شبكة طريق الحرير الإخبارية/
بقلم: إعلامية صينية سعاد ياي شين هوا
تقع هونغ كونغ على ساحل جنوب الصين الشرقي، وتبلغ مساحتها الإجمالية أكثر من ألف كيلومتر مربع. وهي جزء من أراضي الصين منذ قديم الزمان، واحتلتها بريطانيا بعد حرب الأفيون عام 1840. ووفقا للبيان المشترك الذي وقعته الحكومتان الصينية والبريطانية بخصوص مسألة هونغ كونغ في ديسمبر 1984، أقامت الحكومتان الصينية والبريطانية، في الموعد المحدد، مراسم تسلم وتسليم سلطة هونغ كونغ في أول يوليو 1997، وأعلنت حكومة الصين استئنافها لممارسة سيادتها على هونغ كونغ، بما عادت هونغ كونغ إلى حضن الوطن الأم. وفي الوقت نفسه، تأسست رسميا منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة لجمهورية الصين الشعبية.
وتطبق الحكومة الصينية سياسة “دولة واحدة ونظامان” التي تعد الحل الأمثل للقضايا التي خلفها التاريخ، وأيضا السياسة الأفضل لتحقيق الازدهار والاستقرار الدائمين بعد عودة هونغ كونغ إلى أحضان الوطن الأم. ومن المتوقع أن تستقبل هونغ كونغ في الأول من يوليو عام 2022 الذكرى ال25 من عودتها إلى وطنها الأم.
إذاً، ما معنى “دولة واحدة ونظامان”؟
إن سياسة “دولة واحدة ونظامان” مفهوم عظيم طرحه الرئيس الصيني الأسبق، السيد دنغ شياو بينغ، في الثمانينيات من القرن الماضي، وكان من أجل تحقيق إعادة التوحيد السلمي للصين.
وتعني عبارة “دولة واحدة ونظامان” أنه في ظل احترام مبدأ صين واحدة، تلتزم الصين بالنظام الاشتراكي كجسم رئيس للبلاد وتحافظ مناطق هونج كونج وماكاو وتايوان على الرأسمالية لفترة طويلة والتي كانت تطبق بهذه المناطق.
وتم طرح هذه الفكرة لحل قضية تايوان وتم تحقيقها لأول مرة في منطقتي هونغ كونغ وماكاو. وفي الأول من يوليو عام 1997 ، عادت هونغ كونغ إلى الصين. وفي الـ 20 من ديسمبر عام 1999، حققت الصين استعادة سيادتها على ماكاو وتم إنشاء منطقة إدارية، خاصة بكل من المنطقتين، وتتمتع كل منهما بحق كاف لإدارة المنطقة.
وفي ديسمبر الماضي، أصدرت الحكومة الصينية كتاباً أبيضاً يحمل عنوان “هونغ كونغ: التقدم الديمقراطي في إطار دولة واحدة ونظامان”، وذكرت فيه أن سياسة “دولة واحدة ونظامان” تعد الحل الأمثل للقضايا التي خلفها التاريخ ويتمسك الحزب الشيوعي الصيني والحكومة الصينية بسياسة “دولة واحدة ونظامان” باعتبارها سياسة أساسية طويلة الأجل.
وأشار الكتاب الأبيض إلى أنه تم إدراج “دولة واحدة ونظامان” كأحد الإنجازات الهامة للحزب الشيوعي الصيني ومساهم رئيس في تجربته، عندما تبنت اللجنة المركزية الـ 19 للحزب الشيوعي الصيني قرار اللجنة المركزية بشأن الإنجازات الكبرى والتجربة التاريخية لمساعي الحزب الشيوعي الصيني على مدار الـ 100 عام الماضية، مضيفاً أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إدراج شؤون هونغ كونغ وماكاو ومبدأ “دولة واحدة ونظامان” في مثل هذه الوثيقة الهامة.
كيف سيكون تطور هونغ كونغ المستقبلي؟
وخلال السنوات الأخيرة، سنت الصين وطبقت “قانون حماية الأمن القومي في منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة” وحسنت النظام الانتخابي في هونغ كونغ وفقاً للقانون، من أجل تمهيد طريق لحماية ازدهار هونغ كونغ واستقرارها.
وفي الوقت الحالي، تعمل الصين على تطبيق الخطة الخمسية الرابعة عشرة. وفي هذا الظل، أكدت الحكومة المركزية الصينية أن ذلك سيساعد منطقة هونغ كونغ على اغتنام فرص التنمية خلال فترة الخطة والاندماج بشكل أفضل في التنمية الوطنية.
وقد أكدت الخطة الخمسية الرابعة عشرة الصينية على هيكل التنمية الجديدة المتمثل في تسريع تشكيل الدورة الاقتصادية الداخلية كقوامٍ رئيسي والدفع المتبادل بين الدورتين الداخلية والخارجية. واقترحت الخطة دعم هونغ كونغ لتحسين وضعها كمركز مالي ولوجستي وتجاري دولي، وتعزيز دورها كمركز أعمال عالمي خارجي لعملة الرنمينبي، ومركز دولي لإدارة الأصول، وإدارة المخاطر، ما سيساعد هذه الصناعات المميزة في هونغ كونغ على لعب دور أكبر في التداول الدولي.
وبشأن هذا، يرى أبناء هونغ كونغ بمختلف أطيافهم أن تنمية منطقتهم يجب أن ترتبط ارتباطًاً وثيقاً بالدولة، حيث الاعتماد على الوطن الأم والانفتاح على العالم الخارجي هما مفتاح نجاحها، معبرين عن ثقتهم في أن تهيئ “الخطة الخمسية الرابعة عشرة” مسرحاً واسع الآفاق لهونغ كونغ، التي يُتوقع أن تستقبل غداً أفضل، من خلال استغلال قوتها الفائقة واغتنام الفرص المتاحة.