شبكة طريق الحرير الاخبارية/
في صباح يوم السبت 16 أبريل 2022 بتوقيت بكين، عاد رواد المركبة الفضائية المأهولة شنتشو-13 وهم كل من تشاي تشي قانغ ووانغ يابينغ ويه قوانغ فو إلى الأرض بسلام، بعد أن أكملوا مهمتهم الفضائية التي استغرقت ستة أشهر، والتي تعتبر أطول مهمة فضائية مأهولة في تاريخ وكالة الفضاء الصينية حتى الآن.
وخلال هذه المهمة التي استغرقت 183 يوما، أكمل رواد الفضاء سلسلة من التجارب العلمية الفضائية والتحقق الفني، وقاموا بتحديث سجلات الفضاء الصينية، ووضعوا أساسا متينا للبناء اللاحق لمحطة الفضاء الصينية، والخطوط العريضة للنموذج الأولي لمختبر الفضاء الوطني بشكل رسمي.
يمكن لرواد الفضاء “الشعور بخير” في الفضاء الشاسع وذلك لثقتهم بأنفسهم أولا ومن ثم للاختراقات المبتكرة في تكنولوجيا الفضاء الصينية. حيث أن التقدم في علوم وتكنولوجيا الفضاء الناتج عن الابتكار المستقل مستمر في تحسين قدرة الصينيين على دخول الفضاء الخارجي للأرض ومغادرته وكذلك تعزيز حلمهم باستكشاف الفضاء.
وكما شجعت الرائدة وانغ يابينغ خلال المحاضرة التي قدمتها من المركبة الفضائية الشباب على بناء سفن أحلامهم بالمثابرة والكد والجد، فإن تحقيق الأحلام يتطلب العزيمة والتركيز. يصادف هذا العام الذكرى الثلاثين لبداية المهمات الفضائية المأهولة في الصين. وبعد المثابرة والعزيمة ولكي تتمكن الصين من تحقيق حلمها وبناء محطتها الفضائية، فإن استراتيجية “الخطوات الثلاث ” التنموية لمشروع الفضاء الصيني المأهول قاربت من أن تصبح حقيقة واقعية. لقد سار رواد الفضاء بخطى ثابتة إلى الأمام خطوة بخطوة حتى تمكنوا من فتح باب عصر المحطة الفضائية للأجيال اللاحقة، كما أنهم تمكنوا من جني ثمار كدهم وجهدهم والسعي لتحقيق أحلامهم. باعتبارها رمزا مهما للمستوى العلمي والتكنولوجي في الصين، فإن ثقة وكالة الفضاء الصينية بنفسها والعمل المستمر على تحسين قدراتها لم يجعلها تحرز تقدما على المستوى العلمي والتكنولوجي فحسب، ولكنها قدمت أيضا قوة روحية دافعة وآفاقا أرحب للابتكار بالنسبة للمجتمع بأسره.
إن الفضاء الخارجي شاسع للغاية ولا نهاية للاكتشافات. يعد بناء المحطة الفضائية معلما هاما في مجال صناعة علوم الفضاء في الصين، وسيقدم مساهمات رائدة في الاستخدام السلمي للفضاء من قبل البشرية. لا تزال مهمة بناء المحطة الفضائية في المدار شاقة، وبناء مختبر وطني في الفضاء يعمل بثبات في المدار ليس بالأمر الهيّن. لكن من خلال الكد والجهد والعزم على مواصلة النضال سيستكشف الصينيون بأن هذا الكون الشاسع يمكن احتضانه بشكل أفضل.
*صحيفة الشعب اليومية أونلاين.