حققت الصين تقدما ملحوظا في الابتكار العلمي والتكنولوجي المستقل، وقدمت دعما قويا للتنمية الاقتصادية عالية الجودة في البلاد.
وهبطت العربة الجوالة الصينية “تشورونغ”، وهي أول مركبة فضائية في البلاد تهبط على كوكب آخر، بنجاح على سطح المريخ في 15 مايو الماضي. وعملت العربة بأمان على الكوكب الأحمر لأكثر من 100 يوم، لتقطع مسافة تجاوزت 1000 متر.
وأكمل ثلاثة رواد فضاء صينيين مهمتهم بعد أن تم إرسالهم إلى المدار لبناء المحطة الفضائية الصينية، واستغرقت مهمتهم ثلاثة أشهر، ليعودوا بسلام إلى الأرض مؤخرا. وأجرى رواد الفضاء الثلاثة اختبارات علمية عديدة، بما في ذلك مهمتان خارج الوحدة الأساسية للمحطة الفضائية.
وتخطط الصين لإجراء 11 مهمة فضائية في العامين الجاري والمقبل لبناء أول محطة فضائية لها، مما يمثل خطوة مهمة لتصبح دولة مبتكرة.
وقال يانغ هونغ، كبير المصممين لنظام المحطة الفضائية لمؤسسة العلوم والتكنولوجيا الفضائية الصينية: “في بداية تصميم المحطة الفضائية، قمنا بترتيبات مسبقة للبحث وتطوير المكونات والمواد الخام بشكل مستقل بناء على أساس قوانا الذاتية. وكان طريق المهام الفضائية المأهولة الصينية أسلوبا يلتزم بالاستقلالية والاعتماد على الذات”.
كما بدأ أول حقل غاز كبير بالإنتاج، بعد أن تم حفره بعمق 1500 متر وتطويره بالقوى الذاتية في الصين، ودخل الحقل الذي يعرف باسم “ديب سي رقم 1″، مؤخرا مرحلة الإنتاج الكامل. ويتميز بدء الإنتاج في حقل الغاز بأهمية كبيرة لضمان أمن الطاقة الوطني، ويساعد في تحسين هيكل الطاقة الصينية ودفع التنمية الاقتصادية الإقليمية.
وقال شيوي كه تشيانغ، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الصين الوطنية للنفط البحري: “حققنا قفزة كبيرة في مجال التنقيب عن النفط والغاز في الصين من عمق 300 متر إلى المياه العميقة التي يبلغ عمقها 1500 متر. وإننا قادرون على الاستكشاف في مياه الصين بأكملها”.
أما عند نهر جينشا جنوب غربي الصين، فقد تم تشغيل كل من محطة بايخهتان، ثاني أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في العالم، ومحطة وودونغده، سابع أكبرها. وبتجهيزها بأول مجموعة مولدات الطاقة الكهرمائية المطورة بشكل مستقل في الصين، لتسجل محطة بايخهتان اختراقات في تصنيع المعدات الصينية المتطورة.
وقال وو وي تشانغ، رئيس مجموعة هاربين للكهرباء: “بعد أن امتلكنا التكنولوجيا اللازمة لبناء مجموعات مولدات الطاقة الكهرومائية على مستوى مليون كيلوواط، تم تفعيل السلسلة الصناعية بأكملها، بما في ذلك تصنيع أدوات الآلات والمواد الخام والملحقات الداعمة”.
تم وضع مفاعل الطاقة النووية الصيني “هوالونغ-1″، وهو مفاعل من الجيل الثالث من تقنيات الطاقة النووية، تم تطويره ذاتيا ليبدأ في الإنتاج على دفعات، وسيتم تركيبه في مقاطعات صينية عديدة، بعد أن دخلت أول وحدة تستخدم المفاعل الخدمة التجارية في مدينة فوتشينغ شرق الصين في يناير الماضي.
وقال وانغ شين، كبير مصممي “هوالونغ-1”: “يعتمد هوالونغ-1 على الجيل الثالث من تقنيات الطاقة النووية مع حقوق الملكية الفكرية المستقلة، وتعد واحدة من أكثر تقنيات الطاقة النووية تقدما في العالم. ومن خلال تقدم التقنيات، تطورنا من مجرد متابع إلى عداء رائد في مجال توليد الطاقة النووية”.
كما بدأت آلة حفر الأنفاق الصينية “يونخه” مؤخرا في حفر الأنفاق في مشروع إعادة بناء الطرق في شرق العاصمة الصينية بكين، وتمكنت الدولة أيضا من إجراء تجارب قطارات مغناطيسية فائقة السرعة بسرعة قصوى تبلغ 600 كيلومتر في الساعة، لتغدو أسرع وسيلة نقل بري في العالم.
وفي مجال البحوث الأساسية والابتكارات، اكتشف العلماء في مايو الماضي، 201 نجم نابض جديد، باستخدام التلسكوب الراديوي الصيني “فاست” الذي يبلغ طول قطره 500 متر، وهو أكبر تلسكوب راديوي في العالم.
كما تم الكشف عن النموذج الأولي الصيني للحوسبة الكمية “تسو تشونغ تشي” في مايو الماضي أيضا، والذي يستطيع معالجة ما يصل إلى 66 كيوبت في آن واحد، وتغلب على مشروع معالج “غوغل سيكامور”، بقدرة 54 كيلوبت، والذي استطاع إكمال العمليات الحسابية التي كانت تستغرق أجهزة الكمبيوتر العادية عشرة آلاف سنة لإكمالها.
وفي الشهر نفسه، سجل العلماء الصينيون رقما قياسيا جديدا بتحقيق درجة حرارة بلازما تبلغ 120 مليون درجة مئوية لمدة 101 ثانية، وتعد هذه التجربة خطوة رئيسية نحو التشغيل التجريبي لمفاعل الاندماج النووي.
*سي جي تي إن العربية.