انطلق اقتصاد الصين خلال العام الجاري على طريق التنمية الأعلى جودة والأكثر كفاءة واستدامة، بداية الخطة الخمسية الـ14 للبلاد (2021-2025)، مع الابتكار التكنولوجي والتحول الرقمي الذي يمكّن تقنيات جديدة وأشكالا جديدة من الأعمال من الظهور والتنمية السريعة.
في العام الجاري، ينمو الاقتصاد الرقمي بشكل أسرع من أي وقت مضى. وقد شهدت القيمة المضافة لصناعة الإلكترونيات، الأكبر في القطاع الصناعي، نموا مزدوج الرقم، وزاد الاستثمار في الخدمات الرقمية بأكثر من 20%، مما يدل على التنمية السريعة للتصنيع الرقمي.
وتم تسريع رقمنة الصناعات. ومن الزراعة الذكية للحبوب والخضروات إلى المعرض السحابي والقيادة بدون سائق، يلعب الاقتصاد الرقمي دورا غير مسبوق. ومن بين المهن الـ38 الجديدة التي أعلنت عنها الصين، هناك 26 مهنة مرتبطة ارتباطا مباشرا بالاقتصاد الرقمي.
وأعادت جولة جديدة من الثورة التكنولوجية والصناعية تشكيل أنماط الابتكار والهيكل الاقتصادي العالمي. ولا يعد الاقتصاد الرقمي فرصة للثورة العلمية والتحول الصناعي فحسب، بل ويعد مجالا رئيسيا أيضا للجولة الجديدة من المنافسة الدولية. وفي أكتوبر الماضي، ركزت جلسة دراسة جماعية للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني على الاقتصاد الرقمي.
وشدد الرئيس الصيني شي جين بينغ في الجلسة على أن النمو السليم للاقتصاد الرقمي سيساعد الصين على دفع عجلة إنشاء نمط تنموي جديد وتعزيز بناء نظام اقتصادي حديث وبناء قدرات تنافسية جديدة للبلاد.
وقال يوي شياو هوي، عميد الأكاديمية الصينية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات “أعطتنا تصريحات الرئيس شي بشأن اتجاه تنمية الوضع الدولي للاقتصاد الرقمي نظرة عميقة على اتجاه تنمية صناعاتنا وتقنياتنا، مما وفر لنا إرشادات دقيقة حول تنمية الاقتصاد الرقمي. ويساعد التكامل العميق للتكنولوجيا الرقمية مع كل صناعة على تحقيق التحسن الشامل للإنتاجية، والذي يمكن أن يحول الاقتصاد الصيني حقا إلى اقتصاد مدفوع بالابتكار، ويشكل قوة دافعة جديدة لتنميتنا الاقتصادية”.
خلال العام الجاري، شدد شي في مناسبات عديدة على تعميق الإصلاح الهيكلي لجانب العرض وتعزيز الابتكار العلمي والتكنولوجي وقيادة تحسين الصناعات وترقيتها.
وقال شي خلال زيارته لمجموعة ليوقونغ، إحدى الشركات الصينية الرائدة في تصنيع الآلات في مدينة ليوتشو بجنوبي الصين “يلعب الابتكار دورا رئيسيا في التنمية عالية الجودة. وفقط من خلال الابتكارات يمكننا أن نصبح أقوى وأفضل. وفي الابتكار يجب أن نثابر ونضاعف جهودنا ونطمح إلى الأفضل”.
مع التمسك بالمكانة الأساسية للابتكار في الصورة العامة للتحديث في الصين، تم تنفيذ سلسلة من الإصلاحات والإجراءات بشكل مطرد حول الدعم الإستراتيجي المتمثل في الاعتماد الذاتي في قطاعات العلوم والتكنولوجيا.
أدت الإجراءات والإصلاحات الجديدة إلى تفعيل الأنظمة والآليات. وفي منطقة خليج قوانغدونغ-هونغ كونغ-ماكاو الكبرى، كان التأثير الإيجابي لتجمعات البنية التحتية الوطنية الرئيسية في العلوم والتكنولوجيا بارزا. وفي دلتا نهر اليانغتسي، أطول نهر في الصين، يربط ممر للابتكار العلمي السلسلة الصناعية لتوسيع تطبيق الإنجازات العلمية والتكنولوجية.
وفي منطقة تشونغقوانتسون للعلوم والتكنولوجيا في بكين، والمعروفة باسم “وادي السيليكون الصيني”، تخضع 100 تقنية أساسية رئيسية للبحث والتطوير المكثف، وسيتم تحقيق إنجازات فيها خلال السنوات الخمس المقبلة.
ويحسن التخطيط الجديد تخصيص الموارد. وخلال العام الجاري، أطلقت الصين مشروعا لبناء محاور وطنية للحوسبة في المناطق الغربية مثل مقاطعات قانسو وقويتشو الغنية بموارد الطاقة المتجددة، لدعم المناطق الشرقية، وبالتالي إنشاء شبكة جديدة ذات تخطيط علمي من الطاقة الحاسوبية.
وقدمت أكثر من 1.3 مليون محطة قاعدة لشبكة الجيل الخامس للاتصالات (5G) وشبكات عريضة النطاق وسلسلة من مشاريع البنية التحتية الجديدة، ضمانا قويا لتحول الصناعات التقليدية وترقيتها. وفي الأشهر الـ11 الأولى من العام الجاري، أعطت منصة الإنترنت الصناعية معرفة رقمية لأكثر من 53 مليار جهاز جديد، وأصبحت أكثر من 70 مليون من الأجهزة والمعدات سحابية.