اذاعة الصين الدولية أونلاين*
“لا تدع ترامب يهرب” – هذا هو عنوان تعليق نشرته صحيفة نيويورك تايمز مؤخرًا. يسرد المقال سلسلة من الحقائق التي تظهر أن موقف القائد الأمريكي غير ثابت منذ اندلاع وباء فيروس كورونا الجديد، مشيرا إلى أنه يحاول تحويل انتباه الجمهور للتغطية على “الفشل الكارثي” للاستجابة للوباء.
إن الأداء غير المتسق للقائد الأمريكي الذي وصفه المقال له جانبان رئيسيان: أولاً، بعد ما يقرب من شهرين من تفشي المرض، أعلن فجأة قبل بضعة أيام أنه كان قد توقع حدة هذه الكارثة، ثانيا بالنسبة لجهود الصين لمكافحة الوباء، أشاد بها في وقت سابق قائلا “شكرا جزيلا لجهودهم وشفافيتهم”، ثم استمر في وصم الصين حتى أطلق على الفيروس “الفيروس الصيني”
.كما تكشف المعلومات الواردة في هذا التعليق: أن الغرض هوإلقاء اللوم والتهمة على الصين، وتبرير رده الضعيف على انتشار الوباء، وإنقاذ سوق الأسهم الأمريكية، والاستجابة للنقد الاجتماعي.في الوقت الحاضر، أصبحت الولايات المتحدة واحدة من البلدان التي تعاني من أسوأ حالة وبائية في العالم، فبعد نيويورك وواشنطن، أعلنت كاليفورنيا عن “منطقة منكوبة كبيرة” في 22 مارس. وأصدر باحثون في جامعة كولومبيا تحذيرًا مؤخرًا من أنه إذا لم تتحكم الولايات المتحدة في الوباء، فإن عدد الحالات الجديدة فيوقت ذروته قد يصل إلى 500 ألف.إذا تم إبلاغ الناس بالمخاطر مبكرا وتم اتخاذ الإجراءات في وقت أبكر، فقد لا يكون الوضع الراهن للوباء في الولايات المتحدة مثل ما يتطور الآن. ومع ذلك ، فإن السياسيين الأمريكيين لم يفكروا بجد ولم يصححوا الوضع في أقرب وقت ممكن، وبدلاً من ذلك ، حاولوا اتهام الصين لتحويل انتباه الناس.سمى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو مرارًا وتكرارًا فيروس كورونا ب”فيروس ووهان”. في وقت لاحق ومنذ منتصف مارس، استخدم القادة الأمريكيون بشكل متكرر عبارة “الفيروس الصيني”. علاوة على ذلك، لاحظت وسائل الإعلام أيضًا أن حروف “فيروس كورونا” الأصلية في نص خطابه تم تغييرها يدويًا إلى “الفيروس الصيني”.ومن ثم، ذكر موقع “ديلي بيست” الأميركي يوم السبت الماضي أنه وفقًا لرسالة سرية، يخطط البيت الأبيض لتوحيد رؤيةوكالات اتحادية متعددة لاتهام الصين بـ”اخفاء الوباء” و “إحداث وباء عالمي”، مطالبا إياها بالتشديد على أن “كل شيء يجب أن يكون مرتبطًا بالصين” ووصف الولايات المتحدة بأنها “إنسانية عظيمة”. وقال التقرير إن البيت الأبيض يخطط لتحويل انتقادات “الجهود غير الكافية للوقاية من الأوبئة” من خلال التركيز على “أخطاء الصين”.هل نستطيع ان نقدم نصيحة لبعض السياسيين الأمريكيين على عدم المبالغة فيتقييم قدراتهم، وعدم الإستهانة بذكاء الناس، وتحويل تفكيرهم إلى حل الاحتياجات الأكثر إلحاحًا للوقاية من الأوبئة، ووضع أمر حياة وصحة الناس أولاً.