شبكة طريق الحرير الإخبارية/
فشل الارهاب الدبلوماسى الامريكى ضد الصين
بقلم: منصور ابو العزم
لم تكن زيارة نانسى بيلوسى رئيسة مجلس النواب الامريكى الى تايوان الصينية إلا من قبيل الارهاب الدبلوماسى الامريكى والمساومة المفضوحة التى تمارسها الولايات المتحدة ضد الصين بانتهاك سيادة الصين على أراضيها، في مسعى لاجبارها على وقف تعاونها مع روسيا، ولادانة ما تدعيه واشنطن انه «غزو» روسى لاوكرانيا، وفى انتهاك صارخ لاعترافها بمبدأ الصين الواحدة..
الارهاب الدبلوماسى الامريكى سياسة تمارسها واشنطن ضد المختلفين معها فى الرأى والرؤية، سواء فى القضايا العالمية او الاقليمية، فالدكتاتورية الدبلوماسية الامريكية لاتسمح بأن تكون لكل دولة رؤيتها الخاصة لسياستها الخارجية فى ضوء مصالحها فيما يتعلق بنزاع ما هى طرف أصيل فيه، تماما كما كان الرئيس الاسبق جورج بوش الابن يقول فى اثناء الحرب على العراق،(إما معنا أو ضدنا)، و(على الحياد) من وجهة النظر الامريكية يعنى ضدها…
وقد مارست واشنطن ضغوطا رهيبة وتهديدات بعقوبات على بكين إن لم تدين العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، وتنحاز الى الموقف الامريكى، وهو مايعنى ان تعادى جارتها وحليفتها القوية روسيا التى لها حدود طويلة مشتركة معها.
ولكن واشنطن تتجاهل تماما توجهات السياسة الخارجية للصين ومصالحها القومية، ليس فقط مع جارتها روسيا، ولكن فى محيطها الاسيوى،
وعلى مدى الشهور الست الماضية وامريكا تمارس ضغوطا وتلوح بعقوبات ضد الصين.
الرئيس الصينى شى جين بينغ رفض بشدة ادانة العملية العسكرية الروسية خلال المحاثات الهاتفية التى جرت مع نظيره الامريكى بايدن على مدى ساعتين قبل يومين فقط من(زيارة) بيلوسى لتايوان، التى ظلت سرية أو غير مؤكدة ومجرد تخمينات حتى اخر لحظة، وبعد ان فشل بايدن فى اقناع الرئيس شى جين بينغ بإدانة روسيا، وافق على الزيارة التى تعد الاولى منذ 25 عاما لمسئول امريكى رفيع الى تايبية منذ زيارة نيوت جنجرتش ايضا، رئيس مجلس النواب السابق، ومثلها يعارض اى تقارب مع الصين، والجمهورى ايضا مثلها، وهو ما يؤكد مقولة ان الجمهوريين اكثر عداء للصين من الديمقراطيين..
والمدهش، ان بايدن تظاهر بانه كان ضد الزيارة…!
لكن هذا الارهاب الدبلوماسى الامريكى ضد الصين، قد يدفع حكومة بكين الى المزيد من التعاون والتحالف الاستراتيجى مع موسكو، بدلا من محاولة احتواء التنين الصين وفقا لدبلوماسية «عراب» العلاقات مع بكين، هنرى كيسنجر الراحل…
فهل يمكن فعلا ان تنخدع الصين لمحاولات جرها لحرب مع تايوان التى هى جزء اصيل من اراضيها؟!
*ملاحظة المحرر: تعكس المقالة الرأي الشخصي للكاتب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة طريق الحرير الإخبارية.