في يوم 7 مارس عام 2022، عقدت الدورة الـ5 للمجلس الوطني الـ13 لنواب الشعب مؤتمرا صحفيا افتراضيا في قاعة الشعب الكبرى، حيث أجاب مستشار الدولة وزير الخارجية وانغ يي على أسئلة الصحفيين الصينيين والأجانب حول سياسة الصين الخارجية وعلاقاتها الدولية.
مساء الخير أيها الأصدقاء الإعلاميين!
يسعدني أن ألتقي معكم مجددا. إن هذا العام عام جديد محفوف بالتحديات بالنسبة للعالم. اندلعت الأزمة الأوكرانية في الوقت الذي لم ننتصر فيه على جائحة فيروس كورونا المستجد بشكل نهائي، الأمر الذي يزيد من التعقيد والاضطراب للأوضاع الدولية التي كان يكتنفها عدم اليقين أصلا. في هذه اللحظة الحرجة، ما تحتاج إليه دول العالم هو التضامن و الحوار بدلا من الانقسام والمجابهة. ستواصل الصين باعتبارها دولة كبيرة مسؤولة، ترفع راية تعددية الأطراف عاليا، وتعمل مع كافة الدول المحبة للسلام والراغبة في التنمية يدا بيد على مواصلة تعزيز التضامن والتعاون لمواجهة التحديات المختلفة، وتواصل الدفع بإقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، وتبذل جهودا لفتح مستقبل مشرق وجميل للعالم.
أنا مستعد للإجابة عن أسئلتكم.
CCTV: إن نجاح أولمبياد بيجينغ الشتوي يستحق الإعجاب خاصة في ظل الأوضاع الدولية الراهنة. يعتقد المعلقون الدوليون أن الصين اليوم أكثر ثقة بنفسها وقوة مما كانت عليه في أولمبياد بيجينغ الصيفي عام 2008. ما رأيكم في ذلك؟
ج: حقق أولمبياد بيجينغ الشتوي نجاحا كاملا بفضل الجهود المشتركة المبذولة من الصين والمجتمع الدولي، الأمر الذي قدم حدثا أولمبيا مبسطا وآمنا ورائعا للعالم، وأظهر للعالم صينا أكثر ثقة بنفسها وأكثر قوة ذاتية وأكثر انفتاحا وشمولية. وحضر مراسم الافتتاح حوالي 170 ممثلا رسميا من قرابة 70 دولة ومنظمة دولية، معربين من خلال حضورهم عن دعمهم للصين. بهذه المناسبة، أود أن أتقدم بخالص الشكر لجميع الأصدقاء من مختلف الدول الذين شاركوا ودعموا أولمبياد بيجينغ الشتوي.
إن نجاح أولمبياد بيجينغ الشتوي ليس نجاحا للصين فحسب، بل هو نجاح للعالم بأسره أيضا، وليس انتصارا للرياضة فحسب، بل هو انتصار للتضامن أيضا. تزامنت هذه الدورة للأولمبياد الشتوي مع تفشي فيروس أوميكرون وتصاعد القضايا الإقليمية الساخنة، وهي تعرضت في الوقت نفسه للتشويشات والتخريبات السياسية من فرادى الدول. لكن ما يشجعنا هو أن معظم الدول والشعوب اختارت التضامن وفقا للروح الأولمبية، مما ضخ أملا في قلوب الناس الذين يعانون من الجائحة، وجلب الثقة للعالم المضطرب.
يكافح رياضيو كافة الدول الآن بجد في ملعب البرالمبياد الشتوي. وأنا على ثقة بأن نور التضامن والتعاون الذي تم حشده أثناء الأولمبياد الشتوي سيخترق حتما الغيوم والعواصف ويضيء الطريق الذي تسير عليه البشرية يدا بيد نحو المستقبل.
رويتز: قد امتدت عمليات القوات الروسية في أوكرانيا إلى منشآت غير عسكرية. هل يستطيع الجانب الصيني بذل مزيد من الجهود لتسوية الصراع؟
ج: قد أوضح الجانب الصيني موقفه لعدة مرات من القضية الأوكرانية. ونحن دائما نصدر حكما ونوضح آراء بشكل مستقل وفقا لطبيعة الأمور مع التمسك بموقف عادل وموضوعي. الجليد السميك لم يشكل في يوم واحد. إن الأسباب وراء ما وصلت إليه الأوضاع الأوكرانية اليوم معقدة ومتشابكة. يجب التحلي بالهدوء والعقلانية في حل القضايا المعقدة، بدلا من صب الزيت على النار أو التصعيد. يرى الجانب الصيني أنه من أجل حل الأزمة الراهنة، من المطلوب التمسك بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة واحترام وضمان السيادة وسلامة الأراضي لجميع الدول، ومن المطلوب التمسك بمبدأ الأمن غير القابل للتجزئة ومراعاة الشواغل الأمنية المعقولة لأصحاب الشأن، ومن المطلوب التمسك بحل النزاعات سلميا عبر الحوار والتفاوض، ومن المطلوب إقامة آلية أمنية أوروبية متوازنة وفعالة ومستدامة مع وضع الأمن والأمان الدائمين للمنطقة في عين الاعتبار.
يجب على المجتمع الدولي الآن مواصلة مساعيه مع التركيز على نقطتين.
أولا، ضرورة بذل المساعي الحميدة ودفع المفاوضات. قد بذل الجانب الصيني جهودا في هذا الصدد، ويبقى على التواصل الوثيق مع مختلف الأطراف. في اليوم الثاني من الصراع، أكد الرئيس شي جينبينغ أثناء الاتصال الهاتفي الذي تلقاه من الرئيس بوتين على الرغبة في رؤية إطلاق مفارضات السلام بين الجانبين الروسي والأوكراني في أسرع وقت ممكن، وأبدى الرئيس بوتين استجابة إيجابية. وقد جرت جولتان من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، ونأمل أن تحقق الجولة الثالثة من المفاوضات التي ستطلق قريبا تقدما جديدا. يرى الجانب الصيني أنه كلما احتدمت الأوضاع، برزت ضرورة عدم التوقف عن المفاوضات، وكلما اشتدت الخلافات، ازداد إلحاح الجلوس على طاولة المفاوضات. يحرص الجانب الصيني على مواصلة لعب دور بناء في بذل المساعي الحميدة ودفع المفاوضات، كما أنه على استعداد للعمل سويا مع المجتمع الدولي على الوساطة اللازمة إذا اقتضت الضرورة.
ثانيا، يجب منع حدوث الأزمة الإنسانية على نطاق واسع. يحرص الجانب الصيني على طرح المبادرة ذات النقاط الست:
أولا، ضرورة اتخاذ الأعمال الإنسانية وفقا للمبدأ المتمثل في الحياد والعدالة، لمنع تسييس القضية الإنسانية.
ثانيا، متابعة أوضاع النازحين الأوكرانيين بشكل كامل، وتقديم المساعدة على إيوائهم بشكل ملائم.
ثالثا، حماية المدنيين بشكل عملي، وبذل جهود لمنع حدوث الكوارث الإنسانية الثانوية داخل الأراضي الأوكرانية.
رابعا، ضمان إجراء عمليات المساعدات الإنسانية على نحو سلس وآمن، بما فيها تأمين النفاذ السريع والآمن وبدون عوائق للإمدادات الإنسانية.
خامسا، ضمان سلامة الأجانب الموجودين في أوكرانيا والسماح لهم بمغادرتها بشكل آمن وتقديم مساعدة لهم للعودة إلى بلادهم.
سادسا، دعم الأمم المتحدة في لعب دورها التنسيقي بشأن تقديم المساعدات الإنسانية إلى أوكرانيا، ودعم أعمال منسق الأمم المتحدة بشأن الأزمة في أوكرانيا.
إن الجانب الصيني على استعداد لمواصلة بذل جهودها في تجاوز الأزمة الإنسانية. وستقدم جمعية الصليب الأحمر الصينية دفعة من المساعدات المادية الإنسانية العاجلة إلى أوكرانيا.