بعد أكثر من 90 يومًا من ما يسمى بـ “تقرير تتبع أصل الفيروس”، أصدرت أجهزة الاستخبارات الأمريكية مؤخرًا النقاط المهمة لما يسمى “تقرير التحقيقات في تتبع منشأ فيروس كورونا الجديد”. وكما توقع المجتمع العلمي الدولي ومعظم وسائل الإعلام مسبقًا، من غير المرجح أن يكون للتقرير أي “اكتشافات مبهرة”، ناهيك عن أي نتائج واضحة.
ومن المفارقات، فيما يتعلق بمسألة أصل فيروس كورونا الجديد، توصلت العديد من وكالات الاستخبارات الأمريكية إلى استنتاجات مختلفة: 4 وكالات ومجلس الاستخبارات الوطني يؤيدون “نظرية الأصل الطبيعي”، ووكالة واحدة تدعم ما يسمى “نظرية التسرب في المختبر”، لم تتمكن 3 وكالات من استخلاص النتائج. وبالتالي زعم التقرير أنه “لا يمكن استبعاد كل من المصادر المحتملة للفيروس من الطبيعة والتسريبات المعملية”. عندما لم يتم التوصل إلى نتائج نهائية، حاول التقرير إلقاء اللوم كله على الصين، زاعمًا أن “الصين تعيق تحقيقات التتبع وترفض مشاركة المعلومات”.
“فشلت وكالة الاستخبارات الأمريكية في تقديم أي دليل جديد على التسريب المختبري، ماعدى سلوك إلقاء اللوم على الصين بلا توقف أبدا.” قال توم فودي، المحلل البريطاني للسياسة والعلاقات الدولية في تصريحاته. إن “تقرير التحقيق” الأمريكي هو مجرد تكرار كلام مبتذل للسياسيين الأمريكيين لتشويه سمعة الصين، كما يحاول جلب تركيز التتبع إلى الصين.
جدير بالذكر أنه عقب “تقرير التحقيق” الصادر عن أجهزة الاستخبارات الأمريكية، أصدر البيت الأبيض بيانًا مجددًا يتهم الصين بـ “رفض تبادل المعلومات” و”عرقلة التحقيقات الدولية في التعقب”. يجب القول إن حكومة الولايات المتحدة التي فشلت في محاربة الوباء، بارعة جدًا في الانخراط في التلاعب السياسي. وهذا يوضح للعالم أيضًا أن “تقرير التحقيق” هذا هو بقيادة الحكومة الأمريكية وأن المسؤول عن إدارة المخابرات يصدر تقريرا كاذبا وتقريرا سياسيا!
من ناحية، يعد أصل الفيروس قضية علمية خطيرة، لكن الحكومة الأمريكية سلمته إلى وكالة المخابرات الوطنية المعروفة بـ “الكذب والخداع والسرقة”. كيف يمكننا استخلاص استنتاجات علمية بمثل هذه العمليات العبثية التي تخرج عن روح العلم؟
من ناحية أخرى، فيما يتعلق بمسألة تتبع الفيروس، فإن موقف الحكومة الصينية المنفتح والشفاف واضح للجميع. دعت الصين طواعية فريق الخبراء الدوليين التابع لمنظمة الصحة العالمية لإجراء البحث المشترك حول تتبع أصل الفيروس في الصين مرتين، وأصدرت تقريرًا بحثيًا مشتركًا حول تتبع أصل فيروس كورونا الجديد من الصين ومنظمة الصحة العالمية، والذي تم دعمه عالميًا والاعتراف به من قبل المجتمع العلمي العالمي.
للأسف، في الأيام التسعين الماضية من “تتبع أصل الفيروس”، استمر الوباء في الولايات المتحدة في الانتعاش، وارتفع عدد الوفيات في العديد من الولايات. في وقت إصدار التقرير، كان هناك ما يقرب من 39 مليون حالة مؤكدة في الولايات المتحدة وحوالي 640 ألف حالة وفاة. منذ أن قامت الإدارة السابقة للولايات المتحدة بتضخيم “الفيروس الصيني” إلى قيام الإدارة الحالية بمزيد من تعقب مصدر الإرهاب، ركز السياسيون الأمريكيون جهودهم على تسييس الوباء وتسمية الفيروس بما يسيء سمعة الخصم واتخاذ عملية تتبع الأصل كأداة سياسية، ولكن يدعون شعبهم يدفع ثمنا باهظا.
