CGTN العربية*

 تم إغلاق أحد المستشفيات المؤقتة رسميا يوم الأحد في ووهان، حاضرة مقاطعة هوبي بوسط الصين، بعد أن كان في الأصل مركزا رياضيا، وذلك بعد خروج آخر دفعة من مرضى كوفيد-19، مكونة من 13 شخص.

ومنذ 5 فبراير الماضي، بدأت المستشفيات المؤقتة في ووهان تستقبل الدفعات الأولى من المرضى، ليتم فيها علاج أكثر من 12 ألف شخص من مرضى “كوفيد-19” ذوي الأعراض الخفيفة في المدينة. وحتى يوم الأحد، تم وقف العمل في 12مستشفى مؤقت في ووهان نظرا لاستمرار انخفاض عدد حالات المرضى، ومازالت هناك ثلاثة مستشفيات مؤقتة تواظب على العمل، حيث يعالج فيها أكثر من 100 مريض.

بدأ هذا المستشفى الذي يعتبر الأول من نوعه في مدينة ووهان، في استقبال المصابين بفيروس كورونا الجديد يوم الأربعاء، حيث يوفر المستشفى حوالي 1600 سرير للمصابين، 5 فبراير 2020.

كما أعلنت لجنة الصحة الوطنية أن عدد حالات الإصابة الجديدة المؤكدة بفيروس كورونا الجديد في ووهان قد انخفض إلى أقل من مائة إصابة لليوم الثالث على التوالي، ولم تسجل مدن أخرى في مقاطعة هوبي أية إصابات جديدة بالفيروس لليوم الرابع على التوالي.

كل هذه المعطيات تشير إلى أن ووهان تشهد نقطة التحول في المعركة ضد “كوفيد-19”.

تم إغلاق المستشفى المؤقت، الذي كان في الأصل مركزا رياضيا رسميا بعد خروج آخر دفعة من مرضى كوفيد-19، وسيتم التطهير الكامل للمستشفى، 8 مارس 2020.

عندما نراجع مراحل “معركة ووهان الدفاعية” في مواجهة الوباء، فما أكبر صعوبة واجهتها في محاربة الوباء في البداية؟ لا شك أنها قلة الأسّرة!

إنما يميز الأمراض المعدية عن الأمراض الأخرى يتمثل في بيئة التشخيص وعلاجها. ففي بداية انتشار الوباء، شهدت ووهان أعدادا مهولة من المصابين وتضاعف عددهم باستمرار، مما اضطر الكثير من المرضى لأن يبقوا في المنازل لإجراء الحجز الصحي بسبب قلة الأسّرة، ما أدى إلى الفشل في قطع “تأثير العدوى” بشكل فعال.

وعلى الرغم من إنشاء المستشفيين المؤقتين “هوهشنشان” و”ليشنشان” في ووهان على غرار مستشفى “شياوتانغشان” الذي كان يعالج مرضى السارس عام 2003، واللذين يضمان نحو 2300 سرير، إلا أنهما كانا عاجزين عن سد الفجوة.

ومع انتشارا الوباء وازدياد عدد الإصابات، كانت ووهان تشهد المستشفيات المكتظة بالمرضى، والأسرّة المشغولة … ما غير الوضع، بواسطة نمط جديد من المستشفيات.

فكيف تمكنت ووهان من تشييد مستشفى يضم عشرات الآلاف من الأسرّة في أسرع وقت ممكن؟ 

أحد المرضى المصابين بفيروس كورونا الجديد يقدم شكره لأفراد من الطاقم الطبي في مستشفى مؤقت كان مركزا للمعارض في مدينة ووهان، يوم 5 فبراير عام 2020.

فهناك مبان عامة مثل الملاعب الكبيرة ومراكز المؤتمرات قد تحولت إلى مستشفيات لعلاج المرضى بالأعراض الخفيفة في المدينة، وهذا لم يساعد على قطع تأثير العدوى فحسب، بل هيأ الظروف المناسبة لإجراء العلاج المركّز لهم.

ففي غضون شهر واحد، تم بناء 16 مستشفى مؤقتا جديدا في ووهان عن هذه الطريقة، تضم أكثر من 13 ألف سرير، وتم علاج عدد كبير من المرضى بشكل مكثف.

فمنذ أن بدأت أعمال التحول لأول مستشفى مؤقت في 3 فبراير، حتى إعلان ووهان عن توفر أسرة فارغة متاحة لاستقبال المرضى في الـ27 من فيراير، لم يمض إلا أقل من شهر، ليتم الانتهاء من وضع “استحالة العثور على سرير” في المرحلة البدائية من محاربة الوباء.

قال ما شياووي، مدير لجنة الصحة الوطنية إن “الاستخدام الواسع النطاق للمستشفيات المؤقتة له أهمية كبيرة في تاريخ الإنقاذ الطبي في الصين.” وأضاف “لقد لعبت طريقة تحويل مبان عامة إلى مستشفيات مؤقتة دورا مهما ولا يستغنى عنه في جانبي الوقاية والعلاج لمواجهة فيروس كورونا الجديد. كما تم ابتكار نموذج جديد من حيث الاستجابة لحالات الطوارئ للصحة العامة، ومواجهة الكوارث الكبرى، لتنظيم الموارد الطبية وإمدادها بسرعة.”

فيما سجلت مدينة ووهان 36 حالة إصابة مؤكدة جديدة بفيروس كورونا الجديد يوم الأحد، وحسبما ذكرت لجنة الصحة بالمقاطعة اليوم الاثنين. 

طبيب من الطواقم الطبية يودع المرضى المغادرين المستشفى المؤقت.

ومع ارتفاع عدد المرضى الذين غادروا المستشفيات بعد تعافيهم، انخفض إجمالي عدد الحالات المؤكدة في ووهان إلى 16627 حتى يوم الأحد.

كل هذا يدل على فعالية إجراءات الوقاية من الوباء والسيطرة عليه التي اتخذتها ووهان في المرحلة السابقة. ويعتقد الخبراء أنه في الخطوة التالية، يجب أن تضع ووهان الأولوية في علاج الحالات الخطيرة وقطع مصدر العدوى بشكل كامل. ولا يمكننا أن نأخذ أية استراحة في الفترة الحاسمة الحالية، خاصة في ظل مشاهد بلدان أخرى تشهد بداية انتشار الوباء فيها