شبكة طريق الحرير الإخبارية/
بقلم: مارينا سوداح
الاحتفال الشعبي الكبير بالعيد الوطني للثقافة البدنية والرياضة في جمهورية أذربيجان الشقيقة لفت انتباهي الشديد وإعجابي. وبعد البحث، عَلمت أن هذه الدولة غير البعيدة عن الأُردن، كانت قد استضافت أول دورة ألعاب أوروبية وألعاب التضامن الإسلامي لعام 2017. كما واستقطبت أذربيجان عدداً من كبار الرياضيين والمدربين في فرقها الوطنية. ومن اللافت للأنظار مرسوم رئيس الجمهورية الأذربيجانية السيد إلهام علييف، المؤرخ في الرابع من مارس/آذار 2005، ويتحدث عن أنه “نظراً لأهمية ودور التدريب البدني في حماية وتعزيز الصحة للشعب الأذربيجاني، والتنمية الجسدية للشباب، ووصولاً إلى الشرف الرياضي للبلاد إلى أعلى القِمم في الساحة الدولية، تم إقرار فعاليات خاصة باليوم الخامس من آذار، حيث تحقق في أذربيجان تجسيد ميداني لِ”يوم الثقافة البدنية والرياضة”.
ولهذا، وبالإضافة إلى كل ذلك، لديهم هناك في باكو عشرات الأعياد، التقليدية منها والمستحدثة، ويَحتفون بها في المجال الجماهيري برمته، من بينها التالية الجاذبة للانتباه: عيد النَّيْرُوزُ أو النَّوْرُوزُ (مهرجان الربيع)؛ أعياد يوم الجمارك الأذربيجانية؛ ويوم الشباب في أذربيجان؛ ويوم دائرة الإيرادات؛ ويوم ذكرى ضحايا مجزرة خوجالي؛ ويوم الأمن الوطني؛ ويوم وزارة البيئة والموارد الطبيعية؛ و”يوم باني”؛ ومهرجان الزهور، ويوم الطيران المدني؛ ويوم الاستصلاح؛ واليوم العالمي لحقوق الإنسان؛ ويوم قطاع الغاز؛ ويوم الشرطة الأذربيجانية، ويوم العاملين في السلك الدبلوماسي؛ واليوم الوطني للصحافة في أذربيجان؛ و يوم الأبجدية الأذربيجانية واللغة الأذربيجانية؛ واليوم الوطني الأذربيجاني للسينما؛ و يوم المعرفة؛ واليوم الوطني للموسيقى؛ ويوم النفط الأذربيجاني؛ يوم عمال النفط؛ ويوم النيابة العامة في أذربيجان؛ ويوم السكك الحديدية الأذربيجانية؛ ويوم مترو باكو للموظفين؛ ويوم الدستور؛ ويوم العدل في أذربيجان؛ ويوم وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في أذربيجان؛ ويوم وزارة الحالات الطارئة الأذربيجانية؛ ويندرج معها يوم الثقافة البدنية والرياضة الذي جذب انتباهي على نحو خاص.
في الخامس من آذار الحالي إتَّسم احتفال أذربيجان بيوم الثقافة البدنية والرياضة في كل مؤسساتها التعليمية العليا بحماسة ملحوظة، وشاركت في الاحتفالات مختلف هيئاتها الخاصة والحكومية. ما أود الإشارة إليه هنا، إلى أن عدداً غير قليل من الدول لا تحتفى بمثل هذا العيد، وليس لدى أخرى أي علمٍ به، ما يدل على ضرورة النهوض بالوعي الرياضي وأهمية ممارسة الرياضة وترويجها في أوساط حكومية كثيرة في مختلف أصقاع الأرض، فهذا الشكل من الحركية يُضفي حيوية روحية إضافية موازية للنشاط الجسدي، ويفتح أمام الإنسان كوىً جديدة لانتعاش الجسد وتحفيزه رياضياً، ومضاعفة قدراته الفيزيائية والإبداعية، وهو ما انتبهت إليه حكومات أذربيجان المتعاقبة التي صارت منذ عهد بعيد تحتفي بهذا العيد حماية لشعبها من العجز البدني والكسل النفسي والحركي الذي تعاني منه شعوب كثيرة كمرض عُضال.
يَنظر الشعب الأذري للرياضة نظرة جادَّة وخاصة، كونها ثقافة ذات “جذور طاعنة في السن”، لكنها تتحلى بروح شبابية وثابة، ومن تلك التي تتمتع بامتياز، رياضات المصارعة الحرة، الجمباز، والجودو، وكرة القدم الخماسية، ورفع الأثقال والملاكمة. وتوفّر التضاريس الجبلية في أذربيجان فرصاً رائعة لمزاولة رياضات مثل التزلج وتسلق الصخور والجري، وتفعيل الرياضات المائية على بحر قزوين، وفي المياه الداخلية، وحققت أذربيجان نجاحاً كبيراً في رياضة “طاولة الزهر”، ذات الجذور القديمة، فهي شرقية الجذور كما حالها في العالم العربي برمته، وفي رياضة أخرى هي الأبرز بين الرياضات العقيلة، “الشطرنج”، الشهيرة على المستويين المحلي والدولي، إذ صارت باكو جاذبة لتدريب الكوادر الخارجية أيضاً في تكتيكات واستراتيجيات هذه اللعبة، ومن المهم أن يعرف قراء العربية حقائق مذهلة لأسباب شهرة المدرسة الأذربيجانية للشطرنج، وضرورة تأسيس مسابقات دورية للشطرنج مابين أذربيجان والأردن والبلدان العربية، ويكفي أن نعلم أن “الشطرنج” تحوز على اهتمام الرئيس إلهام علييف بها، ولذلك أصدر الرئيس في عام 2009 أمراً بتطوير أوسع لمكانة الشطرنج في وطنه. ومهم جداً التأكيد هنا على أن “بطل العالم في الشطرنج على المدى الطويل” غاري كاسباروف، وهو ذائع الصيت، ولد في باكو. ومن بين أشهر لاعبي الشطرنج في أذربيجان تيمور رجبابوف، وشاهيارار مامادياروف، وفوغار غاشيموف، وزينب ماميدياروفا. ويكفي التنويه إلى أن أذربيجان استضافت العديد من البطولات والمسابقات الدولية في الشطرنج، وأضحت واحدة من الدول الأُولى الفائزة في بطولة الشطرنج الأوروبية.
مبروك لأذربيجان نجاحاتها المذهلة في هذا المجال وإلى الأمام بخطوات أكثر إتساعاً لمزيد الفلاح الرياضي الكوني وفي مختلف الميادين.
*كاتبة أردنية وروسية الجنسية.