شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
بقلم عبد القادر خليل
مدير ورئيس تحرير شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية
في أمسية يوم الثلاثاء 28 ديسمبر، أشرف سعادة سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الجزائر السيد لي ليان خه بمقر السفارة بالعاصمة رفقة السيد كمال تشوان تشوان مكلف بالشؤون السياسية في السفارة، على حفل تكريم الفائزين الجزائريين في مسابقة الإنشاء الدولية الموجهة للشباب العربي والتي شارك فيها أزيد من 150 عربيا ينتمون إلى 22 دولة عربية. وقد كان موضوع المسابقة كتابة قصص أو مقالات أو إنجاز فيديوهات قصيرة تحت عنون: “الحزب الشيوعي الصيني في عيني”، وإبراز كيف ينظر العربي للصين وللعلاقات العربية الصينية، حيث كانت المسابقة من تنظيم دائرة العلاقات الخارجية في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني.
وحُضي بجائزة المساهمة الخاصة في هذه المسابقة وهي الأعلى، ثلاثة من العالم العربي من بينهم السيد عبد القادر خليل رئيس جمعية سفراء بلا حدود الثقافية و مدير موقع “شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية”، بالإضافة إلى الأكاديمي مروان سوداح من الأردن وهو رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء وحُلَفاء الصين، والدكتور علي البكالي رئيس تيار نهضة اليمن.
وفاز من الجزائر أيضا في هذه المسابقة بالجائزة الثانية الدكتور عبد الكريم بن خالد – أستاذ محاضر في الجامعة الأفريقية بمدينة أدرار، الذي تعذر عليه الحضور فاستلم جائزته نيابة عنه السيد عبد القادر خليل. وكانت الجائزة الثالثة من نصيب السيد محمد قوميدي رئيس الديوان البلدي للسياحة ببلدية أغبال ولاية تيبازة. كما منحت جوائز تشجيعية لجميع المشاركين في هذه المسابقة. أما الفائزون الأوائل فقد تحصلوا على جوائز قيمة توزعت بين حواسيب محمولة وهواتف ذكية.
وخلال الحفل التكريمي ألقى سعادة السفير لي ليان خه كلمة أعرب فيها عن شكره العميق للمتوجين بالمراتب الريادية في المسابقة لاهتمامهم بالشؤون الصينية ومساهمتهم في تقريب المسافات وتعزيز أواصر الصداقة بين الشعبين الصيني والجزائري، مبرزا العلاقة الممتازة التي تجمع بين البلدين، والدعم الذي يقدمه كل منهما للآخر منذ خمسينيات القرن الماضي إلى يومنا هذا، مُعَرِجًا على أهم المحطات التي نُقِشَت في سجلات تاريخ البلدين بحروف من ذهب، مُذكرا بوقوف الصين إلى جانب الجزائر ودعمها لثورة التحرير المجيدة، ومساندتها لها بعد الاستقلال في وقت عصيب يحتاج إلى الأصدقاء الحقيقيين. فقد كانت الجزائر الدولة الأولى عربيا وأفريقيا التي استَقْبَلت أول بعثة طبية صينية في أفريل 1963، لتقديم الدعم الطبي اللازم في وقت كانت الجزائر في أمس الحاجة إليه بعد ثورة مظفرة تُوجت بالنصر والاستقلال، و راح ضحيتها مليون ونصف المليون من الشهداء الأبرار.
كما قال سعادته أن الصين حكومة وشعبا لن تنسى أبدا مساندة الجزائر لها والدور الهام الذي لعبته الجزائر من أجل استعادتها لمقعدها الشرعي في الأمم المتحدة. ففي 25 أكتوبر 1971، اعتمدت الدورة الـ 26 للجمعية العامة للأمم المتحدة وبأغلبية ساحقة القرار رقم 2758 الذي ينص على استعادة كافة الحقوق لجمهورية الصين الشعبية في الأمم المتحدة.
وعرج سعادة السفير إلى التعاون الثنائي للبلدين في مكافحة جائحة كورونا حيث كانت الجزائر الدولة السباقة في مد يد العون للصين من خلال إرسالها لمعدات طبية ووقائية لها مباشرة بعد تفشي الوباء، ومن جانبها الصين قدمت الكثير من المساعدات الهامة للجزائر بحيث تشكل جسر جوي بين بكين والجزائر لنقل كل المستلزمات الطبية الضرورية لمكافحة كوفيد-19، وبالأخص اللقاحات الصينية المضادة للعدوى من الفيروس، والتي اقتنت منها الجزائر ملايين الجرعات.
وأكد السفير أن الصين ستواصل وقوفها إلى جانب الجزائر داعمةَ ومتعاونة معها في جميع المجالات وفي السراء والضراء، ولعل المشاريع الصينية المنجزة في الجزائر لخير دليل على ذلك، من خلال دعم الاقتصاد الجزائري والعلوم والتكنولوجيا وتعزيز البنية التحتية وغيرها..
وبالعودة للمسابقة أشار سعادته إلى أن الحزب الشيوعي الصيني الذي يحتفل هذا العام بمئويته الأولى، صانع نهضة الصين العظيمة، استطاع أن يُحَرِرَ ويُؤَسِسَ جمهورية الصين الشعبية الحديثة ويحولها من دولة فقيرة ومتخلفة إلى دولة متقدمة ومتطورة، وليجعل منها أكبر اقتصاد في العالم. مُبرزا الاسهامات والمبادرات التي قدمها الحزب للرفع من مستوى معيشة الشعب وبلوغ مجتمع رغيد الحياة بشكل شامل، وتحقيق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وتجسيد الديمقراطية الحقيقية، في كنف العدالة والمساواة والأمن والاستقرار، على خلاف ما تتباهى به بعض الدول الغربية ومنها الولايات المتحدة التي تدعي الديمقراطية بينما هي بعيدة كل البعد عنها، لما تقوم به من أعمال رديئة، وانتهاكات فضيعة لحقوق الإنسان داخل أمريكا وخارجها، وخير دليل على ذلك ما فعلته في أفغانستان والعراق واليمن وسوريا وليبيا بحجج واهية مختلفة لا أساس لها ولا مُبَرِر.
ومن الغريب أن تعقد أمريكا ما أسمته بقمة حول الديمقراطية وتدعو للمشاركة فيها بعض الدول الموالية لها والتي تسير في فلكها وتحت جناحها، وتقصي حضور الصين وروسيا والجزائر وغالبية الدول العربية، فلماذا لم تدعوهم إن كانت تزعم أنها بلدا ديمقراطية، أو مخافة أن تُفضح نواياها الخبيثة. لكن بات واضحا للجميع من هي أمريكا وما يحمل سجلها التاريخي من أحداث دامية وما خلفه تدخلها سافر في شؤون الغير، وما ألحقته من دمار وعدم استقرار في العديد من دول العالم.
وخلال اللقاء مع سعادة السفير قدم كل من السيد عبد القادر خليل ومحمد قوميدي جملة من الاقتراحات شفوية وأخرى مكتوبة، تدخل في إطار مزيد من تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين الجزائر والصين في العديد من المجالات، ومنها على الخصوص توسيع مجال تعلم اللغة الصينية في الجزائر وإنشاء معاهد كونفوشيوس في الجزائر لتعلم هذه اللغة لمختلف الفئات العمرية والمستويات العلمية، وأيضا توسع التعاون في المجال العلمي والثقافي والتكنولوجي والزراعي وفي كل ما من شأنه أن يجلب الفائدة للبلدين الصديقين.
كما نوه السيد عبد القادر خليل بالدور الكبير الذي تلعبه دائرة العلاقات الخارجية للحزب الشيوعي الصيني في الترويج النزيه والصادق للصين أمام العالم، وتساهم في مد جسور التواصل والتفاهم مع الأحزاب والمنظمات العربية والدولية، وإبراز مفهوم الحزب والصين للعالم.
مبارك لكم الفوز بجوائز مسابقة الإنشاء، تستحقون ذلك وبجدارة ، وشكرا للحزب الشيوعي الصيني ولسعادة سيف جمهورية الصين الشعبية لدى الجزائر .
الف مبروك لجميع الفائزين، وشكرا كبيرة للسفارة الصينية في الجزائر على الاهتمام الواضح من لدنها باعضاء الاتحاد الدولي.