إذاعة الصين الدولية أونلاين*
ان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو رائدا مناهضا للصين منذ توليه منصبه في الحكومة الأمريكية، وبعد اندلاع وباء الالتهاب الرئوي الناتج عن فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، لم يفوت بوبميو هذه الفرصة النادرة لتشويه سمعة الصين، وأصبح مشغولا بنشر أكاذيب ضد الحكومة الصينية، حيث استخدم مرارا وبشكل علني مصطلح “فيروس ووهان”، ووصف الحزب الشيوعي الصيني والنظام السياسي الصيني بالمُهَدِد لهذا العصر، فضلا عن محاولة إدراج مصطلح “فيروس ووهان” ضمن بيان مشترك لوزراء خارجية مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى الذين عقدوا اجتماعا خاصا لبحث سبل مواجهة الوباء في هذا الأسبوع عبر الفيديو.
تعتبر التصريحات المملوءة بأفكار الحرب الباردة والتحيز الايديولوجي التي أدلى بها بومبيو في مختلف المناسبات عقبات كبيرة تعرقل جهود المجتمع الدولي في تعزيز التعاون لمكافحة كوفيد-19.
وفي الحقيقة أن وضع انتشار الوباء في الولايات المتحدة يشهد تدهورا مستمرابينما ينشغل بومبيو بتوجيه أصابع الإتهام إلى الصين حول إجراءات الوقاية من المرض المعدي والسيطرة عليه، إذ أعلن مركز علوم وهندسة النظم في جامعة جونز هوبكنز الأمريكية عن أكثر من 2000 حالة وفاة بكوفيد-19، وحتى الساعة 6:40 من مساء يوم السبت (28 مارس) بالتوقيت المحلي (2240 بتوقيت غرينتش)، فإن هناك أكثر من 121 ألف إصابة مؤكدة في الولايات المتحدة، مع تسجيل 2010 وفيات، بحسب خريطة تفاعلية يحدثها المركز. كما توقعت منظمة الصحة العالمية أن الولايات المتحدة صارت مركز تفشي الوباء في العالم.
ويرى البعض أن القادة الأمريكيين قد بدؤوا تغيير مواقفهم في مواجهة الوباء، وتحولوا إلى المشاركة في مجال التعاون الدولي في هذا الصدد. وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الصيني شي جين بينغ مؤخرا إنه سيراقب شخصيا عملية التعاون الأمريكي الصيني للحد من انتشار الفيروس وتجنب أي قيود أو عراقيل أمام العملية من أجل ضمان تركيز الجانبين جهودهما على احتواء تفشي الوباء.
لكن للأسف أن بومبيو لم يدرك تغير موقف إدارة ترامب جيدا، بل أصر على وضع عقبات للتعاون الثنائي في مكافحة الفيروس.
ويرى بعض خبراء الدراسات الدولية أن لتصريحات بومبيو المناهضة للصين دوافع سياسية خفية، مشيرين إلى أنه مناهض سياسي قوي ضد الصين لتلبية احتياجات مجموعات المصالح الخاصة داخل البلاد، في محاولة الحصول على المزيد من رأس المال السياسي في سبيل الارتقاء بمنصبه إلى مستوى أعلى في المستقبل.
وكشفت وسائل الإعلام الأمريكية أنه في نوفمبر من العام الماضي، أشار بومبيو لثلاثة مشرعين جمهوريين إلى أنه على استعداد للتنحي من منصب وزير الخارجية والترشح لمجلس الشيوخ في كانساس. ويقول محللون إنه يسعى إلى “عرش رئاسي”. من الواضح أن السبب الذي جعل بومبيو يهاجم الصين مرارًا وتكرارًا بعد تفشي مرض كوفيد-19 هو محاولة كسب رأس مال سياسي من أجل تحقيق طموحاته السياسية.
في الوقت الحاضر، يتزايد المرض على الصعيد العالمي. وأصدرت القمة الخاصة لقادة مجموعة العشرين مؤخرا بياناً اوضح أن “المهمة الأكثر إلحاحًا في الوقت الحاضر هي التعامل مع المرض وتأثيراته المعقدة على الصحة والمجتمع والاقتصاد.” في هذه اللحظة الحرجة التي تكون فيها الحاجة ماسة إلى توافق في الآراء، فإن تصميم بومبيو على خلق معارضة سياسية يتنافى مع الاتجاهات الدولية.علق المراقبون بأن بومبيو يفاقم من العزلة العالمية للولايات المتحدة، ويجعل من الصعب على الولايات المتحدة مكافحة كوفيد-19.
وفقا لمجلة السياسة الخارجية الأمريكية، بسبب الحاجة الملحة إلى الإمدادات الطبية المختلفة، أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تعليمات لكبار دبلوماسييها بالضغط على بعض الحكومات والشركات الأجنبية لزيادة إنتاجها وتصدير معدات الحماية الطبية إلى الولايات المتحدة. ولكن، المساعدة التي يقدمها المجتمع الدولي للولايات المتحدة تبنى على الروح الإنسانية والمخاوف والتعاطف من أجل سلامة أرواح الشعب الأمريكي، ولا تخضع بأي حال من الأحوال لقمع واضطهاد بعض السياسيين. وإذا ركز بومبيو على التعاون الدولي لمكافحة الوباء، فلن يكون الوضع في الولايات المتحدة لمكافحة كوفيد-19 صعبًا للغاية هكذا.
في الوقت الحاضر، يعد الوضع في الولايات المتحدة ، التي تدخل “فترة كارثة كبرى”، عاجلا ، وإذا سمح لبومبيو أن يسعى لمصالح سياسية شخصية واختطاف المجتمع الأمريكي والمصالح العامة، فإن الولايات المتحدة ستدفع ثمناً باهظاً لذلك