شبكة طريق الحرير الصيني الاخبارية/
بقلم الاستاذ الصحفي السوري سامر كامل فاضل
*كاتب وشاعر وصديق الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتاب العرب اصدقاء وحلفاء الصين .
تأسست جمهورية الصين الشعبية في الاول من أكتوبر عام ١٩٤٩. وقد مر اقتصادها بمراحل متعددة قبل أن يصل الى ما هو عليه اليوم.
فقد قاد الاقتصاد الاشتراكي الذي تنتهجه الدولة مسيرة التصحيح والتطوير حتى عام / ١٩٧٨ /، إذ بدأت الصين بعدها بالإنتقال الى الاقتصاد الاشتراكي المختلط وقد ترافق هذا مع جملة من الإصلاحات المعقدة في الأنظمة المالية والنقدية والمؤسساتية والقانونية في الصين كي ينجح هذا الانتقال، فقد كانت النتيجة الاقتصادية في الفترة ما بين تاسيسها وحتى عام / ١٩٧٨/ نتيجة مضطربة عاشت خلالها الثورة الاشتراكية في ظل حكم القائد و الزعيم ماو تسي تونغ ثم جاء بعدها إصلاحا اقتصاديا تدريجيا ونموا اقتصاديا سريعا تميزت به الصين ما بعد فترة الماوية .
وقد أبدت الحكومة الصينية استجابة عالية ومرونة فائقة لنتائج هذه التحولات والتغيرات و رافق هذا التحول مستويات عالية من التمدن والتصنيع أثٓرت في جوانب المجتمع الثقافية والاقتصادية للصين.
وشهدت جمهورية الصين الشعبية في فترة الإصلاح الاقتصادي بعد عام /١٩٧٨/ تحسنا كبيرا في المستوي المعيشي واستقرارا اجتماعيا نسبيا، وتطورت الصين من دولة معزولة اشتراكيا الى دولة أصبحت العمود الفقري للاقتصاد العالمي.
وتعد الصين من أسرع اقتصادات العالم نموا منذ الثمانينات، إذ بلغ متوسط معدل النمو السنوي ١٠% من عام ١٩٧٨ حتى عام ٢٠٠٥ حسب احصاءات الحكومة الصينة، ويبلغ الناتج المحلي للصين ٢.٢٢٥ تريليون دولار عام ٢٠٠٥ .
فالصين أنجزت بناءاً سياسياً واقتصادياً واجتماعياً عظيماً على كافة الأصعدة عبر مراحل متعاقبة، وسياسات تأسيس الدولة الاشتراكية أعطاها طابعها الصيني المتميز والفريد حيث كان التركيز كبيراً على بناء الصناعات الثقيلة ومجمل القواعد الاقتصادية والسياسية للاستقلال الوطني والاعتماد على الذات وعلى بناء الإنسان الصيني عبر نظم جيدة للصحة والتعليم والبحث العلمي، كما ضمن قدرة الردع لبلاده بدخوله النادي النووي في منتصف ستينيات القرن الماضي.
وبذلك نجد ان التجربة الصينية من النماذج الدولية المميزة والفريدة من نوعها، وذلك بفضل المعجزة الاقتصادية التي تم تحقيقها في وقت قصير بفضل سياسات الحزب الشيوعي الصيني وقائده الفذ شي جين بينغ ، إذ نجح الاقتصاد الصيني بأن يصبح ثاني أكبر اقتصاد عالمي بعد اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية بناتج محلي إجمالي بلغ حوالي ١٠.٣٥ تريليون دولار أمريكي في عام ٢٠٠٥ حسب إحصائيات البنك الدولة وبدأت مرحلة جديدة من التطور الصناعي العملاق فاجأ وأذهل العالم حتى يومنا هذا.
*المصدر ..دوريات الاقتصاد الصيني في مكتبة الأسد الوطنية.