شبكة طريق الحرير الإخبارية/
نص الكلمة الرئيسية التي ألقاها معالي الوزير سونغ تاو – وزير دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني في جلسة التبادل، بين الحزب الشيوعي الصيني والاحزاب السياسية والمؤسسات الفكرية ووسائل الإعلام العربية،
تحت عنوان: “الحزب الشيوعي الصيني في العصر الجديد”:
معالي السيد فيطس بن لكحل قيادي بحزب جبهة التحرير الوطني الجزائري نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري المحترم،
معالي السيد محسن باصرة، قيادي بحزب التجمع اليمني للإصلاح نائب رئيس مجلس النواب اليمني المحترم،
قادة الأحزاب السياسية ومسؤولو وسائل الإعلام والمؤسسات الفكرية من الدول العربية،
السيدات والسادة والأصدقاء،
يسعدني بالغة السعادة أن أحضر معكم جلسة التبادل تحت عنوان “الحزب الشيوعي الصيني في العصر الجديد”. وفي البداية، نيابة عن دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، أتقدم بالترحيب الحار بجميع الضيوف الكرام!
كما يشير الأمين العام شي جينبينغ إلى أنه من أجل فهم الصين اليوم، فلا بد من فهم الحزب الشيوعي الصيني أولا. ومنذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني المنعقد في عام 2012، دخلت الاشتراكية ذات الخصائص الصينية إلى العصر الجديد، إنه الموقع التاريخي الجديد للتنمية الصينية. فالآن، يطيب لي أن أتقاسم مع الأصدقاء من الدول العربية رؤيتي من عدة النقاط.
أولا، يتمسك الحزب الشيوعي الصيني في العصر الجديد بمفهوم الشعب أولا، ويعمل على تلبية مطالب الشعب لحياة أفضل باستمرار. منذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، تتمسك اللجنة المركزية للحزب ونواتها الرفيق شي جينبينغ بالفكرة التنموية المتمثلة في اتخاذ الشعب محورا، ووضعت أكثر من 2400 خطة إصلاح من أجل تعزيز الرخاء المشترك، وأنجزت في بناء أكبر نظام تعليمي وأكبر نظام ضمان اجتماعي وأكبر نظام طبي وصحي في العالم، وتشكلت في الصين أكبر مجموعة متوسطة الدخل في العالم. وفي الآونة الأخيرة، أظهر تقرير صادر عن شركة إدالمان (Edelman) أكبر شركة استشارية في العالم، أن نسبة ثقة الشعب الصيني بالحكومة الصينية تبلغ 91 بالمائة في عام 2021، حيث يحتل المرتبة الأولى في العالم ويسجل رقما قياسيا منذ عشر سنوات. فيحظي الحزب الشيوعي الصيني بأفكاره ومبادراته وبجهوده الملموسة بتأييد الشعب الصيني من صميم قلوبه.
ثانيا، يتمسك الحزب الشيوعي الصيني في العصر الجديد بالطريق الصيني، ويعمل على فتح آفاق جديدة للحكم الرشيد باستمرار. منذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، تقوم اللجنة المركزية للحزب ونواتها الرفيق شي جينبينغ بتعزيز التنمية المتناسقة بين الحضارة المادية والحضارة السياسية والحضارة الروحية والحضارة الاجتماعية والحضارة الإيكولوجية. وارتفع إجمالي الحجم الاقتصادي الصيني من 47 تريليون يوان إلى 114 تريليون يوان، وتعتبر الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم وأكبر دولة من حيث التصنيع وتجارة السلع والحجم الاحتياطي للعملة الصعبة في العالم، وأصبحت عامل الاستقرار والقوة المحركة الرئيسية للتنمية الاقتصادية العالمية. وأقمنا مؤخراً بنجاح أولمبياد بكين الشتوية وبارالمبياد بكين الشتوية، وقدمنا للعالم حدثًا رياضيًا بسيطًا وآمنًا ورائعاً، بما يجسد كفاءة الحوكمة والمزايا المؤسساتية للصين بشكل مستفيض.
ثالثا، يتمسك الحزب الشيوعي الصيني في العصر الجديد بسيادة الشعب، ويبتكر في الديمقراطية الصينية نظريا ونظاما وممارسة باستمرار، بما يخلق وضعا جديدا للحضارة السياسية للبشرية. منذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، تواصل اللجنة المركزية للحزب ونواتها الرفيق شي جينبينغ تعميق فهمها لقانون تطور السياسة الديمقراطية الصينية، وطرحت مفهوم الديمقراطية الشعبية بعملياتها الكاملة، حيث يمارس الشعب الانتخابات الديمقراطية والتشاور الديمقراطي وصياغة القرار بشكل ديمقراطي والإدارة الديمقراطية والرقابة الديمقراطية وفقا للقانون، ودفعت ترجمة القيم والأفكار الديمقراطية إلى ترتيبات مؤسساتية علمية وفعالة وممارسات ديمقراطية ملموسة وواقعية. وفي الأسبوع الماضي، أختتمت “الدورتان السنويتان” في الصين، التي تعتبر ممارسة حيوية لتطبيق الديمقراطية الشعبية بعملياتها الكاملة.
رابعا، يتمسك الحزب الشيوعي الصيني في العصر الجديد بالروح الإنسانية، ويساهم في دفع التقدم البشري باستمرار. منذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، يتمسك الحزب الشيوعي الصيني بتعزيز التنمية العالمية ودفع التقدم البشري دائما. من مبادرة الحزام والطريق إلى مبادرة التنمية العالمية، من دفع بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية إلى تكريس القيم المشتركة للبشرية، من تقديم أكثر من 2.1 مليار جرعة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد لأكثر من 120 دولة ومنظمة دولية إلى الوعد بتحقيق بلوغ ذروة الكربون وحياد الكربون وقيادة التحول الأخضر للتنمية العالمية، ظل الحزب الشيوعي الصيني يسعى إلى بناء السلام العالمي والإسهام في تعزيز التنمية العالمية وحماية النظام الدولي.
السيدات والسادة والأصدقاء،
منذ الدخول إلى العصر الجديد، يدعو الأمين العام شي جينبينغ وقادة الدول العربية سويا إلى إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية الصينية العربية وبناء مجتمع المستقبل المشترك الصيني العربي. ستنعقد قمة الصين والدول العربية الأولى في العام الجاري، الأمر الذي يمثل معلما جديدا في تاريخ تطور العلاقات الصينية العربية. وفي وجه المستقبل، يحرص الحزب الشيوعي الصيني على تضافر الجهود مع الأحزاب السياسية ووسائل الإعلام والمؤسسات الفكرية في الدول العربية على تعزيز التنسيق السياسي والتبادل الفكري، بما يساهم بقوة إيجابية في إقامة مجتمع المستقبل المشترك الصيني العربي للعصر الجديد.
أولا، الحفاظ على العدالة والانصاف، والعمل يدا بيد على إقامة مجتمع المستقبل المشترك الصيني العربي للعصر الجديد الذي يقوم على أساس المبادئ والمواقف المشتركة. منذ فترة طويلة، ظلت الدول العربية تدعم الجانب الصيني في القضايا المتعلقة بشينجيانغ وهونغ كونغ وحقوق الانسان وغيرها بثبات، وظلت الصين تدعم القضية العادلة للشعب الفلسطيني وتدعم الدول العربية لسلوك طريق التنمية المتّفقة مع ظروفها الواقعية. وفي ظل الوضع الجديد، يحرص الحزب الشيوعي الصيني على العمل مع الجانب العربي سويا على مواصلة تبادل الدعم في القضايا التي تهم المصالح الجوهرية والهموم الكبرى للجانب الآخر، ومعارضة تسييس الديمقراطية وحقوق الانسان واستغلالهما كالأداة، وتكريس القيم المشتركة للبشرية المتمثلة في السلام والتنمية والعدالة والانصاف والديمقراطية والحرية.
ثانيا، دفع تكامل المصالح، والعمل يدا بيد على إقامة مجتمع المستقبل المشترك الصيني العربي للعصر الجديد الذي يتميز بالازدهار والتنمية. من أجل إحياء قضية التنمية العالمية التي تتضرر بسبب الوباء، طرح الأمين العام شي جينبينغ مبادرة التنمية العالمية، التي لاقت استجابة إيجابية ودعما واضحا من الدول العربية. يحرص الجانب الصيني على العمل مع الجانب العربي على مواءمة مبادرة التنمية العالمية مع الاحتياجات التنموية للدول العربية بشكل أفضل، حتى تتمكن الصين والدول العربية من تحقيق حلم التنمية والنهضة للأمتين الصينية والعربية بشكل مشترك.
ثالثا، تعزيز التبادل والحوار، والعمل يدا بيد على إقامة مجتمع المستقبل المشترك الصيني العربي للعصر الجديد الذي يقوم على أساس التعلم والاستفادة المتبادلين. ونحرص على تعميق التبادل والتعاون مع الصحف والمجلات الحزبية ووسائل الإعلام والمؤسسات الفكرية الصديقة في المنطقة، حتى نروي قصص الصداقة الصينية العربية في العصر الجديد على خير وجه. ويحرص الجانب الصيني على العمل مع الجانب العربي على تأسيس آلية التعاون والشراكة بين الحزب الشيوعي الصيني والصحف ووسائل الإعلام الحزبية في الدول العربية، ونرحب بالأحزاب السياسية ووسائل الإعلام والمؤسسات الفكرية في الدول العربية المشاركة فيها على نطاق واسع، بما يضخّ طاقة إيجابية قوية في تعزيز العلاقات الصينية العربية في العصر الجديد.
رابعا، حشد قوة الشباب والعمل يدا بيد على إقامة مجتمع المستقبل المشترك الصيني العربي للعصر الجديد الذي يتوجه نحو المستقبل. من أجل تعميق فهم شباب الدول العربية للحزب الشيوعى الصينى فى العصر الجديد على خير وجه، والمساهمة بحكمة الشباب فى إنجاح قمة الصين والدول العربية الأولى، أعلن الآن عن إطلاق مسابقة إنشاء المقالة أوإنتاج الفيديو القصير التى تنظمها دائرتنا تجاه شباب الدول العربية. وآمل من الضيوف الحاضرين في دفع الشباب في أحزابكم ومؤسساتكم وبلدانكم للمشاركة فيها بنشاط.
السيدات والسادة والأصدقاء،
في النصف الثاني من هذا العام، سيعقد الحزب الشيوعي الصيني مؤتمره الوطني العشرين في بكين، الذي يعتبر مؤتمرا هاما للغاية ينعقد في لحظة مهمة يطلق فيها الحزب الشيوعي الصيني مسيرة جديدة نحو بناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل وتحقيق الهدف المئوي الثاني، وسيوفر بالتأكيد دينامكية قوية لتعزيز بناء مجتمع المستقبل المشترك الصيني العربي للعصر الجديد. يحرص الحزب الشيوعي الصيني على العمل مع الجانب العربي سويا على مواصلة حشد التوافق لتعزيز الصداقة، وحشد الحكمة لتعزيز التنمية، وحشد القوة لتفعيل التعاون، بما يدفع بناء مجتمع المستقبل المشترك الصيني العربي للعصر الجديد نحو تحقيق المزيد من النتائج المثمرة.
وختاما، أتمنى لهذه الجلسة نجاحا كاملا!
شكرا لكم!
(15 مارس 2022م، بكين)
كلمة معالي الوزير سونغ تاو – وزير دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني في جلسة التبادل، بين الحزب الشيوعي الصيني والاحزاب السياسية والمؤسسات الفكرية ووسائل الإعلام العربية، في غاية الأهمية، كونها تدل على عمل واقعي على مسألة ترتيب أمور التعاون والعلاقات في الاتجاهين بصورة تبعث الامل في تعميق المشتركات وبناء تحالف ثابت عربي – صيني..