شبكة طريق الحرير الصيني الاخبارية/
الأنباط/
بقلم: الأكاديمي مروان سوداح
نَشرت صَحيفتنا الغَراء “الأنباط”، يوم أمس الثلاثاء، خبرًا لافتًا ومُهمًا عن لقاء معالي وزير الصناعة والتجارة والتموين السيد يوسف الشمالي، مع سفير جمهورية أذربيجان الشقيقة، سعادة السيد إيلدار سليموف. تناول اللقاء بحث مسألة تعزيز آليات التعاون الاقتصادي بين بلدينا الشقيقين في مختلف الحقول، بما يخدم المصالح المشتركة للطرفين والاستفادة من الفُرض المُتاحة.
لاحظتُ في الخبر صراحةً تامة بشأن العلاقات الاقتصادية القائمة بين البلدين، والتي لم تصل للآن إلى مستوى العلاقات السياسية المتميزة بين الدولتين، إذ أشار الوزير الشمالي بوضوح ومباشرة إلى اهتمام الأردن بتطوير التعاون الاقتصادي مع أذربيجان من خلال زيادة حجم التجارة البينية التي ما تزال متواضعة ولا تُعبِّر عن متانة العلاقات السياسية التي تربطهما، وأكد الوزير ضرورة “مضاعفة الجهود للارتقاء بحجم المبادلات التجارية، وتحفيز رجال الأعمال على إقامة مشاريع استثمارية مشتركة”.
إلى ذلك، نوّهَ السفير الأذربيجاني إلى أن التعاون الاقتصادي بين العاصمتين “لم يرتقِ للآن إلى مستوى العلاقات السياسية المُتميّزة، وما زال دون الطموح، ونتطلع لزيادته وتعزيزه في مختلف المجالات”. وبحث الجانبان عقد اجتماعات اللجنة المشتركة التي تم تأجيلها سابقًا بسبب جائحة كورونا وتداعياتها.
وبلغة الأرقام نقرأ في ذات الخبر في “الأنباط”، عن أنه “وبحسب بيانات التجارة الخارجية، لم يتجاوز حجم التبادل التجاري بين البلدين العام الماضي 5ر2 مليون دولار، منها صادرات أُردنية بحوالي مليوني دولار، تركّزت في المنتجات الصيدلية والكيماوية والحديد والصلب”.
في تموز الماضي نشرت “الأنباط” أيضًا، تصريحات للسيد السفير سليموف الذي كشف عن أن “العلاقات الأردنية الأذرية في تطوّرٍ مستمر، وإن الزيارات الملكية التي جرت خلال السنوات السابقة أسهمت بتوقيع العديد من الاتفاقيات في النطاقات الاقتصادية والتجارية والثقافية.. ولفت إلى أهمية تعزيز حجم التجارة البينية، وتوسيع قاعدة السلع المتبادلة بين البلدين، بحيث تكون أكثر تنوعًا، بما يُسهم بشكل إيجابي في زيادة وتحسين حجم التبادل التجاري، مؤكدًا أن القطاع الخاص في بلاده مهتم بعملية الاستثمار في الاردن”.
إضافة إلى كل ما تقدَّم، لفت انتباهي بيان صحفي وزّعته سفارة جمهورية أذربيجان لدى المملكة الأردنية الهاشمية في العام الماضي 2020م، جاء فيه، أن “لدى البلدين “حاليًا” فرصًا عديدة لتطوير العلاقات الاقتصادية وآفاق تعاون جديدة تلوح في الأفق، من أبرزها انعقاد الاجتماع الرابع للجنة الحكومية المشتركة في باكو خلال خريف عام 2020، ما يَفتح مَدَيَاتٍ عديدةٍ ويُفعّلُ الاتفاقيات المُوقّعة بين البلدين خلال السنوات الماضية، والتي بلغ عددها أكثر من 40 اتفاقية في مختلف الساحات الاقتصادية والتجارية والثقافية، والسياحية، والصناعات الدفاعية والتعاون الأمني وحيّز النقل وغيرها”.
كل ما سَلَفَ وغيره من التصريحات، إنما يؤكد رغبة المسؤولين المَعنيين بتطويرٍ سريعٍ ووازن للعلاقات الاقتصادية في مختلف عناوينها بين عمّان وباكو، وفي هذا الحال يبقى أن ننتظر مبادرة عملية على الأرض لتفعيل كل تلك الاتفاقات الموقَّعَة بين الدولتين والجهات الاقتصادية والتجارية فيهما، لتحقيق نهوض ملموس بالتمنيات لتحويلها إلى وقائع يومية، ومن خلال الاستثمار الأمثل في مختلف المسارات لخط الطيران الرابط بين العاصمتين، والذي توقف بسبب جائحة كورونا.
اعتقد شخصيًا بأن تشجيع المشاريع الصغيرة والمتوسطة بين البلدين، ودعم الحكومتين لحركة التجارة بين القطاعين الخاصَّين ولو في مناحي البيع والشراء “المتواضع”، سيعمل بلا شك على حَلحَلَة الركود الراهن، لجهة تدعيم فكرة التعاون المُتّسع بالتدريج بين الأردن وأذربيجان، وسيعمل بالتالي على دفع رؤوس الأموال للاستثمار التدريجي، وسيؤدي ذلك بالمهتمين إلى “التنبيش” و “التفتيش” كما في طريقة العثور على اللُقيّات الأثرية، في فضاء التعاون للعثور على الدائرة الجديدة الأفضل والأنسب التي من شأنها الارتقاء بالعلاقات التجارية إلى مستوى العلاقات السياسية الرفيعة القائمة بين الدولتين الشقيقتين.
*رئيس اللوبي (العربأذري) للأخوّة والصداقة.