و يحمل أنبوب الغاز “العابر للمتوسط” الذي يربط بين البلدين اسم أنريكو ماتي منذ سنة 1999 كما منحه مؤخرا رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون وسام أصدقاء الثورة الجزائرية ما بعد الوفاة و ستحمل حديقة بالعاصمة اسمه قريبا: كل هذه المبادرات الرمزية تجسد صداقة جزائرية-ايطالية متينة و تعاون اقتصادي ثنائي واعد.
و بفضل “أنبوب الغاز أنريكو ماتي” الذي يعد ثمرة شراكة مبرمة سنة 1977 بين مجمع سوناطراك و المجمع الطاقوي الايطالي “ايني” الذي كان مؤسسه المصنع في مجال البترول و الرجل السياسي ماتي سنة 1953، فان ايطاليا تعد احدى أهم وجهات الغاز الطبيعي الجزائري.
إقرأ أيضا: الرئيس الإيطالي يشرع في زيارة دولة للجزائر ابتداء من يوم غد السبت
و ينطلق أنبوب الغاز هذا الذي تم انجازه من أجل تزويد ايطاليا بالغاز الجزائري من حقل حاسي رمل حيث يعبر كل من تونس و قناة صقيلية و مضيق مسين علما أن هذه المنشأة التي تسمح منذ دخولها الخدمة في سنة 1983 بضمان امدادات سنوية بالغاز قد تبلغ 32 مليار متر مكعب.
و قد اضطلع أنريكو ماتي المعروف بمواقفه المناهضة للاستعمار و مقاومته للفاشية بشمال ايطاليا ابتداء من 1943 حيث عرف عنه انه كان “متبصرا و مروجا لتعاون حقيقي بين الشمال و الجنوب” بدور هام في مفاوضات ايفيان من خلال وضع خبرته في خدمة الطرف الجزائري في مجال المحروقات.
كما ساعد السيد ماتي الجانب الجزائري على تحديد المحاور الاستراتيجية الكبرى للمفاوضات و الدفاع عن مصالح الجزائر في استغلال مواردها البترولية و المنجمية حسب الشهادات المعبر عنها بهذا الخصوص في مختلف المنتديات.
و قد تناولت الشهادات أيضا دور مجمع “ايني” في تكوين الاطارات الجزائرية في مجال الصناعة البترولية على مستوى مدارسها بعد استقلال الجزائر.
شخصية بارزة كانت لا تروق للبعض
و خلال ندوة مخلدة لذاكرة ماتي عقدت شهر اكتوبر الفارط، قال وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة أن هذا الأخير “نذر حياته خدمة للقضايا العادلة في العالم و أنه كان مناهضا للهيمنة الاستعمارية مما جعله يتعرف على العديد من قادة الثورة”.
وأضاف الوزير أن “تواصله المستمر مع ممثلي جبهة التحرير الوطني بالخارج أسهم في تجنيد وتعبئة الطبقة السياسية الإيطالية ودعم ونصرة القضية الجزائرية “.
و في يونيو الفارط، قال السفير الإيطالي بالجزائر، جيوفاني بوغلييزي، ان الراحل أنريكو ماتيي يعتبر “شخصية بارزة أسست لمرحلة فاصلة في العلاقات بين إيطاليا والجزائر”.