شبكة طريق الحرير الإخبارية/
فنزويلا -201 عاما على معركة التحرير الكبرى
دكتورة كريمة الحفناوي
فى يوم الإثنين السادس والعشرين من يونيو 2022 كان اللقاء مع السيد ويلمر أومار بارينتوس سفيرجمهورية فنزويلا لدى جمهورية مصر العربية، والسيدات والسادة الكرام أعضاء السفارة للإحتفال بالذكرى المئوية الثانية لمعركة (كارابوبو)، المعركة الحاسمة فى الاستقلال النهائى لفنزويلا، 24 يونيو 1821 وتحرير كراكاس بعد الطرد النهائى للقوات الأسبانية، وأيضا يعتبر هذا اليوم يوما للجيش الوطنى البوليفارى.
وبحضور عدد من ممثلى القوى والأحزاب الداعمة للشعب الفنزويلى ضد الحصار الأمريكى استهل السفير كلمته “فى هذا التاريخ نعترف بتفانى وإنكار الذات ومساهمة النساء والرجال الذين كرسوا حياتهم لخدمة الوطن والدفاع عنه لكونهم حماة السيادة والسلامة الإقليمية والاستقرار الداخلى فى مواجهة الإمبراطورية الاستعمارية الأسبانية، ونلتزم بصفتنا ورثة المحرر بوليفار، وهوجو شافيز باستمرار العمل من أجل خير الوطن”. وأضاف السفير “هذا اليوم يعبر عن توحيد وتضامن شعوب الجنوب التى تناضل من أجل سيادتها واستقلالها وقضاياها العادلة”، وتطرق الحديث إلى مناقشة الأحداث السياسية والأقليمية والدولية وأهمية هذا التاريخ الوطنى لجمهورية فنزويلا البوليفارية.
ويجدر الإشارة إلى أن سيمون بوليفار الذى ولد فى مدينة كراكاس بفنزويلا فى 24 يوليو 1783 هو الأب الروحى والفاعل الأساسى فى التحرر الأمريكى ضد الأمبراطورية الأسبانية ل6 دول فى أمريكا اللاتينية (بوليفيا – الإكوادور – كولومبيا – بنما – بيرو – فنزويلا)، وكان قائدا لخمس دول فى أمريكا اللاتينية وأسس جمهورية كولومبيا الكبرى (كولومبيا وفنزويلا) كما كان له الأثر الكبير فى تحرر الأرجنتين وشيلى وبيرو.
ولقد سار هوجو شافيز الرئيس الراحل على طريق مناهضة الإمبريالية المتوحشة الأمريكية وعمل من أجل المساواة والمواطنة والعدالة الاجتماعية لتحسين أحوال احوال الفقراء وأسس نموذجا للديمقراطية التشاركية وللحوار الوطنى، كما تبنى الرئيس الحالى نيكولاس مادورو نفس السياسات تبنى أيضا سياسة الحوار الوطنى كأساس للخروج من الأزمات وكلغة للتفافهم.
بدأت الاحتفالية بعرض فيلم “بوليفار الخالد”، وهو فيلم قصير رائع متدفق الأحداث مع تصوير وإضاءة عالية التقنية، يحكى عن آخر سنتين فى حياة المحرر سيمون بوليفار وتصدية لمحاولة تقسيم وفصل فنزويلا عن كولومبيا الكبرى، وبالطبع هذا ماحدث بعد ذلك بقيادة أحد قواده. ويستعرض الفيلم مدى شعبية هذا المحارب وحب الشعب له، وإصرارة على خوض معارك التحرير لطرد الاستعمار الأسبانى، ورفضه أن يتوج ملكا على بيرو عندما عرضوا عليه ذلك، وكان رده “إما أن أكون المحرر وإما أن أموت”.
تطرق السفير فى حديثه إلى الجولة الكبيرة والناجحة التى قام بها الرئيس الحالى نيكولاس مادورو إلى عدد من الدول العربية والإفريقية والأسيوية والأوروبية (تركيا وإيران وأذربيجان وقطر والكويت والجزائر)، والتى عقد من خلالها عددا من الاتفاقيات الهامة مع هذه البلدان فى مجالات عدة تشمل الزراعة والصناعة والطاقة والعلوم والتتكنولوجيا، بجانب عقد اتفاقية تعاون بينه وبين إيران لمدة 20 عاما مع تبنى استراتيجية لمواجهة العقوبات الاقتصادية المفروضة على البلدين وعلى عدد من الدول والشعوب من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وإنشاء آليات للاستقرار فى سوق الطاقة، وتم فى هذه الجولة أيضا الاتفاق على خط للطيران بين كراكاس والدوحة،
وأكد الرئيس مادورو خلال جولته على الاستعداد للقمة القادمة لحركة عدم الانحياز وذلك من أجل تحقيق رفاهية الشعوب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وأكد على الدفاع عن الحق فى تقرير المصير واحترام الشعوب وبناء عالم جديد متحد يسود فيه التعاون والاحترام وبدون هيمنة وسيطرة من جانب قطب واحد، عالم متعدد الأقطاب يعيش فى تعاون وسلام.
وفى نهاية حديثه أشار السفير إلى انتصار القوى اليسارية ووصولها إلى الحكم فى معظم دول قارة أمريكا اللاتينية وآخرها فوز مرشح اليسار فى كولومبيا هذا الشهر، وأكد على أن هذه مناسبة لإعادة التأكيد على “فنزويلا دولة حرة مستقلة لاتقبل أى تدخل من أى حكومة أو منظمة دولية، وسيواصل الشعب الدفاع عن نفسه ومقدساته، وبهذه الروح القتالية ستواصل نضالها للحفاظ على استقلالها الجمهورى وحريتها التى لاتتزعزع”.
ولقد عبر الحاضرون عبر الحوار عن مساندة كل البلدان التى تناهض السياسات الأمريكية المسيطرة والمهيمنة على الدول وعلى ثرواتها ومقدراتها، ومساندة المقاومة الفلسطينية ضد الكيان الصهيونى المحتل، وحل النزاعات بالطرق السلمية، وعبروا عن استمرار دعمهم لدولة فنزويلا رئيسا وشعبا ضد الحصار الأمريكى الاقتصادى، كما أكدوا على تعزيز التعاون بين مصر وفنزويلا وكافة البلدان فى وطننا العربى، ومزيد من التعاون وعقد الاتفاقيات المشتركة فى مجالات الطاقة والزراعة والصناعة والتكنولوجيا بين الدول النامية من أجل نهضة وتقدم واستقرار الأمم.