فتحت مقاطعة هيلونغجيانغ بشمال شرقي الصين، إحدى القواعد الصناعية التقليدية للبلاد، مسارا جديدا للتنمية خلال العقد الماضي من خلال تحديث الزراعة وتحسين بيئة الأعمال وتعزيز التكنولوجيا الفائقة والصناعات الإستراتيجية الناشئة والسعي لتحقيق تنمية اقتصادية عالية الجودة.
خلال السنوات العشر الماضية، قام الرئيس الصيني شي جين بينغ بزيارتين إلى المقاطعة لتفقد الأراضي الزراعية، وأظهر اهتماما بالأمن الغذائي وإنتاج الحبوب في المقاطعة، التي غالبا ما يشار إليها باسم “سلة الخبز” في الصين.
وخلال زياراته، شدد شي على الحاجة إلى الابتكار في الإنتاج الغذائي من خلال تحسين استخدام التقنيات وتنفيذ السياسات الداعمة وتشجيع المزارعين على التمسك بعملهم لزيادة دخلهم.
ونفذت المقاطعة إستراتيجية زراعية مستدامة من خلال دعم التطبيقات المبتكرة للتقنيات الزراعية لزيادة إنتاجية الأراضي الزراعية، وتشجيع إنشاء أنواع جديدة من التعاونيات الزراعية والمزارع العائلية لتعزيز التنمية الفعالة للزراعة الحديثة.
وتعد محافظة فانغتشنغ بالمقاطعة واحدة من أولى المحافظات في الصين في تجربة نظام جديد لحقوق إدارة الأراضي يسمح للمزارعين بتوسيع عملياتهم والاستفادة الكاملة من التقنيات والآلات الجديدة.
وقالت يانغ قوي شيا، مديرة المحطة المحلية للخدمات الاقتصادية الريفية “تظهر هذه الخريطة لإحدى القرى المحلية في عام 2012 أن جزءا كبيرا من الأراضي الزراعية كانت غير متصلة. وبعد تطبيق النظام الجديد، حققنا تقدما كبيرا في بناء الأراضي الزراعية رفيعة المستوى. وفي الوقت الحاضر، تمتلك المحافظة 36.9 ألف هكتار من الأراضي الزراعية رفيعة المستوى، بزيادة قدرها 46 ضعفا عن عام 2012”.
بنهاية العام الماضي، تم إنشاء 156.7 ألف شركة زراعية حديثة في مقاطعة هيلونغجيانغ، ويبلغ معدل ميكنة الزراعة والحصاد 98%، بزيادة 6.33 نقطة مئوية عن عام 2012. وسجل إنتاج الحبوب بالمقاطعة رقما قياسيا جديدا بلغ نحو 78.7 مليون طن خلال العام الماضي، بزيادة قدرها 12.7 مليون طن عن عام 2012، وظل أكثر من 75 مليون طن لأربع سنوات متتالية.
وخلال زيارته للمقاطعة في عام 2016، وجه شي اهتمامه إلى الصناعة، وشدد على الحاجة إلى ترقية كبيرة للهيكل الصناعي والإنتاجية، وحث المقاطعة على ترقية الصناعات التقليدية وتنمية الصناعات الناشئة.
وتعد شركة هاربين لصناعة الطائرات بالمقاطعة واحدة من شركات الصناعات التقليدية التي سعت إلى تطوير عملياتها، وتعد المروحية AC352 التي تم إطلاقها مؤخرا مثالا ناجحا على جهود التحديث التي قامت بها الشركة. كما تتبع شركة محلية أخرى مسارا ناجحا للتحديث، حيث وضعت وعاء الضغط بالمفاعل النووي “هوالونغ 1” قيد التشغيل التجاري.
ومن خلال تطوير أول وحدة مولد للتوربينات المائية في العالم بسعة مركبة تبلغ مليون كيلوواط في محطة بايخهتان للطاقة الكهرومائية بجنوب غربي الصين، تضع شركة هاربين للكهرباء معايير عالمية جديدة لهذه التقنيات، مما يجعلها رائدة في هذا المجال على المستوى العالمي.
وقال تشين دا تشينغ، نائب رئيس المهندسين بالشركة “استثمرنا نحو 15 مليار يوان (2.16 مليار دولار أمريكي)، وحققنا تقدما كبيرا في هذه التقنيات من خلال تشكيل فرق البحث والتطوير. ونتيجة لذلك، نمت سوق تصدير المعدات المتقدمة للشركة من نحو 40 دولة قبل 10 سنوات إلى أكثر من 60 دولة الآن”.
ارتفع عدد الشركات فائقة التقنيات في مقاطعة هيلونغجيانغ من 554 في عام 2012 إلى 2738. وتقدم الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تطبق تقنيات متقدمة لإنتاج منتجات مبتكرة في المقاطعة، مساهمة كبيرة في المشاريع الكبرى مثل استكشاف القمر والمريخ والغواصات المأهولة في أعماق البحار.
وخلال العقد الماضي، بلغ عدد الشركات الصناعية التي تجاوزت إيرادات مبيعاتها السنوية 20 مليون يوان (2.89 مليون دولار أمريكي) في المقاطعة 4272. وخلال العام الماضي، تجاوزت قيمة إنتاج هذه الشركات تريليون يوان (144 مليار دولار). وارتفع العدد الإجمالي لكيانات السوق في المقاطعة من 866 ألفا في عام 2012 إلى 3.02 مليون الآن.
وقالت قوان ينغ مين، نائبة مدير مكتب الصناعة وتكنولوجيا المعلومات بالمقاطعة “سنسعى إلى تنمية الاقتصاد الرقمي والصناعات الناشئة الأخرى لخلق محرك جديد للتنمية الاقتصادية. وسنبذل جهودا لترقية الصناعات التقليدية المميزة، وتسريع بناء نظام صناعي حديث، ورسم مسار جديد للتنمية المبتكرة للقواعد الصناعية التقليدية، وتحقيق النهضة الشاملة للمقاطعة”.