شبكة طريق الحرير الإخبارية/
القرية الصينية وأهميتها في ثغر الأردن الباسم
بقلم: طارق قديس*
*شاعر وكاتب أردني معروف، وعضو قيادي متقدّم في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين – الأردن.
**تدقيق ألاكاديمي مروان سوداح رئيس الاتحاد الدولي.
لا يكادُ بيت في المملكة الأردنية الهاشمية، وعلى مدار عقود طويلة، يخلو من منتج صيني يشغلُ إحدى جنباته. ولعل هذا لم يأتِ من فراغ، وإنما من عمق العلاقات الصينية – الأردنية التي تم توطيدها بين البلدين مما عزز من وجود مشاريع بارزة لجمهورية الصين الشعبية على الصعيد التجاري والاقتصادي، وفي مختلف مناطق المملكة، فليست العاصمة الأردنية وحدها من يستأثر بالمشاريع الصينية المؤثرة، وقد طالت تلك المنافع الأردن كاملاً بشرقه وغربه، شمالهِ وجنوبه.
وبما أننا قد أتينا على ذكر الجنوب، فليس لنا أن نغض الذكر عن معلم مهم من معالم الوجود الصيني المثمر في ثرى بلادنا، وهي القرية الصينية في مدينة العقبة. فالقرية الصينية لمن لم تمده الحياةُ بزيارة ثغر الأردن الباسم هي قِبلَةٌ للزوار هناك، ولعشاق التسوق بالدرجة الأولى، إذ تتوفر المنتجات الصينية المنزلية، والألعاب، والتحف، والهدايا التذكارية بأسعار في متناول اليد، بحيث تحفز تلك الأسعار رواد القرية على الشراء من محالِّها، والتنعم بحيازة المنتجات الصينية بمختلف أشكالها.
وليس هذا فقط، فبالإضافة إلى المنافع المادية التي يلمسها الزائر لتلك القرية الغنية بالبضائع والسلع، يعتبر هذا المكان بقعة عائلية مثالية للتجوال والترفيه لما يتوفر فيه من أماكن متعددة تشد الأطفال وتفتح لهم مجالاً للترويح عن أنفسهم.
هذا ولا يمكننا عند الحديث عن معالم مدينة العقبة الأهم أن نتجاوز أهمية القرية الصينية، والدور اللافت الذي شكله هذا المكان لسكان مدينة العقبة وللزائرين بذات القدر، وهو ما ساعد في تحقيق المعادلة الأهم في الاشتراكية الصينية الحديثة التي دأب الحزب الشيوعي الصيني على تثبيتها في دول العالم ونشرها فيه، وهي معادلة تكون فيها الأطراف كافة رابحة سواء كان البائع أو المشترى، ودون استثناء أو مفاضلة.