شبكة طريق الحرير الصيني الاخبارية/
بقلم: يلينا نيدوغينا
كاتبة وإعلامية أردنية / روسية، ومؤسِسة مُلحق الرؤية الروسيَّة الورقي، ونائب رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتَّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين.
الصَّدى الكبير الذي تَرَدَّد مؤخرًا في أرجاء العَالَم العَربي بكل بلدانه لم يَسبق له مَثيل، إذ نجح إبداع صيني قيادي جديد في تخليق صورٍ غير مسبوقة، أو لنقل تفعيلات وإطارات لشكل وجوهر غير تقليدي في علاقات الجهات القيادية الصينية مع المواطنين العرب. هذا الاستحداث الصيني بسيط في مظهره، إلا أنه إيجابي وعميق في أبعاده، ويستوجب من المواطن العربي العادي العمل الجاد على ذاته بتخزين معلومات كثيرة عن العلاقات التاريخية القديمة والحالية للعواصم العربية مع بكين ونفعِها وضرورتها في المسيرة الحتمية لتقارب الأمم والدول من بعضها البعض.
هذا الاقتراح الصيني المُستجد للتقارب مع الشارع العربي بكل تجلياته وأفكاره ومصالحه جاذب بحق، وجذّاب ومُستدام، ومن شأن استمراريته توسيع الصداقة والتفاهم الأشمل بين المواطنين العرب والصينيين، وبالذات من خلال الثقافة والتبادل الإعلامي، وهي الروافع الأنسب في رأيي في زمننا الراهن، إلى جانب التجارة والإقتصاد، لجعل اللغة العربية دارجةً يوميًا في الصين، والصينيَّة في بلدان الضاد الكثيرة والواسعة.
نحن هنا بصَدَد “مسابقة الإنشاء”، التي نظَّمتها قبل فترة وأعلنت عن نتائجها في حفل دولي كبير من خلال التواصل الإلكتروني، قيادة الحزب الشيوعي الصيني لجمهورية الصين الشعبية، وقد حضرها جَمعٌ كبير من العرب المستقلين، واللاحزبيين، وقيادات وأعضاء الاحزاب والمؤسسات الثقافية والإعلامية العربية المختلفة الحليفة والصديقة للصين، واحدة من هذه الفاعليات هو “الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتَّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين” العريق، الذي يضع العلاقات الصينية العربية في المكان الأول والصدارة في الوقائع العربية وتطوراتها، حفاظًا منه على مآلاتها التي ننتظر تألقها الأشد، وفي المصير المستقل والسلمي والازدهار الصناعي والحضاري المتوقع للعرب بالصداقة والتحالف الثابت والعميق والمُثمِر مع الصين بالذات، وفي الانفتاح المُشرَع الأبواب عليها.
كثيرون يعلمون عن المسابقات التي كانت تُجريها بعض وسائل الإعلام الصينية الناطقة بالعربية، والتي تأسست منذ عشرات السنين، ووجهت أثيرها ومطبوعاتها للمستمعين والقراء العرب، لكن بعضها، وللأسف الشديد، توقف منذ عهد بعيد عن تنظيم هذه المسابقات “لأسباب مالية” كما قالت، بالرغم من أنها كانت قد حازت خلال زمن طويل على إعجاب وتأييد أصدقاء الصين، ونجاحها لفترة طويلة في مضاعفة أعداد أصدقاء الصين الحقيقيين وزخمهم، وليس “السطحيين” والانتهازيين وأصحاب الأمزجة المُتقلِّبة. وقد تبيّن لاحقًا بأن عديد هؤلاء الأصدقاء قد تراجع، وبالتالي ضَعُف الاهتمام العربي بهذه الوسائل الإعلامية بسبب توقّف هذه المسابقات التي كانت تشابه إلى حد ما، مسابقة الإنشاء الحزبية الصينية. في المقابل، تنشط وسائل إعلام في دول الشمال والجنوب الأرضي لجذب المزيد من المستمعين العرب إليها، من خلال مسابقات متواصلة، وهدايا ثمينة ومُحبَّبَة يتم توجيهها لهؤلاء العرب، إذ تغدو هذه الهدايا في البيوتات العربية وسيلة دعائية ذكية وثابتة وهامة لحكومات وسياسات تلك الدول وأفكارها في يوميات العائلات والمجتمعات العربية.
أعتقد، بأنه وفي الاتجاه الموازي لِ “مسابقة الإنشاء” الحزبية، يمكن للحزب الشيوعي الصيني مواصلة طرح المسابقات الإنشائية على العرب سنويًا، أو مرة واحدة كل ستة شهور، للاحتفاء معهم بالتواريخ والمناسبات الحزبية الصينية المختلفة، بما يتعلق على سبيل المِثال لا الحصر، بمناسبة انتخاب الرفيق شي جين بينغ رئيسًا جديدًا للحزب ومن ثم للدولة، وتأسيس جريدة الشعب الصينية الشهيرة، وهي لسان حال اللجنة المركزية للحزب، وبالتواريخ المختلفة لزيارات الرئيس شي جين بينغ للدول العربية، ولقاءاته مع القادة والزعماء العرب، وغيرها الكثير من المناسبات المشهودة.
ـ وللحديث بقية.