على الرغم من الرياح المعاكسة التي تواجه الاقتصاد العالمي، حققت الصين، باتباع فكرها التنموي الجديد، نموا يخالف الاتجاه في العام الجاري، وحققت إنجازات في مختلف المجالات، مما أظهر مزيدا من المرونة والحيوية في تعزيز النمط التنموي الجديد والسعي لتحقيق تنمية عالية الجودة.
ويعد العام الجاري علامة فارقة في تاريخ الصين والحزب الشيوعي الصيني الحاكم. وعند مفترق الطرق التاريخي لأهداف “الذكريين المئويتين” (بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل بحلول عام 2021، وجعل الصين دولة اشتراكية حديثة قوية بحلول عام 2049)، يمثل العام الجاري أيضا بداية خطة خمسية جديدة ورحلة جديدة لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل.
وبفضل القيادة القوية للحزب الشيوعي الصيني والحكومة المركزية، قطعت الصين خطوات ملحوظة في التنمية عالية الجودة على الرغم من البيئات الداخلية والخارجية المعقدة والقاتمة.
وارتفع الناتج المحلي الإجمالي للصين بنسبة 9.8% على أساس سنوي في الأرباع الثلاثة الأولى من العام الجاري إلى 82.31 تريليون يوان (13 تريليون دولار أمريكي)، متجاوزا الهدف المتمثل في زيادة بنسبة 6%. وعلى الرغم من تحديات متعددة، أظهر اقتصاد الصين مرونة قوية مع حجمه الكبير ونموه المطرد وزخمه القوي.
وبفضل السرعة الرائدة في التنمية، يضخ الاقتصاد الصيني مزيدا من الزخم في الانتعاش الصعب للاقتصاد العالمي. كما توقعت مؤسسات دولية عديدة مؤشرات إيجابية للنمو الاقتصادي الصيني في العام الجاري.
وقالت ريبيكا إيفي، كبيرة الممثلين لمكتب بكين للمنتدى الاقتصادي العالمي “ما رأيناه في العام الجاري بالنسبة للتعافي والنمو الاقتصادي الصيني هو أن الأرقام كانت إيجابية للغاية مقارنة بالعام الماضي، وإنه مدفوع جزئيا بالاهتمام الإيجابي بالتحول الرقمي والطاقة الناتجة عنه، وبالطبع الاهتمام الاتجاه نحو نمو مستقر وعالي الجودة وأخضر، بما في ذلك الاهتمام الكبير بالمناخ العام”.
يمضي العالم في العام الجاري قدما في حالة من عدم اليقين. ورفع صندوق النقد الدولي ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية توقعاتهما للاقتصاد العالمي للعام الجاري ثم خفضاها، مما يشير إلى أن الطريق إلى التعافي العالمي لا يزال وعرا ومتعرجا. ويواجه الاقتصاد الصيني أيضا تحديات محلية في التنمية غير المستقرة والمتفاوتة.
*سي جي تي إن العربية.