أنشأت الصين أكبر نظام للتعليم المهني في العالم، حيث تخرج أكثر من 10 ملايين من المواهب الماهرة عالية الجودة في جميع مجالات الاقتصاد الوطني كل عام.
كان التعليم المهني إحدى الركائز لثاني أكبر اقتصاد والاقتصاد الوحيد الذي يشمل جميع القطاعات الصناعية.
واختتمت فعاليات المؤتمر العالمي الأول لتنمية التعليم المهني والتقني مؤخرا، وكانت المسابقة العالمية للمهارات المهنية جزءا بارزا منه. وفازت تشو يا تينغ، طالبة من معهد تيانجين المهني، بالميدالية الذهبية للمسابقة عن مشروع فريقها حول تصنيع المواد المضافة، تقنية ناشئة تطبق على نطاق واسع في التصنيع المتقدم مثل الصواريخ والطائرات.
وقالت تشو “إن هذه المراوح مصنوعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد. وتتكون من ثلاث إلى 12 شفرة، جربنا مئات المجموعات، وحتى الانحراف بمقدار 0.1 ملليمتر يمكن أن يجعل المروحة عالقة”.
يتطلب مشروع تصنيع المواد المضافة فهما شاملا للهيكل الميكانيكي ودقة في التصميم. وقالت تشو إن التدريبات التي أجراها فريقها في المعهد ساعدت كثيرا.
وقالت “أعتقد أنني محظوظة جدا. كنا ننظم تدريبات عملية بشكل يومي في المعهد. ولدى أساتذتنا مهارات مهنية كثيرة. وكنت أعتقد أن المشاركة في تصنيع المعدات المتقدمة قد تكون صعبة المنال. ولكن عندما صعدت إلى منصة التتويج، أدركت أن القدرة على الابتكار تأتي من العمل الجاد والمثابرة والاستمرار في صقل المهارات وتراكم الخبرة للمشاركة في تصنيع المعدات المتطورة”.
يسعى المزيد من طلاب المدارس المهنية الصينية مثل تشو إلى تحقيق أحلامهم، وتأتي ثقتهم من التنمية السريعة للتعليم المهني في البلاد. وشهدت خطة تطوير التعليم المهني في البلاد قفزة تاريخية جديدة، حيث قامت الدولة ببناء نظام مدرسي مهني متكامل يشمل المدارس الثانوية والجامعات.
وقال تشين تسي جي، مدير إدارة التعليم المهني بوزارة التربية والتعليم الصينية “لجعل التعليم المهني يساعد في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، يجب تسريع بناء نظام حديث للتعليم المهني يتميز بالتنمية عالية الجودة، وتشكيل نمط جديد مع تفاعل عميق بين التعليم المهني والصناعات المختلفة. ولخدمة الإستراتيجية الوطنية والتقدم التكنولوجي، قمنا بتأهيل احتياطي المواهب الماهرة مسبقا، واستفدنا من البيانات الكبرى مع أكثر من 50 إدارة صناعية لتعديل دليل تخصصات التعليم المهني، بحيث يمكن للمواهب أن تتطابق بدقة مع احتياجات الصناعات”.
أصدرت الصين في العام الماضي نسخة جديدة من دليل تخصصات التعليم المهني الذي يضم 19 فئة رئيسية و1349 تخصصا. وشهدت مدينتي تشنغدو وتشونغتشينغ بجنوب غربي البلاد والمناطق المحيطة بها أكثر من 1000 نقطة متخصصة للتعليم المهني خلال السنوات الثلاث الماضية، من الحوسبة السحابية والروبوتات الصناعية إلى تقنيات المركبات الذكية.
وشهد متحف سانشينغدوي بجوار الموقع الأثري لثقافة العصر البرونزي، وضع حجر الأساس لمبنى جيد قبل 40 يوما من الموعد المحدد. ويأتي تفعيل هذه الكفاءة لتكوين فريق من خريجي المدارس المهنية المتخصصين بتقنيات البناء الذكية.
وقال بنغ تاو، مهندس بمشروع المبنى الجديد لمتحف سانشينغدوي وخريج في كلية سيتشوان للتقنيات المعمارية “قمنا ببناء متحف افتراضي باستخدام النموذج الرقمي لإزالة المخاطر مقدما. ويساعدنا البناء الذكي على التحرك بشكل أسرع نحو المستقبل. ويمنحني التعليم المهني مهارات عديدة مثل تقنيات النماذج الرقمية للمباني والبيانات الكبرى”.
يعد أكثر من 70% من الموظفين الجدد في التصنيع المتقدم وصناعات الخدمات الحديثة وغيرها من الصناعات الناشئة في الصين من خريجي المدارس المهنية.