شبكة طريق الحرير الإخبارية/

يعتبر الشعب الغذاء الكافي أول ضرورة له، وتعتبر الدولة الأمن الغذائي أهم مسؤولية لها. وبصفتها بلدا كبيرا يبلغ تعداد سكانه أكثر من 1.4 مليار نسمة، تتمسك الصين بالمفهوم الجديد للأمن الغذائي المتمثل في “ضمان الاكتفاء الذاتي الأساسي من الحبوب والأمن الكامل للإمدادات الغذائية”.

الحفاظ على استقرار مساحة الزراعة وكمية المحصول للحبوب

تُعتبر الأراضي الصالحة للزراعة “شريان الحياة” لإنتاج الحبوب، وخلال السنوات العشر الماضية، ظلت الصين تعتمد باستمرار التدابير التكنولوجية والإدارية والتشريعية لحماية الأراضي الصالحة للزراعة بشكل شامل ودقيق، وتلتزم بالخط الأحمر لضمان مساحة 1.8 مليار مو (حوالي 1.2 مليون كيلومتر مربع) من الأراضي الصالحة للزراعة واستقرار مساحة زراعة الحبوب.

وفي عام 2021، بلغ إجمالي إنتاج الحبوب في الصين 682.85 مليون طن، بزيادة قدرها 2.0% عن العام السابق، وزيادة بنسبة 15.82% عن 589.57 مليون طن في عام 2012، ما يعني تحقيق “الحصاد الغني لثمانية عشر عاما متتاليا”. وفي الوقت الحاضر، تجاوز كل من احتياطيات الأرز والقمح، الحبوب الرئيسية في الصين، كمية طلب الاستهلاك لمدة عام.

تنفيذ خطة العمل لترقية صناعة البذور بشكل كامل

تُعتبر التكنولوجيا هي الحل الأساسي في تحقيق الأمن الغذائي، حيث تساعد على غرس البذور في أراضي أوسع من سواحل البحر إلى أعماق الصحراء في الصين وتحقيق نجاحات مثل الأرز الهجين والقمح المقاوم للملوحة وقلوية التربة وغيرها من الإنجازات المبتكرة. ومنذ بداية هذا العام، قد أصدرت بكين وسيتشوان وهاينان وخنان والمدن والمقاطعات الأخرى الصينية خططا لترقية صناعة البذور. وقد زاد عدد قواعد تربية البذور على المستوى الوطني في الصين إلى 216 مغطيا الحبوب والقطن والزيت والفاكهة والحلوى والشاي وغيرها من المحاصيل المهمة ما يوفر دعما قويا لضمان الأمن الغذائي. ووفقا لإحصاءات وزارة الزراعة والشؤون الريفية الصينية، ساهمت البذور المحسّنة بأكثر من 45% في زيادة إنتاج الحبوب في البلاد.

ضمان دخل مزارعي الحبوب

تصر الصين على إعطاء الأولوية لتنمية الزراعة والمناطق الريفية وتنفيذ استراتيجية إنعاش الأرياف من أجل حماية حماسة المزارعين في زراعة الحبوب، سعيا إلى ضمان أمن الحبوب للدولة من خلال ملء محافظ الفلوس للمزارعين.

وفي الآونة الأخيرة، خصصت الحكومة المركزية الصينية مبلغا قيمته 10 مليارات يوان صيني كدعم للمزارعين الذين زرعوا الحبوب فعليا لدعم حصاد الصيف والبذّر في الخريف، وذلك على أساس الدعم السابق البالغ قيمته 20 مليار يوان صيني الذي قد تم تقديمه إليهم. وبالإضافة إلى الدعم المالي، تواصل الصين تنفيذ سياسة الحد الأدنى لسعر الشراء للقمح والأرز مع رفع مستوى سعر الشراء على نحو شامل.

الصين تساهم في الأمن الغذائي العالمي

في السنوات العشر الماضية، تم نشر وزرع الأرز الهجين الصيني في العشرات من البلدان والمناطق في العالم، ويزيد متوسط غلته لكل هكتار بمقدار 2 طن عن البذور الأصلية. وقد تم تنفيذ برنامج الفاو والصين للتعاون بين بلدان الجنوب في أكثر من 20 دولة وقد استفادوا منه أكثر من 100 ألف شخص بشكل مباشر.

وفي الوقت الحاضر، تتزامن جائحة “كوفيد – 19” مع التوترات الجيوسياسية في العالم ما أدى إلى ازدياد الحمائية التجارية المهددة بأزمة غذاء عالمية. وبصفتها أكبر منتج للغذاء في العالم وثالث أكبر مصدر للأغذية، فإن الأمن الغذائي للصين له أهمية عالمية أيضا.

وقالت أغنيس كاليباتا المبعوثة الخاصة لمؤتمر قمة النظم الغذائية إن “الصين أدارت مخزونها من الحبوب بشكل جيد للغاية، الأمر الذي لا يضمن الإمدادات الغذائية للشعب الصيني فحسب، بل يساهم أيضا في الأمن الغذائي لشعوب العالم.”

*سي جي تي إن العربية.