شبكة طريق الحرير الصيني الاخبارية/

إن صحراء شاسعة وكهوف بوذية دقيقة وجبال مثلجة ومتجمدة وإلخ، وهناك الكثير يستحق الاستكشاف في منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم بالصين.

ولكن المجتمع الدولي يصب بقوة كل اهتمامه على التركيب السكاني لهذه المنطقة في الأشهر الأخيرة.

من بين النقاط الخلافية، يأتي التغير الديمغرافي في شينجيانغ على أساس سنوي الأكثر بروزا. أظهرت البيانات الرسمية أن معدل النمو الطبيعي لعدد السكان المحليين انخفض من ‰ 11.4 في عام 2017 إلى ‰6.13 في عام 2018.

هذا الانخفاض أثار تكهنات عديدة. مع ذلك، ما زال معدل النمو في شينجيانغ أعلى بكثير من المستوى الوطني، حيث يتطابق الاتجاه السكاني للمنطقة مع نموذج التحول الديموغرافي العالمي، بينما تعكس تغيرات البيانات لعدد سكانها أحدث التحولات في السياسات المحلية ومواقف المحليين.

لنستكشف هذه العوامل من خلال الإحصائيات.

أولا، لنتعرف على السياسات المتعلقة بالمواليد في شينجيانغ.

عاش الويغوريون تقليديا في واحات منتشرة حول حوض تاريم بجنوب تيانشان. على الرغم من أن الحكومة الصينية تعتبرهم أقلية عرقية، إلا أنهم في الواقع يمثلون الأغلبية في المجموعة العرقية في هذه منطقة ذاتية الحكم.

منذ السبعينيات للقرن الماضي، أدت سلسلة من سياسات تنظيم الأسرة إلى تسريع التغيير الديموغرافي في شينجيانغ. كان سكان الهان يواجهون السياسات الأكثر صرامة من حيث الولادة. أما الأقليات العرقية بما فيها قومية الويغور، فقد ظلت تمتلك القاعدة السكانية الأكبر عددا، وهو ما عزز النمو السكاني بشكل أكبر.

لذلك، اتسعت الفجوة بين المجموعتين مع مرور الزمان.

فيما يتعلق بانخفاض معدل النمو السكاني في عام 2018، له علاقة مع تحديث “لوائح منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم بشأن السكان وتنظيم الأسرة” في عام 2017 لأول مرة منذ عام 2010.

لم تعد اللوائح الجديدة تميز قومية الهان عن الأقليات العرقية، فيمكن لجميع العائلات في المناطق الحضرية إنجاب طفلين على الأكثر، أما العائلات في المناطق الريفية، فيمكنها إنجاب ثلاثة أطفال على الأكثر. يتحمل الأزواج الذين لم يلتزمون باللوائح مسؤولية قانونية أكبر، أما الأزواج الذين يتمسكون بها، فكانوا مؤهلين للحصول على المزيد من المكافآت النقدية.

أصبح الزواج المبكر والحمل المبكر أقل شيوعا في شينجيانغ والمناطق الأخرى بداخل الصين. وانخفض عدد المواليد الجدد فيها بحوالي 120 ألف في الفترة ما بين عامي 2017 و2018. في الوقت نفسه، انخفض عدد حالات الزواج الأول المسجلة بأكثر من 15 ألفا، وتم إصدار أكثر من 29 ألف شهادة تنظيم أسرة.

ثانيا، يجب أن يتماشى عدد السكان في منطقة معينة مع حجم اقتصادها ومواردها. بيد أن مستوى الصناعة والتحضر في شينجيانغ منخفض نسبيا، فضلا عن نقصان الموارد المائية وعدم توازن توزيعها. بالتالي، فقد أدت كل هذه العوامل إلى انخفاض نسبي في الكثافة السكانية الي المنطقة.

على سبيل المثال، كانت الكثافة السكانية الفعلية في منطقة جنوب شينجيانغ 8.08 شخص لكل كيلومتر مربع في الفترة ما بين أعوام 1998 و2006. على الرغم من أنها أقل من المستوى الوطني، إلا أنها تجاوزت النقطة الحرجة للكثافة السكانية في منطقة قاحلة بـ7 أشخاص لكل كيلومتر مربع.

ثالثا، انطلاقا من الاتجاه العام، يتوافق النمو السكاني الطبيعي في شينجيانغ مع نموذج التحول الديموغرافي العالمي، ألا وهو، انخفاض حالي للنمو السكاني الطبيعي بعد المرور بفترة من الزيادات.

على الصعيد العالمي، أدت عوامل تشمل التقدم التاريخي في التكنولوجيا الطبية والظروف الصحية، وتناقص اعتماد الإنتاج الصناعي على العمالة البشرية فضلا عن المواقف التقدمية تجاه الزواج والولادة، إلى المرحلة الديموغرافية الحالية: معدل نمو سكاني طبيعي منخفض بناء على اتجاهات انخفاض معدل المواليد وتدني معدل الوفيات.

بجانب مناقشة عدد السكان في شينجيانغ، يجب علينا أن نركز جهودنا على كيفية تحسين مستقبل أهلها، وتطوير المنطقة بشكل مستدام لحماية البيئة المحلية وتحسين مستويات معيشة المحليين.

*سي جي تي إن العربية.