شبكة طريق الحرير الصيني الاخبارية/
بقلم: الأكاديمي مروان سوداح
اعتقد بأن الدعوات إلى ما يُسَمَّى “ضرورة توطيد” العلاقات بين الأُردن والصين ليست دقيقة أبداً، ويُراد من ورائها تمرير فكرة سلبية مفادها، أن هذه العلاقات ليست قوية ولا وطيدة، وبالتالي “ضرورة الدعوة للأخذ بها “إلى الأمام”!
التفاهمات السياسية والاقتصادية – التجارية، والثقافية، والعلمية وغيرها من أشكال العلاقات بين بلدينا الأُردن والصين ممتازة في عناوينها وجوهرها ومسيرتها التاريخية ويومياتها، وهي تُنكر وتُحبِط ما يُقال وما تَلُوكه بعض الألسن وما تردده شخصيات وجِهَات تدَّعي تخصصها بالشؤون الأردنيَّة الصينيَّة، عن “أهمية تعزيز” هذه العلاقات. في الواقع، لا توجد في مواجهة الصين والأُردن أية عقبات، ولم تكن لا بالأمس ولا في أي وقت. فالأردن والصين يؤكدان تمتعهما بمشتركات كثيرة مُستمَدة من “طريق الحرير الصيني” الذي مَرَّ بالأُردن من الشمال إلى الجنوب، وسَلَكَ دروبنا من الجنوب إلى الشمال، وبقيت هذه العلاقات متينة، وتعزَّزَت منذ بداية الاعتراف الدبلوماسي المتبادل، وتتألق بتفاهمات ثقافية، وترتكز على المشتركات الإنسانية منذ العشريات المنطوية والقرون القديمة، وها هي تتدثر بتفعيلات مُتعدِّدة بين عمَّان وبكين.
أيضاً، الترابُط الأردني الصيني إستراتيجي حقيقي، فهو يتَّسم بأبعاد كثيرة، فلا يمكن للدولتين أن تبتعدا عن بعضهما البعض أو تُضعِفان عُرْوَتهما الوثقى. وفي الرد على المُتخَرِّصين والناعقين، نقول: نحن في البلدين نتقن فنون التخطيط لمزيدٍ من توسيع فضاء العلاقات الأُردنية الصينية عمودياً وأفقياً من خلال التقاسم الاقتصادي – التجاري وتنمية المنافع، وفي نفس الوقت ننجح بتطبيق منهاج عِلمي في فن إدارة العمليات التي تضمن تتابع تحقيق الوَفر الإيجابي والخير لِكِلْتَا الدولتين.
وتأكيداً على رأيي، استشهد بتصريحات وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، في مؤتمر صحفي مشترك (حزيران 2017م ) مع نظيره الصيني وانغ يي، شدَّدَ فيها على أن الصين ثاني أكبر مُستثمر في الأردن، مؤكداً دعم المَملكة لسياسة الصين الواحدة.
سفير الصين الهُمَّام لدى الأردن، السيد تشن تشواندونغ، ذُو نَشَاطٍ وَحَرَكَةٍ دَائِبَة لا تتوقف، يُبرهن بدوره على وطَادَة وصَلابَة “العلاقات السياسية الإستراتيجية بين الصين والأردن، واستمرار العاصمتين في تقديم الدعم القوي لبعضهما البعض في القضايا التي تنطوي على المصالح الأساسية المشتركة”، وبأن “البلدين يَعملان بصورة مشتركة على حماية العدل والعدالة في القضايا الدولية والإقليمية، وتجذير السلام والاستقرار، وممارسة التعدُّدِيَّة، وتعزيز الحوكَمة العالميَّة، كما أن الصين تولي اهتماماً وثيقاً بالقضية الفلسطينية، وتقدِّر حماية الأردن الثابتة للحقوق والمصالح المشروعة للشعب الفلسطيني، ومستعدة لمواصلة العمل مع المجتمع الدولي بما في ذلك الأُردن، لبذل جهود متواصلة لتحقيق هدف شامل وعادل وتسوية دائمة للقضية الفلسطينية”.
كذلك، يُشير السفير تشن تشواندونغ إلى واقع أنه ومنذ الاعتراف الدبلوماسي بين البلدين في عام 1977، “استمرت العلاقات الصينية الأردنية في التطور بشكل صِحِّي ومُطَّرد، مع مبادلات نشطة على جميع المستويات، حتى أصبحت الصين ثالث أكبر شريك تجاري للأردن، وثاني أكبر مصدر للواردات، وأوضح أن التجارة الثنائية بينهما حافظت على اتِّجاه نمو سريع في عام 2021، لتصل إلى 3.107 مليار دولار في الأرباع الثلاثة الأولى، بزيادة سنوية قدرها 17.38 ٪ ، كما انتعش الاستثمار الثنائي بين الصين والأردن بشكل ملحوظ، وكان لدى الأُردن في الأرباع الثلاثة الأولى من هذا العام 62 مشروعاً استثمارياً”. ويُثمِّن السفير تعاون الأردن مع الصين في التجارب السريرية الخارجية للقاح (سينوفارم) الصيني، ويُنوِّه إلى أن الصين كانت رائدة في التبرع باللقاحات وتصديرها إلى المَملكة، عندما كان الشعب الأردني في حاجة ماسة إليها”، و واصلت العلاقات الاقتصادية والثقافية بين البلدين تطورها بعد توقيع “اتفاقية الشراكة الإستراتيجية” في عام 2015، حيث نمت هذه العلاقات في مجالات الطاقة والبوتاس والأسمدة وغيرها، وبأنها توفِّر فرص عمل للأردنيين”. وللموضوع بقية.
*رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء (وحُلَفَاء) الصين.
**المصدر: الأنباط-الاردنية.