطنون فيها مواطنون روس وسندافع عنهم، ويجب على نظام كييف احترام خيار الملايين، وسنعمل على تعزيز الأمن في المناطق الجديدة المنضمة لبلادنا.”
وفي الوقت الذي هدد فيه الرئيس الروسي كل مَن يقوم بأي إعتداء على أراضي روسيا، صرح الرئيس الأمريكي جو بايدن في كلمة ألقاها في البيت الأبيض، في يوم السبت 1 أكتوبر، بأن أمريكا وحلفاءها لن يعترفوا بضم المقاطعات الأربعة لروسيا، ولن يخيفهم تهديد الرئيس بوتين، وحذر من شن هجوم على أيٍّ من دول حلف الناتو، متعهداً بالدفاع أي شبر من أراضي الحلف.
ويتزامن خطاب بوتين مع إصرار الولايات المتحدة الأمريكية (في محاولة لبقائها كقطب واحد مسيطر على ثروات العالم) على التصعيد من جانبها هي وحلف الناتو على مد أوكرانيا بالأسلحة المتطورة، ورصد مزيد من مليارات الدولارات لمساعدتها.
كما يتزامن الخطاب مع زيادة الاحتجاجات والتظاهرات والإضرابات في عدد من البلدان الأوروبية (منها فرنسا وبريطانيا والتشيك)، في بعض المطارات بجانب خطوط السكك الحديدية احتجاجاً على الغلاء، وارتفاع أسعار الطاقة، مع اقتراب دخول الشتاء، وعلى القفزة في أسعار وحدات الغاز والكهرباء، والتي ستؤدي لارتفاع الفواتير، وعلى فوضى سوق المال، وارتفاع معدلات الرهن العقاري. كما يتظاهرون احتجاجا على تفاقم الأزمة الاقتصادية التي نتجت عن الحرب الروسية الأوكرانية وعن فرض العقوبات الأمريكية والأوروبية على روسيا.
واستمراراً للأزمة الاقتصادية التي تجتاح العالم، حذر تقرير لوكالة رويترز للأنباء صادر في نهاية شهر سبتمبر 2022، من حدوث أزمة اقتصادية كبرى لم يشهد العالم لها مثيلاً منذ الأزمة الأسيوية عام 1997، وكشف التقرير عن أن الدولار حقق بعض المكاسب في الربع الثالث من العام الجاري 2022 نتيجة لاتباع أمريكا لزيادة الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي لكبح التضخم وذلك في مقابل انخفاض اليورو وتحقيق خسارة تصل ل 13,8%، في نفس المدة، كما انخفض سعر الجنية الاسترليني بنحو 8,3% في نفس الفترة، مما يؤثر على سعر العملات في كل دول العالم.
مِمَّا سبق يتضح أننا في حاجة إلى سعي الدول لحل الأزمات والصراعات المحتدمة بالطرق السلمية من أجل السلام والنمو والرخاء، ومن أجل أن يتفرغ العالم لمواجهة التحديات الخاصة بالتغير المناخي في المرحلة القادمة.