بدأت الصين في تطوير شبكة نقل ومواصلات شاملة تغطي مزيد من المناطق في إطار الخطة الخمسية الـ14 (2021-2025) لتسهيل حياة المواطنين وتعزيز النمو الاقتصادي المنسق.
كقسم رئيسي من خط السكك الحديدية فائق السرعة الذي يربط بين بكين وهونغ كونغ، يخضع الخط الذي يربط مدينة قانتشو بشرق الصين ومنطقة شنتشن الاقتصادية الخاصة بجنوبها، لعمليات تعديل للمسار، مع اختبار مشترك للخط بأكمله سيبدأ قريبا. ومن المقرر أن يبدأ تشغيل الخط بنهاية العام الجاري، ومن المتوقع أن يختصر وقت السفر بين الوجهتين من سبع ساعات إلى نحو ساعتين.
وقال تشانغ هان دونغ، كبير المهندسين بالشركة المسؤولة عن بناء الخط: “أدى خط السكك الحديدية فائق السرعة الذي يربط بين مدينتي قانتشو وشنتشن إلى اختصار المسافة بين مقاطعة جيانغشي ومنطقة خليج قوانغدونغ-هونغ كونغ-ماكاو الكبرى من حيث الزمان والمكان. وأصبح له أهمية كبيرة في تفعيل التنمية المحلية في مقاطعات عديدة، ودفع التنمية على طول الطريق”.
تعتبر القيادة الصينية النقل والمواصلات حجر أساس للتنمية. وخلال زيارته التفقدية لمناطق بكين-تيانجين-خبي في يناير عام 2019، أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ على أهمية البنية التحتية للنقل والمواصلات في البناء الحضري والنمو الاقتصادي. وبتوجيهات شي، كثفت الصين تطوير شبكة النقل والمواصلات في الجهود المبذولة لوضع أساس متين للنمو الاقتصادي المستقر على طول الطريق.
وفي النصف الأول من العام الجاري، وهو العام الأول في الخطة الخمسية الجديدة، شهدت الصين تقدما مطردا في مشاريع البنية التحتية الرئيسية المتعددة.
وتم بناء نفق يصل عبر البحر بين مدينتي شنتشن وتشونغشان جنوبي الصين، وهو أول نفق أنبوب مغمور في العالم بأربعة ممرات في كل اتجاه. وأصبحت خدمات القطارات فائقة السرعة “فوشينغ” تغطي جميع المناطق على مستوى المقاطعات في البر الرئيسي الصيني للمرة الأولى.
وخلال النصف الأول من العام الجاري، سجلت البلاد إجمالي استثمارات بقيمة 1.5 تريليون يوان (232 مليار دولار أمريكي) في الأصول الثابتة في قطاع النقل، بزيادة 8.3% على أساس سنوي. وبلغ حجم الشحن التجاري لهذا القطاع 24.75 مليار طن، بزيادة سنوية قدرها 24.6%.
كما ركز بناء المواصلات على تحسين معيشة المواطنين. ومنذ بداية العام الجاري، تم تعزيز شبكات النقل العام وخدمات التوصيل السريع في المناطق الريفية.
وفي محافظة نينغهاي بشرقي الصين، تم إطلاق الدفعة الأولى من حافلات التوصيل السريع للسكان الريفيين مؤخرا. ويمكن لتلك الحافلات التي تدمج نقل الركاب والتوصيل السريع والتوزيع البريدي أن تخفض تكاليف الخدمات اللوجستية الريفية بأكثر من 20%، وتختصر وقت التوصيل بمقدار نصف يوم.
وقال تونغ شينغ قوه، نائب مدير مكتب البريد بالمحافظة: “سيعمل نموذج التنمية المتكاملة لنقل الركاب وتسليم البضائع على تعزيز تنمية التوصيل السريع في القرى بشكل شامل، وتعزيز الاستهلاك الريفي وزيادة دخل المزارعين”.
إن تطوير شبكة النقل والمواصلات في العصر الجديد مكرس لتعزيز التنمية المنسقة الإقليمية. وفي السنوات الثلاث المقبلة، تخطط الصين لتوسيع خطوط السكك الحديدية عبر المدن بمسافة 3000 كيلومتر، وبناء أكثر من 30 مطارا مدنيا جديدا لتعزيز شبكة النقل.
وقالت سونغ تساي بينغ، مفتشة بإدارة التخطيط الشامل بوزارة النقل الصينية: “ستعمل وزارة النقل على بناء الدولة لتتمتع بشبكات نقل قوية من خلال بناء حوالي 20 مدينة لتصبح مراكز نقل دولية شاملة ونحو 80 مدينة لتصبح مراكز نقل محلية شاملة”.