*CGTN العربية/
قالت وزارة التجارة الصينية يوم الجمعة الماضية إن 32 شركة لقطع غيار السيارات كورية جنوبية في مقاطعة شاندونغ بشرق الصين قد استأنفت العمل بالكامل قبل الـ15 من فبراير، الأمر قد خفف إلى حد كبير الضغط على شركات صناعة السيارات العالمية، التي اضطر بعضها إلى تعليق الإنتاج بسبب تأثير “كوفيد – 19” على توريد القطع.
بدأت الشركات الأخرى ذات التمويل الأجنبي في الصين أيضا في استئناف الإنتاج مع ضمان السلامة، ومن بين أول دفعة منها مصنع شركة تسلا لصناعة السيارات في شانغهاي، حيث بدأت العمل منذ أكثر من عشرة أيام. إضافة إلى ذلك، أكثر من 80% من الشركات الأجنبية الكبرى في المدن والمقاطعات مثل شانغهاي وشاندونغ وهونان استأنفت العمل. ومن المتوقع أن تستأنف الشركات ذات التمويل الأجنبي الإنتاج في معظم الأماكن بنهاية الأسبوع المقبل.
هناك إجماع مشترك بين أغلبية الشركات الأجنبية في الصين على أن تأثير الوباء على الاقتصاد الصيني مؤقت، حيث أن العوامل الأساسية التي تدعم النمو الاقتصادي طويل الأجل لم تتغير. قالت شركة فورد موتورز الأمريكية لصناعة السيارات إن الطلب الهائل في السوق الصينية لا يزال قائما، والشركة واثقة في آفاق النمو الاقتصادي المستقبلي للصين.
ظلت الصين ثاني أكبر وجهة في العالم لتدفق رؤوس الأموال الأجنبية منذ عام 2017. في يناير من هذا العام، تجاوز الاستخدام الفعلي لرأس المال الأجنبي في البلاد 87 مليار يوان (12.7 مليار دولارأمريكي)، بزيادة قدرها 4% على أساس سنوي، تماشيا أساسا مع زخم النمو المطرد في العام الماضي.
أحد الأسباب الرئيسية وراء كون الصين سوقا كبيرا للاستثمار الأجنبي هو أنها توفر سلسلة إمداد شاملة لا مثيل لها تساعد الشركات الأجنبية على خفض تكاليفها بشكل فعال. أفاد تقرير بحثي أصدرته غولدمان ساكس في عام 2018 إنه إذا أعادت شركة آبل إنتاجها وتجميعها إلى الولايات المتحدة، فإن تكاليف إنتاج الشركة سترتفع بنسبة 37%. بالتالي فإن أولئك الذين يحاولون ترويج فكرة خروج الشركات الأجنبية من الصين بسبب الوباء لا يفهمون إطلاقا كيفية عمل الاقتصاد.
أصدرت الحكومة الصينية سلسلة من التدابير الداعمة لمساعدة الشركات الأجنبية على استئناف العمل في وقت مبكر. في شانغهاي، أدرجت السلطات المحلية أكثر من 140 شركة أجنبية في قائمة تتمتع بسياسات التمويل التفضيلي وسياسات تخفيض الضرائب أو الرسوم. في مدينة تشينغداو بمقاطعة شاندونغ، يشتغل منتج غلايات بحرية دنماركي في توصيل الطلبات من اليابان وكوريا الجنوبية، وقال إنه لا يمكنه أن يستأنف الإنتاج في هذا الوقت المبكر دون مساعدة السلطات المحلية.
في نفس الوقت، تقدم الشركات الأجنبية في الصين المساعدة في مكافحة الوباء في الصين. إلى يوم الجمعة الماضي، تجاوزت تبرعات المؤسسات ذات التمويل الأجنبي 1.76 مليار يوان (255 مليون دولارأمريكي)، بما في ذلك المعونة النقدية والضروريات اليومية والإمدادات الطبية المهنية. كما قال رئيس غرفة التجارة الأمريكية في الصين، غريغوري جيليغان: “نريد أن نثبت من خلال الأفعال أننا جزء من المجتمع الصيني”. كما أشار إلى أنه من خلال ردود فعل المديرين التنفيذيين للشركات الأعضاء في الغرفة، لا تزال الشركات الأمريكية تثق في الاقتصاد الصيني وأن مجتمع الأعمال الأمريكي يرغب في تعزيز التعاون مع الصين.
نظرا لأن الصين تبذل كل جهد في وسعها لإعادة تشغيل محركها الاقتصادي، فإن الشركات الأجنبية في البلاد لديها سبب مبرر لتثق بالتوقعات الاقتصادية للصين.