CGTN العربية*
ثابر العالم أجمع وما زال، لمكافحة تفشي فيروس كورونا الجديد منذ نحو شهرين، عندما بدأ انتشاره في مقاطعة هوبي وسط الصين. وتعتبر الصين هي أكثر دولة تخصصا لمواجهة الوباء وتميزا بالخبرة والتجربة ضده.
رغم انخفاض إجمالي عدد الحالات المؤكدة الجديدة بالصين إلى أقل من مائة منذ 7 مارس الحالي، لكن الفيروس لا يزال يثير الذعر والخوف في جميع أنحاء العالم.
قامت شبكة تلفزيون الصين الدولية بتصويت إلكتروني تجاه مستخدمي فيسبوك لاستطلاع آرائهم بشأن الإجراءات التي اتخذتها الصين لاحتواء تفشي الوباء، اتفق أكثر من ثلثي المشاركين على ما فعلته الصين منذ الفترة البدائية الحرجة من تفشي المرض.
أكثر من ثلثي المشاركين اتفقوا على ما فعلته الصين منذ الفترة البدائية الحرجة من تفشي المرض في التصويت الإلكتروني الذي أجرته شبكة تلفزيون الصين الدولية.
فيما يلي خمسة إجراءات صحيحة اتخذتها الصين لسيطرتها على الوضع…
إغلاق المدينة خلال ثلاثة أيام
أعلنت الحكومة الصينية يوم 23 يناير الماضي عن قرارها لإغلاق مدينة ووهان حاضرة مقاطعة هوبي باعتبارها بؤرة الوباء ومنع المقيمين فيها وحتى الزائرين لها من الخروج.
في الحقيقة، لم يكن أحد يعرف ما سيطرأ في ذلك الوقت.
تقع مقاطعة هوبي في وسط الصين، أما ووهان فهي مدينة كبيرة يعيش فها أكثر من 14 مليون نسمة.
كان كل ذلك يحدث في عشية السنة القمرية الجديدة الصينية، يوم واحد من عيد الربيع الصيني التقليدي، حيث تشهد البلاد أكبر تدفق بشري للسكان في العالم من نفس الفترة كل عام. قد يكون هناك ما يقرب من ثلاثة مليارات رحلة ركاب بالصين كلها، وسيتم لم شمل الأسرة في مساقط رؤوسهم والعودة إلى أماكن أعمالهم مما يزيد صعوبة تنفيذ الإجراءات.
يعتبر هذا القرار خيارا صعبا، ولكن الصين قامت به في غضون ثلاثة أيام فقط بعد تحديد أن فيروس كورونا الجديد يمكن أن ينتشر وينتقل بين الناس عبر مخالطتهم كنوع جديد من الأمراض المعدية.
لذا تخيلوا ما سيحدث إذا لم تتخذ الصين قرارها لإغلاق المدينة في تلك الفترة الحاسمة.
إنشاء مستشفى مؤقت في عشرة أيام
لا يوجد بلد آخر في العالم مثل الصين التي تشتهر بسرعتها في مختلف المجالات ولكن هذا البلد العظيم يواجه الآن أكبر التحديات لهتم انشاء مستشفى خلال عشرة أيام حيث مع زيادة عدد الحالات المؤكدة الجديدة لإصابة بالفيروس كل يوم وعجز استقبال المستشفيات المحلية. فلا حل آخر إلا بناء مزيد من المستشفيات كقوارب نجاة لجميع المصابين.
وفي غضون عشرة أيام فقط، تم بناء مستشفى هوهشنشان الذي احتوى 1000 سرير و30 سريرا خاصا في قسم العناية المركزة.
كن في الظروف الطبيعية، يستغرق إكمال بناء مستشفى عادي ما لا يقل عن 6-8 أشهر.
فبذلت الصين أقصى جهودها في تنظيم العاملين الطبيين في كل أنحاء البلاد بما فيها الجيش الصيني لضمان بناء المستشفى وإدارته في مدار طبيعي بشكل فعال.
نظام العزل الذاتي لمدة 14 يوما
اتخذت مدينة بكين عاصمة الصين “نظام العزل الذاتي لمدة 14 يوما” للذين سافروا من أو إلى مقاطعة هوبي أو لديهم المخالطة مع سكانها، والذين سافروا زملاء غرفتهم خارج بكين، والذين ترتفع درجة حرارة أجسامهم إلى 37.3 درجة أو أعلى من ذلك، والذين يقيمون في الأماكن التي تم اكتشاف حالات مؤكدة ومشتبه فيها…
لأن فترة الحضانة لكوفيد ـ 19 تستغرق مدة 14 يوما فلا بد من العزل لمدة 14 يوما من أجل الفحص الذاتي وفقا لما شرحه الخبراء.
السيطرة على النشاطات اليومية
أما بالنسبة للذين لم يخرجوا من أماكن إقامتهم، لم تكن حياتهم سهلة كالمعتاد.
تم تعليق جميع الخدمات العامة بما فيها ديار السينما والحدائق والمتاحف وإلخ أعمالها اليومية إلا قليل من المطاعم والمحال التجارية، حيث تم تنفيذ إجراءات وقائية صارمة ومن اللازم الدخول إليها بعد ارتداء الكمامات وقياس درجة حرارة الأجساد وتسجيل الأسماء من قبلهم وغيرها من المعلومات الشخصية المرتبطة بأحوال السفر والمواصلات والمخالطة مع المصابين أم لا خلال 14 يوما.
إكمال الأعمال عن بعد
أتى الوباء الذي لا مثيل له بتأثيرات سلبية على وضع اقتصاد الصين، فمن الضروري أن يقوم المواطنون الصينيون بعمل ما أثناء بقائهم في المنازل تجنبا لمزيد من الخسائر الاقتصادية الفادحة فرديا وكليا.
وبالإضافة إلى إكمال الأعمال عن بعد، يقوم الباقون في المنازل بالتسوق الإلكتروني والدردشة
إن مكافحة كوفيد-19 إحدى أكبر التحديات للبشرية جمعاء، وما فعلته الصين من القرارات والتدابير والإجراءات السريعة والفعالة يعطي العالم خبرات كبيرة في كيفية وقاية وعلاج واحتواء الوباء.